أمريكا تنفذ مخطط التهجير

أمريكا تنفذ مخطط التهجير!

أمريكا تنفذ مخطط التهجير!

 العرب اليوم -

أمريكا تنفذ مخطط التهجير

بقلم - عماد الدين حسين

ما كنا نخشاه يبدو أنه يمكن أن يحدث للأسف الشديد، وهو محاولة تنفيذ مخطط تهجير أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين من قطاع غزة.

ومن الواضح أنه بعد يأس الأمريكان والإسرائيليين من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية بفضل الرفض المصرى القاطع، فإن واشنطن تحاول تجريب ترحيل الفلسطينيين عبر الممر أو الرصيف أو الميناء البحرى الذى ينتظر الانتهاء من إنشائه خلال أيام.

كتبت فى هذا المكان أكثر من مرة، عن احتمالية أن يكون الهدف من إنشاء الممر البحرى هو إتاحة الفرصة لإخراج الفلسطينيين تحت ستار أن السفن ستأتى بالأساس بالمساعدات.

كتبت يوم الثلاثاء الماضى تحت عنوان: «الممر البحرى الأمريكى.. و٧ مخاوف مشروعة»، وكتبت أيضا بعد أن تحدث الرئيس الأمريكى لأول مرة عن الممر البحرى فى خطاب عن  حالة الاتحاد فى ٧ مارس الماضى وعبرت بوضوح وقتها عن المخاوف من أن السفن التى ستأتى بالمساعدات قد تعود محملة بالفلسطينيين الراغبين فى الهروب من هذا الهولوكست الصهيونى غير المسبوق.

الولايات المتحدة وبسبب الرفض المصرى غيرت لهجتها وأعلنت أكثر من مرة رفضها لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ولم نكن ندرى أنها تخطط لتهجيرهم بطرق أخرى غير سيناء كما أعلنت رفضها لاحتلال القطاع أو تقليص مساحته عبر إنشاء مناطق أمنية آمنة. لكن ذلك كان فى التصريحات الإعلامية فقط، ويبدو أنه على أرض الواقع فإن واشنطن كانت تخطط مع إسرائيل عن أفضل الطرق لتنفيذ المخطط.

إسرائيل كانت تفكر دائما بغشومية، أى تقوم بطرد الفلسطينيين وتهدم بيوتهم وتستمر فى مطاردتهم من الشمال لحشرهم فى الجنوب قرب الحدود المصرية. وكان قادتها يكررون دائما رغبتهم فى تنفيذ مخطط التهجير تمهيدا لإعادة استيطان غزة وبناء «غوش قطيف» من جديد وسائر المستوطنات التى كانت تحيط بالقطاع.

الولايات المتحدة فكرت بمنطق تخديرى للفلسطينيين والعرب واستمعنا لقادتها وكبار مسئوليها وهم ينكرون حتى الآن موافقتهم على مخطط التهجير، أو حتى مهاجمة رفح. لكن الأمر مختلف تماما على أرض الواقع.

يوم الثلاثاء الماضى وطبقا لوثائق حكومية داخلية حصلت عليها شبكة «سى. بى. إس نيوز» الأمريكية فإن إدارة الرئيس بايدن تدرس تفاصيل الخيارات المحتملة لقبول فلسطينيين من غزة كلاجئين.

كبار المسئولين ناقشوا مع بعض الوكالات الفيدرالية مقترحات محددة منها مثلا قبول الفلسطينيين الذين لديهم أقارب فى الولايات المتحدة أو على صلة مع مواطنين أمريكيين أو مقيمين فى الولايات المتحدة أو اضطرتهم الظروف للنزوح من غزة.

ومن يجتاز الفحوصات الأمنية فسوف يكون مؤهلا للسفر إلى الولايات المتحدة والحصول على صفة لاجئ وهو الأمر الذى يضمن لهم الإقامة الدائمة ومزايا إعادة التوطين والعثور على سكن وصولا للحصول على الجنسية الأمريكية.

المتحدث باسم البيت الأبيض قال للشبكة الأمريكية أن أمريكا ترفض تماما النقل القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة، أو الضفة.

والمتحدث محق تماما فى كلامه، لكن بقية الصورة هى أن إسرائيل تكفلت وتتكفل بخلق الظروف التى تجعل عددا لا بأس به من الفلسطينيين يفكرون فى البحث عن طرق للحفاظ على حياتهم بكل السبل.

لا يوجد عاقل يشكك فى وطنية الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه، لكن كثيرا منا لا يدركون الصورة على أرض الواقع، فحينما يدمر جيش الاحتلال معظم مبانى غزة ومنشآتها وطرقها ومدارسها ومستشفياتها، ويجعل الحياة مستحيلة، ثم إنه يقتل الجميع النساء والأطفال والشباب، وحتى الحيوانات، ويقطع المياه والغاز والكهرباء. حينما يحدث ذلك، فإن الحياة تصير مستحيلة، ويلجأ البعض للهرب من المكان بكل السبل أملا فى العودة حينما تتغير الظروف. وبالطبع من يخرج من فلسطين يصعب أن تعيده إسرائيل مرة أخرى.

تسريبات «سى بى. إس نيوز» تكشف لنا بوضوح أن الولايات المتحدة شريك أساسى ليس فقط فى العدوان وإمداد إسرائيل بالمال والسلاح والدعم السياسى والدبلوماسى عبر الفيتو، بل ونقل الفلسطينيين من غزة للخارج.

الآن يتضح لنا جليا الهدف الحقيقى من إنشاء الميناء البحرى، وهو ليس إدخال المساعدات،  بل التموضع العسكرى وحقول الغاز  ومواجهة الصين وروسيا أيضا.

فلو كانت واشنطن تريد إدخال المساعدات فعلا وفقط لكانت أقنعت أو أجبرت إسرائيل على سرعة إدخالها عبر معبر رفح، أو فتح المعابر الستة بين إسرائيل والقطاع، أو إقناعها بوقف إطلاق النار من الأساس.

التطور الأخير شديد الخطورة لأنه يكشف جزءا مهما من ملامح الصورة الكبرى التى يراد لها أن تكتمل وبالتالى فأغلب الظن أن الأسوأ لم يأت بعد.

فانتبهوا يا أولى الألباب.

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا تنفذ مخطط التهجير أمريكا تنفذ مخطط التهجير



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab