هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري

هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري؟

هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري؟

 العرب اليوم -

هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري

عماد الدين حسين
بقلم عماد الدين حسين

أحد المطالب الرئيسية للحد من الاحتباس الحرارى هو أن يتوقف العالم عن استخدام الوقود الأحفورى بصورة تدريجية، حتى يتخلص منه تماما، وبعدها يتم الاعتماد فقط على الطاقة الجديدة والمتجددة النظيفة التى لا تتسبب فى أى انبعاثات كربونية ضارة بالمناخ.
هذا المطلب سمعناه كثيرا فى كل المؤتمرات والندوات والفعاليات التى تناقش قضية التغيرات المناخية وسبل مواجهتها طوال السنوات الماضية، وبالطبع سوف نسمع هذا المطلب كثيرا خلال جلسات القمة العالمية للمناخ أو (COP27) المنعقد حاليا فى شرم الشيخ بحضور ٢٠٠ دولة وقادة أكثر من 120 دولة، وأكثر من ٤٠ ألف مشارك و٤ آلاف صحفى مصرى وأجنبى.
لكن هناك وجهة نظر جديرة بالمناقشة تقول إن الاستغناء الكامل عن الوقود الأحفورى يصعب تطبيقه فى الدول النامية بصورة سريعة لمجموعة من الأسباب الموضوعية والمنطقية.
السبب الأساسى أن عددا كبيرا من الدول النامية التى تبلغ حوالى ١٣٤ دولة، تقول إن الدول الغنية وهى نفسها الجهات المانحة لها قد استخدمت بالفعل أكثر من حصتها العادلة بكثير من الوقود الأحفورى من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار. هذه الدولة الغنية تسببت فى أضرار جسيمة للدول النامية من خلال الاستخدام المفرط للوقود الأحفورى الذى يؤدى إلى زيادة درجة حرارة كوكب الأرض. هذه الدول النامية تقول إنه ليس من المنطقى أن تطالبها الدول الغنية بالتوقف عن استخدام الوقود الأحفورى، فى حين أن لديها قطاعات واسعة من السكان لم يعرفوا الكهرباء حتى هذه اللحظة، فكيف يمكن الوصول للطاقة النظيفة من دون المرور حتى بالطاقة غير النظيفة؟!
بعبارة أخرى هل من المنطقى أن العديد من المدن والقرى خصوصا فى بعض بلدان القارة الأفريقية لم تعرف شكل الحضارة الحديثة حتى الآن، ويكون مطلوبا منها أن تتوقف عن استخدان الفحم والبترول والغاز لكى تبدأ فى الاستقرار والتقدم كما فعلت الدول الغنية طوال قرون؟!
بالطبع لابد أن يتوقف الجميع وفورا عن تلويث البيئة، فى حين أن هذه الدولة النامية والمتخلفة لم تعرف أى درجة من درجات التصنيع والتقدم حتى يتم اتهامها بالتلوث أو زيادة الاحتباس الحرارى. وكثيرون لا يعلمون أن إجمالى مساهمة البلدان الأفريقية فى الاحتباس الحرارى لا تزيد على ٤٪ لكل القارة فى حين أنها الأكثر تضررا من ظاهرة التغيرات المناخية.
العامل الموضوعى الثانى الذى تطرحه الدول الأفريقية هو أن الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من تداعيات خطيرة قد وجهت ضربة شديدة إلى الالتزامات والتعهدات الدولية ببدء التخلص التدريجى من الوقود الأحفورى والتوجه نحو الطاقة النظيفة. يقول هؤلاء إذا كانت دول كبرى مثل ألمانيا التى تعتبر الدولة الأوروبية الأولى فى عالم الصناعة والتصدير والثالثة عالميا قد اضطرت إلى العودة لاستخدام الفحم، وتقاتل من أجل تأمين احتياجاتها من الغاز، حتى لا تظل تحت رحمة الغاز الروسى، وهو الأمر الذى فعلته أيضا العديد من الدول الأوروبية، فهل بعد كل ذلك يمكن لوم أى دولة نامية خصوصا إذا كانت فى أفريقيا إذا استخدمت وقودا أحفوريا اليوم أو حتى غدا؟!
الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها خصوصا فى مجال الطاقة وبالأخص فى قطاعى البترول والغاز، كانت أسوأ كابوس لكل الذين حاولوا بجدية الضغط من أجل مواجهة التغيرات المناخية بصورة سريعة.
فعندما تستخدم ألمانيا الفحم، فهل نلوم زيمبابوى إذا فعلت نفس الأمر أو الصومال وكينيا وتشاد وأى دولة فى القارة الأفريقية أو حتى خارجها؟!
الكلمات السابقة ليس الهدف منها تبرير استخدام الوقود الأحفورى فى الصناعة، ولكن لكى نرى الصورة الواقعية. والنقطة الأهم أنه حتى حينما تحاول الدول الأفريقية الالتزام بوقف الانبعاثات القليلة التى تخرج منها، فإن الدول الغنية لا تلتزم بسداد ما عليها من التزامات وتعهدات وتعويضات عما سببته من كوارث ليس فقط للدول الفقيرة، ولكن للكوكب بأكمله. الموضوع متشعب ويحتاج لنقاش موضوعى هادئ وأن يكون الشعار أن يتحمل الجميع دفع الثمن ولكن بصورة متابينة كل حسب ما تسبب فيه من خسائر وأضرار لهذا الكوكب المنكوب بكثير من الدول والقوى والشركات الجشعة والتى لا يهمها أن يتدمر الكوكب بأكمله فى سبيل استمرار تراكم الأرباح.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري هل يستغني الفقراء عن الوقود الأحفوري



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab