الحرب على الحرب هل يمكن التفكير بالسلم

الحرب على الحرب.. هل يمكن التفكير بالسلم؟!

الحرب على الحرب.. هل يمكن التفكير بالسلم؟!

 العرب اليوم -

الحرب على الحرب هل يمكن التفكير بالسلم

بقلم: رضوان السيد

صار هناك مساران بارزان تجاه مجريات الصراع على فلسطين: الأول يقول إنه لا حلَّ للصراع إلا بالاستمرار في الحرب التي بدأت في مرحلتها الحاضرة قبل أحد عشر شهراً وشملت قطاع غزة والضفة الغربية، وامتدت إلى لبنان وسوريا والبحر الأحمر، حيث تتبادل إسرائيل وبعض الجماعات الضربات المتنوعة والفتاكة بالإنسان والعمران.

وقد بلغت إحدى ذُراها في الأيام الأخيرة حين شنّت إسرائيل هجوماً كبيراً على وسائل الاتصال لدى «حزب الله» اللبناني، مما خلّف آلاف الإصابات بين قتيلٍ وجريحٍ ومُعوَّق. وأعلنت عن خطتها لتوسيع وتعميق الصراع باتجاه شمال فلسطين وجنوب لبنان. والهدف كما قال مسؤولو الحرب في إسرائيل إبعاد الخطر عن شمالها لإعادة سكانه إليه.

وقد ردَّ زعيم «حزب الله» بالقول إنه رغم الخسائر الكبيرة فإن الحرب سوف تستمر للرد على الهجوم، والاستمرار في ما صار يُسميه «إسناد غزة». أما الاتجاه الثاني فيسعى منذ نشوب الصراع الأخير لوقف القتال على كل الجبهات، والمصير إلى الحلّ السياسي متمثلاً في العمل على «حلّ الدولتين»، أو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل على أراضي الصفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

إنّ الحرب الأخيرة ليست أولى الحروب ولن تكونَ آخِرها. فهناك ثمانية ملايين فلسطيني يطالبون منذ عدة عقود بحق تقرير المصير، أي الحق في إقامة كيانٍ سياسي يزول عن أرضه الاحتلال، ولديه من أجل الوصول لذلك القرارات الأُممية، والنضال المستمر منذ ما قبل عام 1948، تاريخ إعلان إقامة الدولة الإسرائيلية. الحرب الحالية على غزة هي الرابعة منذ انفصال «حماس» بالقطاع عام 2007. وفي الحروب السابقة سقط آلاف الضحايا وما استطاعت إسرائيل أن تأمن. بل إنّ مشكلاتها ازدادت بسبب الاحتلال والقمع والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي واستيلاد المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس.

وفي حين أدّى اتفاق أوسلو (1993) إلى هدوءٍ لعدة سنوات، فإنّ التنكر من الطرفين للحلّ السياسي السلمي بعد مفاوضاتٍ كثيرة، أدَّى إلى نشوب الصراع من جديد، والأدهى أنه دفع أطرافاً إقليميةً للتدخل بحجة نصرة الفلسطينيين، فترك ذلك آثاراً مفجعةً على الاستقرار في سوريا ولبنان، فضلاً عن فلسطين نفسها.

ومن دون عودةٍ إلى تفاصيل تبادل الضربات، وكلها لغير صالح الشعب الفلسطيني، فإنّ الطرف العربي دأَب منذ عدة عقود، أي قبل أوسلو وبعدها، على اعتبار أنّ القوة لا تصنع حقاً ولا تُنهي نزاعاً.

فرغم التفوق العسكري الإسرائيلي والتكنولوجي والدعم الغربي، استمر صمود الفلسطينيين، واستمرت حروب العدوان من دون فائدة إلاّ إبادة الناس، وتفاقم الاهتزاز في أمن دولة إسرائيل. ولذا توصل الرأي العام العالمي أخيراً، ومن بين أطرافه الأميركيون والأوروبيون بعد العرب وروسيا والصين، إلى أنه لا استقرار في فلسطين وما حولها، وفي المنطقة، إلاّ بقيام الدولة المستقلة للفلسطينيين.

وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم العاشر من الجاري، كان هناك إصرار على إحقاق «حلّ الدولتين». وفي الكلام على «اليوم التالي» بعد وقف الحرب، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية بدولة الإمارات، إنه ليس هناك يومٌ تالٍ إلاّ بإقامة الدولة. وهو الأمر نفسه الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي بوضوح تام في خطابه باسم خادم الحرمين في افتتاح الدورة التاسعة لمجلس الشورى بالمملكة. وهكذا فإنه رغم المآسي والفجائع والتنكر للقانون الدولي وإنسانية الإنسان، هناك فرصة بسبب الإجماع على الحل السياسي لرؤية ضوءٍ في آخِر النفق. فالهول العسكري الإسرائيلي لا يحل مشكلات الدولة العبرية، كما لا تحله حفائر الأنفاق فيما بين غزة وجنوب لبنان!

نقلا عن الاتحاد

arabstoday

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 07:15 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد وقف إطلاق النار؟

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ليس نصراً ولا هزيمة إنما دروس للمستقبل

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على الحرب هل يمكن التفكير بالسلم الحرب على الحرب هل يمكن التفكير بالسلم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
 العرب اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab