ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

 العرب اليوم -

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

بقلم: عماد الدين حسين

 لماذا هذا القلق والهلع والانزعاج الإثيوبى من القمة المصرية الإريترية الصومالية التى انعقدت فى أسمرة يوم الخميس الماضى؟!

المفارقة أن البيان المشترك الذى صدر عقب قمة الرؤساء الثلاثة عبدالفتاح السيسى وأسياسى أفورقى وحسن شيخ محمود، لم يذكر اسم إثيوبيا إطلاقًا فى البيان، كما لم يأتِ ذكرها فى البيان الثنائى لقمة السيسى وشيخ محمود أو السيسى وأفورقى، ورغم ذلك فإن الإعلام الإثيوبى استشاط غضبًا وشن حملات ضارية ضد البلدان الثلاثة وصوّر الأمور وكأن الدول الثلاث قد غزت إثيوبيا واحتلتها، فى حين أن الأخيرة هى التى سببت ضررًا بالغًا للدول الثلاث!

وللإجابة عن السؤال المطروح فى عنوان وبداية هذا المقال فإن إثيوبيا التى كشفت عن محاولاتها للهيمنة على منطقة القرن الإفريقى، وخالفت مواثيق الاتحاد الإفريقى الذى تستضيفه على أراضيها، قد بدأت تشعر بأن محاولات هيمنتها معرضة للخطر، وأن الذين صبروا عليها كثيرًا قد بدأوا يعيدون النظر فى قواعد اللعبة، بما قد يهدد كل أحلام حكومة آبى أحمد.

ظنى الشخصى ورغم أن بيان القمة الثلاثية كان واضحًا فى أنه ينطلق من ضرورة الالتزام بالمبادئ والركائز الأساسية للقانون الدولى، لكن أكثر ما أزعج إثيوبيا، وجعلها تُصاب بما يشبه السعار، هو رفض الدول الثلاث أى تدخل فى الأراضى الصومالية فى حين أن إثيوبيا تفعل ذلك بالفعل.

وفى التفاصيل فإن من الأمور التى أزعجت إثيوبيا أكثر كانت الفقرة الرابعة من البيان الثنائى الذى صدر عقب القمة المصرية الصومالية، وجاء فيها: «الإشادة بصدور بيان مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقى - الصادر عن اجتماع رقم ١٢٢٥ - بشأن الترتيبات الأمنية لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية بعثة الاتحاد الإفريقى الانتقالية فى الصومال «أتميس» واعتزام نشر بعثة الاتحاد الإفريقى لدعم الاستقرار فى الصومال للمرحلة المقبلة فى جهود مكافحة الإرهاب والتأكيد على الحق السيادى للصومال فى تحديد تشكيل ومهام والإطار الزمنى لانتشار البعثة، بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقى، والترحيب بعرض مصر المشاركة بقوات فى قوة AUSSON.

ويرتبط بذلك الترحيب فى البيان الثنائى بقرار مجلس الأمن برفع حظر تصدير السلاح للصومال، والإشادة بالجيش الصومالى وجهوده وتعزيز قدراته لبسط سيطرته على كامل أراضى الدولة.

وقد يسأل البعض: وما الذى يزعج إثيوبيا من هذا الكلام الذى يبدو بديهيًا وطبيعيًا؟

الإجابة أن أكبر مهدد لاستقرار الصومال ووحدة أراضيه هى إثيوبيا، هى أرسلت قواتها لحفظ الأمن والسلام فى الصومال ومساعدته فى التصدى للإرهاب ابتداء من عام ٢٠٠٧، لكن المفارقة أنها وقعت اتفاقًا مع إقليم «أرض الصومال» المنشق على الدولة الصومالية، لإقامة ميناء عسكرى على شواطئه على البحر الأحمر، ما يعنى اعترافها بانشقاقه.

والغريب أن إثيوبيا تصادر على حق الصومال فى اختيار الدول التى تشارك فى قوات حفظ السلام، وتريد أن تفرض وجودها العسكرى عليه رغمًا عنه. وهو أمر لا يستقيم أن يقبل الصومال بقوات إثيوبيا فى الوقت الذى تشجع فيه إقليمًا متمردًا على الانفصال بل وإقامة قواعد عسكرية من وراء ظهر الدولة الصومالية.

ما تريده إثيوبيا عمليًا أن تفرض نفوذها على الصومال من دون حتى أن يشكو أو يعترض، ثم إنها تهدد إريتريا كما ترفض التوافق مع مصر بشأن سد النهضة، وبالتالى فمن المنطقى أن تشعر بالقلق الشديد من وجود تعاون مصرى إريترى مع الصومال، وأن تشعر بقلق أشد من إصرار الصومال على إخراج قواتها من أراضيه بنهاية هذا العام، واستبدالها بقوات من دول شقيقة وصديقة، من بينها مصر.

ولا ننسى أن جوهر الانزعاج الإثيوبى يعود إلى بروتوكول التعاون العسكرى الذى تم توقيعه بين مصر والصومال فى ١٤ أغسطس الماضى فى القاهرة بين الرئيسين السيسى وشيخ محمود.

تشعر إثيوبيا بالقلق لأن كل تخيلاتها وتمنياتها بالهيمنة والتمدد صارت مهددة.

وإذا أحسنت الدول الثلاث استخدام أوراقها بقوة وبمهارة فيمكن القول بثقة إن كل الأحلام الإثيوبية قد تنقلب إلى كوابيس حقيقية.

 

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab