على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب

على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب؟

على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب؟

 العرب اليوم -

على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب

بقلم - عماد الدين حسين

ما هو الموقف الصحيح الذى يفترض أن تأخذه الدول العربية فيما يتعلق بالأزمة الروسية الغربية فى أوكرانيا؟!
هذا السؤال سألته لأكثر من دبلوماسى عربى فى الأيام الأخيرة، وكل من سألتهم أجمعوا على ضرورة أن يكون موقفنا محققا لمصالحنا.
العلاقات الدولية فى معظمها لا تقوم على المثاليات والأخلاق، بل على المصالح، التى تحميها القوة الشاملة.
وحينما تنشأ مشكلة مثل تلك التى تشغل العالم بأكمله فى أوكرانيا، فإن كل طرف سواء كانت روسيا، أو الغرب يتمنى أن يقف كل العالم معه، سواء بالتأييد المادى أو المعنوى.
نعود للسؤال الأول: ما هو الموقف الصحيح الذى يفترض على العرب أن يأخذوه؟
الأفضل أن يكون اتخاذ الموقف مع هذه الدولة أو تلك على أساس المبادئ والأخلاق والشرعية الدولية، لكن أيضا بشرط أن يحقق مصالح الدولة المعنية. وفى حالتنا الراهنة فإنه لا يصح أن نتخذ مواقف مجردة، بل أن تكون مبنية على تحقيق مصالح واضحة لبلدنا أو لوطننا العربى الكبير.
فى عالم السياسة القائم على تحقيق المصالح ليس عيبا أن أدرس مزايا وعيوب أى موقف أتخذه.
على سبيل المثال وفى الحالة الراهنة من الطبيعى أن تكون هناك عملية حساب وتقييم دقيقة للمكاسب والخسائر، التى ستعود علينا إذا أيدنا روسيا أو المعسكر الغربى. ونتيجة التقييم هى التى ستخبرنا أى موقف سوف نتخذه.
لكن فى كل الأحوال لا توجد ولا يصح أن توجد مواقف مجانية، حتى لو تم تبرير ذلك بأنه موقف مبدئى. وبالمناسبة إسرائيل ماهرة تماما فى هذا الصدد، وتحقق مكاسب فى كل موقف تقريبا، وأحيانا تستفيد من طرفى الأزمة، بمعنى أنها مثلا أعلنت عن وقوفها مع الموقف الأمريكى الغربى وأوكرانيا، لأن واشنطن هى «ولية نعمتها»، لكنها فى الوقت نفسه تترك بعض منظمات المجتمع المدنى أو جماعات يهودية تناصر روسيا!
لا أطالب أن نكون انتهازيين، لكن فقط أن نبحث عن مصالحنا، ونقول بوضوح للطرف الذى سنؤيده، إننا نتوقع منك فى المقابل أن تؤيدنا فى قضية مهمة بالنسبة لنا كعرب أو كمصر مثل قضية سد النهضة على سبيل المثال. شىء من هذا حدث عربيا قبل حرب إخراج صدام حسين من الكويت فى أوائل عام ١٩٩١ حينما انضمت بعض الدول العربية لهذا التحالف وحصلت على مكاسب اقتصادية مثل إسقاط الديون، أو مكاسب سياسية فى بعض الملفات. سوريا مثلا حصلت على تعزيز وضعها فى لبنان وإنهاء تمرد العماد ميشال عون ضدها، قبل أن يصبح صديقها لاحقا!!
أحد الدبلوماسيين قال لى قبل أيام:
هذا المستوى من النزاع يتطلب حساسية وحسابات دقيقة من الأطراف الثلاثة (كمصر أو أية دولة عربية) من النزاع بسبب تشابك المصالح ودقتها وتأثرها. لذلك كنت أرى أنه من الحكمة التزام الصمت، ولو مؤقتا أو قدر الإمكان، وعدم الإسراع أو الانجرار لإصدار تصريحات أو بيانات صحفية حول الأزمة، لأن كل كلمة ستكون محسوبة علينا من الطرفين اللذين سيحشدان دول العالم المختلة لاستقطابه أو على الأقل تأييد موقفه. حتى وإن كان التصريح عاما من باب إعلاء لغة الحوار والدبلوماسية.. إلخ.
على سبيل المثال، فإن ذلك موقف فى حد ذاته، وسيقرأ كموقف محايد لن يتفهمه أو يرحب به أى من الطرفين لأنهما كانا يتوقعان منك تأييد موقفه على حساب الآخر. كما أرى أن موقف أية دولة من هذا النزاع يجب أن يكون له مقابل وثمن غالٍ بقدر مستوى الأزمة وطرفيها. لذلك لم أكن متحمسا، أن تقوم أية دولة عربية بإصدار بيانات عامة بلا موقف لأنه، وفى أحسن الظروف، سوف يضعنا ذلك فى خانة التحصيل حاصل وقد يستفز أو يخيب أمل طرفى النزاع فينا اللذين كانا يتوقعان منا المزيد بحكم علاقاتنا بكل منهما. هذا بالإضافة طبعا إلى أنه موقف ليس له أى ثمن أو عائد أو حتى تحقيق للمصلحة، بل سيدفع طرفى الأزمة للانصراف عنا كون موقفنا لا يعود عليهما بالنفع من وجهة نظرهما. لم يكن، من وجهة نظرى، مطلوب بيان صحفى فى هذه الحالة كتلك التى نصدرها عند وقوع ضحايا فى حادث مرورى أو انهيار أرضى!!
انتهى كلام الدبلوماسى وأراه عقلانيا، علما أن غالبية الدول العربية صوتت قبل أيام فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الموقف الأمريكى والغربى والأوكرانى باستثناء سوريا.. فهل هذا موقف نهائى أم قابل للتعديل؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب على أى أساس سنؤيد أمريكا أو الغرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab