موقعة الـ«مونوريل»
أخر الأخبار

موقعة الـ«مونوريل»

موقعة الـ«مونوريل»

 العرب اليوم -

موقعة الـ«مونوريل»

بقلم - أمينة خيري

بدايةً، أوجه تحية كبيرة وجليلة للمواطن المحترم الإيجابى الذي التقط صورة للجزار، الذي لم يجد أفضل من العمود الخرسانى للمشروع الوطنى الذي تكلف مليارات من عرق المصريين وضرائبهم وقوتهم ليخرمه ويعلق عليه بضاعته من اللحم، ولم يجد غضاضة أو فجاجة أو سماجة في أن يملأ الرصيف بدماء بضاعته، وحمّلها على منصات الـ«سوشيال ميديا».

وعلى الرغم من أننا خرقنا الخيال، وضربنا به عرض الحائط فيما يختص باستخداماتنا لـ«السوشيال ميديا» التي خربت للكثيرين أدمغتهم وبيوتهم وحياتهم عبر الإفراط والمبالغة والإغراق، أو تحويلها إلى منصة تكفير أو ساحة شرشحة وسوقية، أو أداة اغتيال معنوى لمن نناصبه العداء أو الخلاف.. إلا أن ما أسفرت عنه الصورة من ردود فعل يستحق العناء. رد فعل تغريم الرجل وتوقيع مخالفة عليه هو أحد ردود الفعل وليس كلها. وأتمنى ألا تخفف الغرامة (إن صحت)، وأن يكون عِبرة لغيره الكثيرين ممن يتصرفون تصرفات شبيهة، لكن يفتلون بأفعالهم دون مراقبة أو محاسبة، بل دون أن تلفت أفعالهم نظر أحد بعدما اعتدنا القبح والفوضى في أقبح وأقصى صورهما في منظومة الشارع.

ردود فعل الناس جديرة بالتوقف لمن أراد فهم ما يجرى وما جرى في ثقافتنا وما يتحكم في عقولنا وقلوبنا في العام 23 في الألفية الثالثة. بالطبع، آفة عذر الغُلب القاتل باتت طاغية.. «حرام ده غلبان»، و«معلش علشان الأيام المفترجة»، و«إيه المشكلة يعنى كل الناس بتعمل أو بتدبح كده.. ده غلبان».. وغيرها من حجج الغُلب القاتل تملأ الأثير.

الغريب والعجيب أن تحذيرات الأطباء ليلًا ونهارًا على قنوات التلفزيون والإذاعة من التعامل مع اللحوم والدواجن النيئة، وضرورة تطهير أسطح وأحواض المطبخ جيدًا بعدها، وغسل الأيدى بالماء والصابون والمطهرات مرارًا، لسببٍ ما تختفى حين يتعلق الأمر بلحوم الأضاحى. نذبح في الشوارع والحارات والبلكونات ومداخل البيوت، مش مشكلة. صحيح هناك قوانين وعقوبات، لكن جميعنا يعلم أن الغالبية تذبح في عرض الشارع دون عقاب، بل بكثير من الترحاب. ربما قَلّت مشاهد الذبح في الطرقات هذا العام بسبب الأوضاع الاقتصادية، لكن الثقافة ثابتة ومتجذرة.. ثم ننتقل إلى تعامل البعض مع مشهد «لحمة المونوريل» من منطلق سياسى أو انتقامى بحت. أضرب كفًا بكف حين أجد متعلمين أو مثقفين أو أصحاب رأى وتوجهات ومواقف معارضة أو منتقدة لبعض المشروعات الكبرى يترجمون مواقفهم تلك تهليلًا وابتهاجًا وانشراحًا حين يلحق أذى أو تقع مصيبة أو يحدث ضرر لما يعارضون، وكأن الضرر الذي لحق بالمال العام نصر مبين لهم.

أتفهم وأحترم تمامًا الاختلاف في الرأى، وحق الجميع في أن يعتبر هذا أولوية، وذاك أمرًا يحتمل الإرجاء.. فهذا حق للجميع.. لكنّ فرقًا كبيرًا بين أن أعارض مشروعًا وبين أن أفرح بسبب ضرر لحق به رغم أن المشروع مال عام. قليلٌ من النضج لا يضر

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقعة الـ«مونوريل» موقعة الـ«مونوريل»



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى

GMT 13:02 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

مبابي يعود لقيادة منتخب فرنسا في مارس رسميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab