بقلم - أمينة خيري
الأعياد فرص جيدة لتمنى الأمنيات التقليدية، لكن التصحيحية كذلك. وفى مناسبة عيد الأضحى المبارك، أعيد ما تمنيته هنا قبل عامين، ولكن بتصرف فى ضوء المتغيرات والمتحولات، أعاده الله على الجميع بالفرح والطمأنينة والسلام النفسى والخارجى. أمنيتى الأولى ألا تراق الدماء فى الشوارع ومداخل العمارات. ففى العقد الثالث من الألفية الثالثة، توجد مجازر يفترض أنها مخصصة لذلك، كما توجد عقول فى الأدمغة يفترض أنها تعى أن الذبح فى الشوارع وفى داخل العمارات فيه أخطار دامغة. والثانية هى ألا يضطر المسؤولون إلى تحصيل الحاصل. ففى كل عيد يهرع المسؤولون إلى التوجيه بنظافة الشواطئ والحدائق العامة وعدم استغلال المواطنين وتوفير المواد الغذائية والوقود ورفع القمامة من الشوارع إلى آخر قائمة التوجيهات التى يفترض أن المسؤولين عنها يتقاضون رواتبهم من جيوبنا من أجل القيام بها. والثالثة هى أن نتخلى عن الأسلوب الاحتفالى بالعيد عبر التحرش بالإناث، ولا يخفى على أحد أن فئات بعينها من الذكور، ومنهم أطفال، باتوا يعتقدون أن التحرش بالإناث سمة من سمات العيد السعيد، شأنه شأن أكل الفتة وصرف العيدية.
والرابعة هى ألا تتحول إجازة العيد إلى توقف عن العمل لمدة عشرة أيام، فهذا لا يحدث فى أى مكان فى العالم. والخامسة وثيقة الاتصال بالرابعة، فخامس وسابع وتاسع يوم العيد هى مسميات لا وجود لها إلا فى أدمغة البعض ممن يعتبرون عيد الأضحى إجازة ممتدة لمدة شهر. والسادسة هى أن يلتفت البعض إلى ما تحمله الأدعية الرقمية والكثير من تلك التى يرددها بشر من عنصرية وفوقية، حيث الدعاء فقط للمسلمين كأننا نعيش وحدنا فى العالم والإقليم والوطن. والسابعة هى ترشيد الرسائل الإلكترونية التى يحلو لى أن أسميها رسائل الـ mass production أو تلك التى يتم إنتاجها بكميات ضخمة وإرسالها لأعداد ضخمة دون أن تحمل طعما أو شعورا أو إنسانية كتلك التى تحملها عبارة «كل سنة وأنت طيب يا حسين أو يا شيماء». والثامنة هى أن يكون العيد فرصة للبعض لمراجعة انغماسه فى هواية الهبد الإلكترونى والدعاء دون عمل. فالإفتاء فيما نفهم وما لا نفهم أو نفهم نص نص أو نفهم من خلال النقل عمن لا يفهم ويظن أنه يفهم فيه سم قاتل. صرنا نهبد فى كل شىء وأى شىء من الإبرة للصاروخ. فبدءا بسد النهضة مرورا بالغواصة واحتمالاتها وانتهاء بما ينبغى حذفه وما يتوجب ضمه لمناهج التعليم وحلة الملوخية والانتقال للعاصمة الإدارية، لا يغلب أحدنا فى الإفتاء والتحليل دون هوادة. والأمنية العاشرة والأخيرة هى أن نضع عقلنا فى رأسنا نعرف خلاصنا. فلا العشوائية يوما أقامت حضارة ولا الفهلوة والفكاكة والإهمال أبدا خلصت شعبا من الفقر. والتضحية بكيلو لحم أو حتى بخروف كامل بالتقسيط قرار يحتاج دراسة نفسية وعصبية. أضحى سعيد على الجميع