أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج

أيمن أنور والعوامات.. ومؤامرة الخارج

أيمن أنور والعوامات.. ومؤامرة الخارج

 العرب اليوم -

أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج

بقلم - عماد الدين حسين

هل يجب على المسئولين المصريين فى مختلف مواقعهم الرد على استفسارات وسائل الإعلام الأجنبية فيما يتعلق بالقضايا والشئون المصرية، أم يتجاهلون اتصالاتهم لأن هذه الوسائل الأجنبية كما يقول البعض متآمرة، ولا تريد الخير لمصر، بل تحاول تشويه صورتها بكل الصور؟!
أطرح هذا السؤال ــ الذى آراه مهما جدا ــ بعد أن استمعت إلى مداخلة أيمن أنور رئيس الإدارة المركزية لحماية نهر النيل مع الإعلامى المعروف نشأت الديهى مساء السبت فى برنامجه «بالورقة والقلم» على قناة تن، وذلك فيما يتعلق بقرار وزارة الرى بإزالة العوامات الموجودة فى نهر النيل بمنطقة العجوزة والكيت كات.
أيمن أنور قال كلاما كثيرا من بينه: «لقد رفضت الرد على وسائل الإعلام الأجنبية، وحبينا نكشفهم أمام أنفسهم وأمام العالم، هم مغرضون وإحنا عارفين غرضهم».
ظنى أن هذا المنطق الذى استخدمه هذا المسئول الحكومى الرفيع غريب وصادم ويورد البلاد بأكملها موارد التهلكة، وإذا طبقه كل مسئول فى مجاله فسوف نواجه أزمات عالمية متالية أقلها استمرار تشويه صورتنا فى الخارج.
أعتقد أن وظيفة المسئول ــ كل فى موقعه ــ أن يشرح موقف وزارته ومؤسسته، لوسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، بل يسعى إلى هذه الوسائل إذا لم تحضر إليه.
هل بعض وسائل الإعلام الأجنبية مغرضة ولها موقف من النظام والدولة المصرية؟. أظن أن الإجابة هى نعم، لكن هل العلاج هو أن نتجاهلها أم نشرح وجهة نظرنا ونحاول قدر ما نستطيع تغيير هذه المواقف المنحازة؟!
الإجابة المنطقية هى أن نسعى وراء هذه الوسائل ونشرح وجهة نظرنا، لأنها ومهما بلغ حجم تحيزها ضدنا، فسوف تضطر إلى وضع وجهة النظر الحكومية فى تغطياتها للأخبار والقضايا المصرية. أما منطق أنها منحازة، وينبغى أن نتجاهلها فهو أسوأ خيار ممكن، لأنه سيجعل الوسائل تعرض وجهة نظر واحدة فقط، ووقتها سوف تتعزز وجهة النظر الأخرى التى تشوه صورة الدولة والحكومة، فى حين أن المسئول كان أمامه أن يشرح لوسائل الإعلام الأجنبية أن قرار الحكومة بإزالة العوامات النيلية يرجع لأسباب محددة ومنها انتهاء التراخيص والمخالفات البيئية.
لماذا لم يرد أنور على وسائل الإعلام الأجنبية، ويقول لهم ما قاله لنشأت الديهى ومختلف وسائل الإعلام المحلية فى الأيام الأخيرة بأن هناك ٢٠٨ آلاف مخالفة على نهر النيل، وتم إزالة ١٦٠ ألف مخالفة، وأنه يستغرب التركيز الإعلامى على إزالة ٣٢ عائمة نيلية فقط؟!.
لماذا لم يقل أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية أن رئيس الجمهورية اجتمع بكبار المسئولين قبل أيام، وطالبهم بتطبيق القانون لكن مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية المختلفة لأصحاب العوامات، وأن هناك لجنة يرأسها وزير العدل مهمتها دراسة وبحث هذه الحالات؟!.
ولماذا لم يقل السيد أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية إن الهدف الأساسى من قرار وإزالة العوامات هو تطبيق القانون والحد من التلوث البيئى كما قال لنشأت الديهى؟!. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تم ترك هذه العوامات تلوث مياه النيل منذ نشأتها وحتى هذه اللحظة؟!
لماذا لم يقل أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية إن أحد أسباب إزالة العوامات هو المظهر الحضارى، ولماذا لم يكرر لهم ما قاله للإعلام المصرى بأنهم يخالفون القانون ولم يسددوا الرسوم المطلوبة؟
ولماذا لم يقل للإعلام الأجنبى بأن هذه العوامات ليست بغرض السكن، وأن هناك محاضر شرطة وقرارات إزالة صادرة منذ شهور للعديد من هذه العوامات منذ فترة طويلة؟!.
اليوم لا أستطيع الحكم هل قرار إزالة هذه العوامات صحيح أم لا، لكن أعلق فقط على المنطق الغريب لأيمن أنور.
هو منطق شديد الخطورة ويكرره مسئولون آخرون فى مواقع مختلفة، خلاصته أن الخارج يتآمر علينا. وسنفترض أن هذا صحيح، فما هى أفضل طريقة لمواجهة هذه المؤامرة؟! أظن أنه يمكننا أن نتجاهلهم فقط إذا لم نكن فى حاجة إليهم كما تفعل الصين وروسيا وأحيانا إيران وكوريا الشمالية، لكن إذا كنا نحتاجهم فى مواقع كثيرة مثل المنح والمساعدات والاتفاقيات فمطلوب منا أن نرد عليهم ونفضح تآمر بعضهم.
لكن بالمنطق الذى استخدمه أيمن أنور، فهو لن يؤدى إلا لتشويه صورتنا فى الغرب أكثر مما هى مشوهة.. فهل هذا ما نريده بالفعل؟!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab