القمة العربية وما بعدها

القمة العربية.. وما بعدها؟

القمة العربية.. وما بعدها؟

 العرب اليوم -

القمة العربية وما بعدها

بقلم - عماد الدين حسين

أكتب هذه السطور فى مدينة جدة السعودية بعد منتصف ليلة الخميس ١٨ مايو، وقبل ساعات قليلة من انعقاد القمة العربية الدورية رقم ٣٢ فى هذه المدينة الساحلية السعودية على شواطئ البحر الأحمر.
وبالتالى حينما تظهر هذه السطور أمام القارئ تكون القمة قد انعقدت وانتهت وصدر بيانها الختامى، لذلك سأحاول الحديث بعيدا عن الجانب الخبرى المتعلق بالقمة ونتائجها، بل عن مرحلة ما بعد القمة.
كل من قابلتهم من الإخوة السعوديين منذ الهبوط فى مطار جدة عصر يوم الأربعاء الماضى، كانوا متفائلين ولديهم يقين بأن هذه «القمة غير» قياسا على العبارة الشائعة «جدة غير» لكن قد تكون هذه تمنيات عاطفية من أبناء البلد الذى يحتضن هذه القمة، وبالتالى فالسؤال الأساسى: هل هناك ما يضمن أن تؤسس هذه القمة لعمل عربى مشترك يغير من المعادلة الصعبة الموجودة على أرض الواقع شديد البؤس فى أكثر من منطقة عربية؟.
المتفائلون يقولون نعم هناك ما يدعو بالفعل إلى التفاؤل، فيما يتعلق بالفترة المقبلة عربيا، منطق هؤلاء أن بعض العرب خصوصا فى الخليج نجحوا فى فرض مصالحهم على قوى كبرى وعظمى، خصوصا فى قضية عدم الاستجابة لطلب الولايات المتحدة زيادة إنتاج البترول لتخفيض أسعاره، رغم إلحاح واشنطن وزيارة رئيسها جو بايدن للرياض وعقده قمة مع قادة الخليج ثم قادة ٩ دول عربية فى يوليو من العام الماضى.
لكن المتشائمين يقولون إن هذا العامل ليس ثابتا، وأسعار البترول لا يمكن التحكم فيها، وإذا كانت قد وصلت إلى ١٣٩ دولارا للبرميل بعد الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير ٢٠٢٢ فهى قد وصلت إلى أقل من عشرين دولارا أثناء أزمة كورونا، وبالتالى ينبغى القياس على عوامل ثابتة ومستدامة.
المتفائلون يقولون أيضا إن الفوائض المالية الكبرى التى حصلت عليها بعض الدول المنتجة للنفط خصوصا فى الخليج وليبيا والجزائر يمكن أن تقود إلى عملية بناء وتنمية واسعة فى هذه الأقطار ما ينعكس إيجابا على بقية الدول العربية، لكن المتشائمين يقولون إنها إيرادات وقتية وليست دائمة ثم إنه إذا كانت بعض دول الخليج قد استفادت من هذه النهضة فى عملية تنمية، بل ومحاولة تغير اقتصادياتها لتصبح غير معتمدة على النفط بالأساس، فإن دولا أخرى ونتيجة غياب الحكم الرشيد عنها، لم تتمكن من توظيف هذه الفوائض لخدمة شعوبها، بل ذهبت الثروة إلى جيوب طبقة صغيرة وميليشيا وأنظمة ودول أخرى إقليمية راعية لها.
يقول المتفائلون إن عودة سوريا للجامعة العربية أمر يدعو للتفاؤل بعد غياب استمر منذ عام ٢٠١١، وهو أمر ينبغى البناء عليه ومساعدة سوريا فى الخروج من الزاوية التى حشرت فيها، لكن المتشائمين يقولون، وهل نسيتم أن دولة مهمة مثل السودان تعيش حربا دامية منذ أكثر من شهر، تكاد تحولها إلى دولة فاشلة؟! وإن دولا أخرى ما تزال تعيش أوضاعا مأساوية مثل اليمن وليبيا ولبنان والصومال، ودولا أخرى تعانى أوضاعا اقتصادية شديدة الصعوبة؟!
مرة أخرى أنا لا أتحدث عن هذه القمة التى عقدت أمس الجمعة، بل أتحدث عن المناخ العربى وتوقعاته فى الفترة المقبلة.
فى مدينة جدة وقبل القمة بساعات قابلت شخصية عربية مهمة وسألته سؤالا محددا. ما هى توقعاتك للفترة المقبلة؟!
الرجل كان واضحا حينما قال: «علينا أن نكون واقعيين فالأوضاع لا تسر عدوا أو حبيبا، والحرائق ما تزال مشتعلة فى أكثر من مكان، ويكفى إلقاء نظرة على ما يحدث فى السودان وجيوش المواطنين الفارين إلى دول الجوار وتحولهم إلى نازحين أو لاجئين، ثم إن الأوضاع الاقتصادية مرشحة لمزيد من التأزم فى أكثر من بلد عربى. وهناك دول لم تحسم هويتها بعد، وبالتالى فهى لا تدرى فى أى طريقة تسير فى وقت يتحدث العالم المتقدم عن تطبيقات ثورية فى الذكاء الاصطناعى.
هو يقول، نعم هناك بقع ضوء صغيرة فى المنطقة العربية لدول تحاول اللحاق بركب العصر ومفرداته ولغته وأسلوبه، وهى حققت نجاحات فى هذا الأمر، لكن لنكن واقعيين فإن الصورة الكاملة تقول إن هناك تحديات صعبة تواجه الأمة، وبالتالى فإن مجرد عدم اشتعال حرائق جديدة فيه مكسب كبير إذا تم قياس الأمر بالمقاييس الواقعية وليس العاطفية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمة العربية وما بعدها القمة العربية وما بعدها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab