يريدونه مجتمعاً عابساً
مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني يقول إنه سيتم الإفراج عن السجناء الفلسطينيين مساء الخميس رئيس هيئة قناة السويس يعلن جاهزية الملاحة البحرية للعودة تدريجياً في البحر الأحمر حركتا "الجهاد" و"حماس" تسلمان محتجزَيْن إسرائيليَّيْن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس المحتجزان الإسرائيليان موجودان بموقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة في انتظار سيارات الصليب الأحمر إخراج إحدى الرهائن من ركام جباليا وحماس والجهاد تتجهزان لتسليم رهائن من أمام منزل السنوار الانتهاء من تسليم محتجزة إسرائيلية في جباليا شمالي قطاع غزة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادات في خان يونس جنوبي قطاع غزة للإفراج عن محتجزين إسرائيليين متحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد يعلن الانتهاء من الإجراءات تمهيدا لتسليم اثنين من المحتجزين المقرر إطلاق سراحهما اليوم مسلحون فلسطينيون يبدأون بالانتشار في الموقع الذي من المقرر أن يشهد تسليم الرهائن في جنوب غزة الجيش الإسرائيلي يعلن رصد مسيّرة قادمة من مصر حاولت تهريب أسلحة
أخر الأخبار

يريدونه مجتمعاً عابساً!

يريدونه مجتمعاً عابساً!

 العرب اليوم -

يريدونه مجتمعاً عابساً

بقلم - محمد الرميحي

التزمّت مرض يصيب بعض المجتمعات، ومن أعراضه أن الدولة أو الحزب أو السلطة، تريد أن تصبّ الناس في نموذج واحد، خلافاً للطبيعة الإنسانية وخلافاً لمن خلقهم الله. كل الدول والمجتمعات التي حاولت ذلك، وإن نجحت لفترة من الزمن، صاحبها الفشل الذريع، فالناس مختلفون لأسباب كثيرة قد لا يستطيع أحد حصرها. في جزء غير يسير من ثقافتنا العربية، تجرى محاولات لـ"الصرامة" أو فرض نظام صارم على الناس وجب عليهم أن يتبعوه، وتلك المحاولات تظهر في السياسة وفي الاجتماع وفي الاقتصاد، بل وحتى في شكل الملابس.

ما إن أعلن أن هناك انتخابات في الكويت أخيراً، حتى ظهر البعض ينادي بالويل والثبور، لأن هناك حفلة غنائية أقيمت وارتكبت فيها "الفواحش"! وأنه إذا وصل إلى الكرسي الأخضر فسيقدم المسؤولين إلى المحاكمة السياسية؟ هذا التصريح (التويتري) صدر قبل إعلان موعد الانتخابات، وحتى قبل فتح باب الترشيح، هو فقط مقدمة لبيع فكر المعلن من أجل اصطياد الأصوات، وهو قصور في الفهم، كما أنه وصاية على المجتمع، ومظهر من مظاهر ما قبل الدولة! ذلك مثال من أمثلة أخرى، ففي مثال آخر قال أحدهم: "عليكم ألا تستقبلوا تارك الصلاة، لأنه آثم أكثر كثيراً من مرتكب الزنى". من جديد تهويل غير منطقي، لو تأنّى صاحبنا وفكّر بعقله، لكان عليه أن يجيب أولاً كيف نعرف تارك الصلاة؟ إن كان الدليل حضوره إلى المسجد، فربما كان يصلي في بيته، وذلك متاح ديناً. إلا أن الاثنين وغيرهما من أهل التزمت يفتقدون التفكير المنطقي والعقلاني، ويخلطون خلطاً معيباً بين التقاليد والدين، وسلوك الناس الذي يجب أن يضبطه القانون في المجتمع الحديث.

ذلك النقاش يذهب إلى الحجاب والنقاب، فيمكن فهم ارتدائهما على أنه من التقاليد أو العادات الاجتماعية أو حتى من منظور الحريات الشخصية، لكنه عقلاً لا يمكن أن يقبل على أنه جزء لا يتجزأ من الدين، ولو كان ذلك، لكان القول المنطقي المكمل لذلك أن السيدة التي لا تتقيد بذلك الزي هي حكماً غير مسلمة! وطبعاً هذا ليس هو الواقع.

الزي الإنساني خاضع لعدد من العوامل، منها البيئة والتقليد الاجتماعي والمواءمة. نرى أن كل الرجال تقريباً عند سفرهم إلى الخارج يلبسون "البنطال"، وهو في المناسبة في وقت ما كان محرماً قبل مئة عام أو حولها، وقتها أيضاً قيل للعامة إن لابس "البنطال" بالضرورة خارج عن الدين. حقيقة إنسانية أصبحت معروفة وكأنها قاعدة عامة تقول "كثرة الضوابط تشل الإبداع في المجتمع"، وهكذا تلازمنا تلك الضوابط الشخصية التي تحملها أقلية على أنه يجب أن تُفرض على الجميع، وكثيرون يترددون في مناقشة ذلك الموقف الفكري (النكوصي) والخارج عن الزمن.

اعتاد البعض أن يسعوا في منصات بيع الكتب، وبخاصة في معارض الكتب. يقلب الكتاب كي يختار منه ما يرى من "ويل للمصلين" ويزعق على السلطات امنعوا هذا الكتاب، بل إن البعض يزعق لأن عنوان الكتاب لم يعجبه، قد حدث مرة أن مُنع كتاب في معرض الكويت للكتب (وهو ثالث معرض عربي) بعد بيروت والقاهرة، في بداية فترة أيام التنوير الكويتي، وبعد ذلك غيّر الناشر غلاف الكتاب بعنوان آخر وتم عرضه وبيعه.

محاولة قتل سلمان رشدي تعطينا مثالاً دموياً على ما يمكن أن يقود إليه التزمت والرأي الواحد، على الرغم من مناقشة عدد من كتّاب الإسلام تاريخياً ما قام بمناقشته وهو لا يخرج عن رأي، مقابلة الرأي بالقتل، كما في المساجد لطائفة من المسلمين في أفغانستان، وإن استمرت قيادات المجتمع الرسمية بالسكوت عن التزمت فسوف ينطبق عليها القول "إن لم تقد التغيير فإن التغيير سيقودك"!

حالة "حراس النيات" أو "الوصاة على المجتمع" و"محاربي الفرح" حالة عامة أصبحت معطلة للمجتمعات.

المشكلة الأكبر أن عدداً من السلطات العربية ترتعب أمام تلك الأصوات وتسير مع أطروحاتها، إما خوفاً من التشهير أو على الكرسي، أو اعتقاداً خاطئاً بأنها أغلبية في المجتمع، لأن الأغلبية صامته! في الوقت الذي تتقدم فيه التقنية ويستطيع أي فرد في المجتمع أن يحضر الحفلة التي يريدها أو يقرأ الكتاب الذي يعجبه بسهولة ويسر من خلال الشبكة الدولية.

أتراني أتحدث عن بعض المجتمعات العربية أم عن معظمها؟ أرى أن الحديث عن معظمها، وحتى في المجتمع الواحد، كان الكثير من الكتب في بيروت التي تُمنع في الغربية تُطبع في الشرقية!!

ترى إلى أي وقت سوف نساير هذا العبوس الاجتماعي الذي يتقصى الشاردة والواردة كي يقيم الدنيا ولا يقعدها في حفل هنا أو كتاب هناك، حتى أصبح كثير من مجتمعاتنا باطنياً يفعل ما تريد بعض جماعاته في السر، ويعلن الفضيلة في العلن كما يرغب بها المجتمع؟ وهل المجتمع بهذا الضيق أم أن هناك عملية واسعة من التكاذب تظهر في طول "البسملة والحوقلة" التي يتلوها السياسيون مطولاً في بدء حديثهم!

لم يوجد مجتمع في قالب واحد ولا بشر متساوون في التفكير، فلا مندوحة من استخدام كثيف وعملي لمصطلحات التسامح والقبول واحترام التعددية، وعدم فرض تقاليدك الشخصية على الآخرين في مجتمعك، عش ودع الآخرين يعيشون.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يريدونه مجتمعاً عابساً يريدونه مجتمعاً عابساً



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:51 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى
 العرب اليوم - مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى

GMT 11:05 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

توحّد غيتس... وتعدّد التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab