الجريمة غارقة فى «الترند»

الجريمة غارقة فى «الترند»

الجريمة غارقة فى «الترند»

 العرب اليوم -

الجريمة غارقة فى «الترند»

بقلم : أمينة خيري

وأعود إلى نوعية الجرائم التى نطالعها هذه الآونة، وما تكشفه تفاصيلها من مستجدات فى المجتمع المصرى. وفى هذا الصدد، يجب أن أشير إلى كتاب الأستاذ الكبير نبيل عمر «وصف مصر بالجريمة» والصادر فى عام 2018، وفيه ما يفتح شهية المهتمين بأمر هذا الوطن للإجابة عن سؤال «ماذا حدث فى قاع المجتمع خلال ربع قرن؟». والحقيقة أن ما حدث ويحدث لا يتعلق بالقاع أو بالقاعدة فقط، لكنه يتعلق بالمجتمع كله. وقد رأينا جرائم ضلع فيها من يمكن تصنيفهم باعتبارهم طبقة متوسطة ومتوسطة عليا وعليا. والحقيقة أننى لا أميل إلى الإفراط فى إلصاق ارتفاع الجرائم بالفقر، فهو إلصاق مريح لكنه خطير. الحاجة الماسة إلى المال قد تدفع البعض إلى خرق القوانين، لكن لو سرق أو نصب أو قتل كل الفقراء لخربت الدنيا أكثر مما هى خربة. مقتل الإعلامية شيماء جمال لم يكن بسبب الفقر والعوز. وذبح طالبة فى وضح النهار ثم إعادة ذبحها بإدانة ملابسها (العادية جدا) وصورها على السوشيال ميديا لم يكن تحت وطأة الغلب والقهر. ومقتل أربعة شباب فى بداية حياتهم فى سيارة لأن شابا آخر كان يقود سيارته بسرعة جنونية وتحت تأثير مواد كحولية لم يكن سببه الفقر. وبناء بيت على بعد أمتار قليلة من مسار القطار، ما جعل القطار يقتحم غرفة نوم ويقتل من فيها لم يكن بدافع ضيق ذات اليد.

ضيق ذات الوعى والضمير وتطبيق القوانين تطل برأسها فى أغلب الجرائم. والمصيبة أننا جميعا- إلا من رحم ربى- نتغاضى أو نتغافل أو نغض الطرف عن الأسباب ونكتفى بالغرق فى ترند الحوادث البشعة والجرائم الرهيبة. وهذا يؤدى إلى المزيد من الجرائم، ومن ثم المزيد من الغرق وهلم جرا. حتى المؤسسات الإعلامية الرصينة المصرية والعربية والأجنبية تسير فى ركب «هل زاد العنف فى مصر؟» «هل تتخذ الجريمة فى مصر أشكالا مثيرة للقلق؟» وغيرها من العناوين والأسئلة التى تجذب المتابعين وترفع معدلات المتابعة.

لكنها لا تحاول الخروج من حلقة الجريمة وتفاصيلها والسؤال عما إذا كما وصلنا القاع أم هناك ما هو أسوأ. لماذا؟ لأن السؤال والبحث عن إجابة لا تفى باحتياجات «شاهد قبل الحذف» ولا تصنع ترندا. ولأن حضارة الشعوب لا تقاس بكمية الفيديوهات أو القراءات التى شاهدتها قبل الحذف، ولأن الأوطان لا تستيقظ من غفوتها بفضل الترند الذى صنعته، وسخونة الـ«لايك» والـ«شير» التى حققتها، فإن جزءا من الخروج مما نحن فيه يكمن فى البحث فى الجرائم وما تعنيه وما تعكسه. مرة أخرى، الطفل إبن الـ13 عاما الذى اعتدى على الطفلة ابنة الخمسة أعوام، ما الذى جعله طفلا عاملا فى هذا العمر؟ وكم عدد إخوته؟ وكيف وصل إلى درجة الشره الجنسى هذه؟ ومن الذى يغل يد الدولة عن التحرك الجاد لوقف ضخ العيال بجنون؟ وأسئلة كثيرة تظل دون إجابة فى انتظار الجريمة المقبلة.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة غارقة فى «الترند» الجريمة غارقة فى «الترند»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab