النفط والذاكرة القصيرة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

النفط والذاكرة القصيرة!

النفط والذاكرة القصيرة!

 العرب اليوم -

النفط والذاكرة القصيرة

محمد الرميحي
بقلم محمد الرميحي

هل الدول مثل البشر في صعودها وانحدارها؟ البشر عندما يتقدمون في السن، يصبحون أكثر عناداً عما كانوا في السابق ويتخذون مواقف حتى ضد مصالحهم، وربما الدول لها الخصائص نفسها وهي من طبيعة التطور للدول الكبرى أيضاً؛ ما يجعلني أذهب ذلك المذهب في المقارنة ما يشاهد ويحدث اليوم من ردات فعل للولايات المتحدة تجاه مجموعة «أوبك بلس»، والقرار الأخير لهذه المجموعة بضبط السوق النفطية من خلال تخفيض الإنتاج، وهي تصرفات وتصريحات قادمة من واشنطن غير منضبطة ولا تقوم على تأسيس عقلاني.
لنرجع قليلاً إلى الوراء، فهذه المنطقة منذ قرن تقريباً كانت محطة للتنافس بين القوى الغربية الصناعية، أولاً بسبب موقعها الجغرافي (الطريق إلى الهند)، ثم تحول الأمر إلى سبب أهم، وهو الصراع على النفط، شريان الصناعة والآلة العسكرية، وليس خافياً أن ذلك الصراع في الغالب كان بين المصالح الأميركية، والمصالح البريطانية، أو بريطانيا العظمى في ذلك الوقت، وكان بعضه جلياً وبعضه الآخر «تحت الحزام»!
بعد الحرب العالمية الثانية تبين أن بريطانيا العظمى تتراجع في القوة وتصعد بدلاً منها الولايات المتحدة بمفاهيم جديدة وأفكار حديثة في قالب ليبرالي، فتقاسمت الاثنتان امتيازات النفط في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة في «أرامكو» في المملكة العربية السعودية، وبقية مناطق النفط في الخليج وإيران والعراق للشركات البريطانية.
في الخمسينات وافقت «أرامكو» على ما عُرف وقتها بـ«تنصيف الأرباح» التي جاهدت الدولة السعودية لتحقيقه، أي أن تأخذ المملكة وهي تستعد للتطور، نصف الأرباح المحققة من قِبل الشركة، وكان لا بد من أن تُسمع تلك الخطوة في الجوار، وتطالب الدول الأخرى بمثل ما حصلت عليه المملكة من الشركات البريطانية العاملة في أراضيها، إلا أن شيخوخة السلطة البريطانية وعنجهية «الإمبراطورية» رفضت ذلك، اعتماداً على الماضي الاستعماري، ذلك العناد من الشركات البريطانية أطلق موجة من ردات الفعل الغاضبة لدى الشعوب والحكومات قادت في نهاية الأمر إلى «التأميم» كما حدث في إيران بقيادة محمد مصدق وقتها، كما تركت تلك السياسة المتعنتة آثاراً سياسية كبرى عصفت بالمنطقة.
الفكرة، أن العناد هو الذي جلب في نهاية الأمر انحسار النفوذ البريطاني، وخسارة كبرى للشركات البريطانية. طبعاً لم يحدث ذلك بين ليلة وأخرى، إنما حدث على مراحل، كان الصاعق الأساسي هو «العناد» الذي قاد للثورات في المنطقة وخسائر ضخمة وضياع فرص التطور الصحي.
يبدو أن الولايات المتحدة تمر اليوم بنفس مرحلة بريطانيا بعد الحرب العظمى الثانية، أي الدخول في مرحلة الشيخوخة «السياسية»، فقد بدا عليها أيضاً مظاهر من تلك الشيخوخة المصاحبة للكثير من العناد. من مظاهر الشيخوخة تلك الأحداث الأخيرة السياسية التي تحدث في تلك البلاد، منها أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021 التي اجتاحت فيها مجموعة من الفوضويين مقر الديمقراطية الأميركية، ومنها الشخصيات القيادية التي تظهر على السطح ذات الأفق الضيق، كما في شخصيات وصلت إلى قمة الهرم القيادي مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما، أفضل ما تستطيع أن تفعل هو لوم الآخر على فشلها، ومنذ أيام بوش الأب والتدهور القيادي في تراجع، نتيجة صعود الشعبوية ذات المصالح الآنية. بريطانيا كانت قاصمة الظهر لإمبراطوريتها حرب السويس، وقد يجد المؤرخون الأميركيون أن بداية التراجع للقوة الأميركية هي الخروج غير المنظم من أفغانستان.
اليوم تعيد الولايات المتحدة العناد من جديد بلوم المملكة العربية السعودية (وحدها دون غيرها) على أنها تقوم بمساندة روسيا الاتحادية في حربها ضد أوكرانيا! لأنها تعمل على بقاء سعر النفط موازياً لقيمة السلع المصنعة الأخرى، وتصب جام غضبها عليها (هي فقط دون غيرها) من دون أي مبرر عقلاني، وكأن الأمر هو وجوب التضحية وتحمّل المخاطر من أجل إرضاء عيون العم سام، كما بريطانيا في عصر مضى لم تعترف الإدارات الأميركية الأخيرة أن «العصر قد تغير»!
في الوقت نفسه الذي يشتكي فيه حلفاؤها في أوروبا من ارتفاع أسعار الغاز المصدر من الولايات المتحدة إلى أوروبا وتلك الشكوى أصبحت علنية في كل من فرنسا وأيضاً ألمانيا وعلى لسان قياداتهما.
لا تفسير إلا أن الإدارة الحالية وقد نفدت منها المخيّلة وربما الصبر، وتريد أن تقدم لجمهورها تفسيرات لفشلها الاقتصادي والسياسي بالإشارة إلى «الشياطين» هناك في الصحراء الذين يرفعون سعر النفط، في الوقت الذي تزخر فيه أرض الولايات المتحدة بالكثير من الموارد، ومنها النفط والتي تحتكرها شركات أميركية تكسب المليارات من الدولارات.
حرب أوكرانيا والحروب السابقة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة وكذلك القوى الأخرى الكبيرة، لا بد أن تنتج توازناً جديداً على الساحة العالمية، كما حدث بعد الحرب العظمى الثانية، حيث اختفت أو تراجعت دول من الصدارة، وصعدت دول أخرى، وقد ساد مفهوم القطبين لفترة طويلة نسبياً، أي حلف الأطلسي الذي ولد من رحم الحرب العظمى الثانية، والاتحاد السوفياتي الذي قواه انتصاره في تلك الحرب، أما اليوم فليس من المتوقع بعد الحروب المتوسطة والصغيرة أن يعود العالم إلى إنتاج ثنائية، أي «قطبين»، في الغالب سوف يتكون في العالم الجديد، بعد أن تضع الحرب أوزارها (تعدد أقطاب) قد تبقى أميركا واحدة منهم من دون قيادة مطلقة، ولكن أيضاً الصين والهند وربما أيضاً أوروبا مستقلة عن الولايات المتحدة وأيضاً الاتحاد الروسي.
في تعدد الأقطاب المتوقع تتاح الفرصة للقوى المتوسطة، ومنها القوى العربية، أن تختار وتنحاز لمصالحها، ومع أي القوى تتعامل، فليس من العقل أن تترك هذه الدول المنتجة للموارد ثروتها الناضبة تباع بأثمان بخسة، وتعرّض شعوبها للفقر والعوز وربما للضيق والاضطراب، فقط في سبيل إرضاء حزب ما هناك كي يحصل على أصوات أكثر من جمهور يعلّي مصالحه من دون النظر لمصالح الآخرين!
لقد أدلى المختصون برأيهم الفني في أسباب الحفاظ على سعر عادل للنفط، ولكن التسييس الشعبوي هو صاحب الصوت الأعلى، إلا أن هذا التسييس سوف يقود حتماً، إذا استمر غياب الحكمة واستمر العناد، إلى ضعف قوة الولايات المتحدة في التأثير، وفقدها لأصدقاء مهمين لها وللاقتصاد العالمي، كما حدث للإمبراطورية البريطانية في السابق، من دون أن تجني إلا الخسارة.
آخر الكلام:
الانحراف نحو المصالح الضيقة والشعبوية تفقد التجربة الغربية الليبرالية «قوتها الناعمة» التي كثيراً ما أغرت بها الشعوب الأخرى!

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفط والذاكرة القصيرة النفط والذاكرة القصيرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab