«بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير

«بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير

«بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير

 العرب اليوم -

«بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير

بقلم - أمينة خيري

ربما تكون منصات الـ«سوشيال ميديا» ملجأً لفش الغل، أى وسيلة تنفيس عن شحنات غضب أو قلق أو كليهما. وقد تكون أيضاً أداة تمكين لمن لا أدوات أخرى له، فيجدها أداة تمنحه نعمة التعبير، بغضّ النظر عن المحتوى أو الغاية. وتظل منصات التواصل الاجتماعى منظومة يمضى عليها الملايين ملايين الساعات بين ترفيه وبحث ومعرفة، مرة أخرى بغضّ النظر عن نوع المعارف، حتى لو كانت «فنكوشاً» مطلقاً لا ريب فيه. فهذه قصة أخرى تتعلق بالوعى الرقمى، وقيمة الوقت، وأشياء أخرى ليس مجالها اليوم.

اليوم ننظر إلى هذه الهبدات الرهيبة التى شهدتها هذه المنصات على مدار أسبوع كامل. والحقيقة أنه على الرغم من أن هبدات الـ«سوشيال ميديا»، التى تشبه «بمب العيد» الذى ينفجر فى وجهك ما إن تستهل يومك بالنظر إلى ما كتبه أو صوّره أو غرّد به أصدقاء وأصدقاء الأصدقاء، رغم أنها صارت اعتيادية، إلا أنها أحياناً تحمل فى مكوناتها ما يعطيها أضعاف «بمب العيد» من قدرة على إثارة الفزع بالفرقعة الفجائية، على الرغم من بدائية المكونات.

مكونات الهبدات على مدار الأيام القليلة الماضية مثيرة وعجيبة وغريبة. هذا الكم المذهل من «المعرفة» و«التحليل» و«الشرح» و«النقد» و«التقطيع» والتشريح» فى الفن والكرة والسياسة والمال والأعمال والاقتصاد يستحق الدراسة. بالطبع من حق الجميع أن يدلو بدلوه، لكن حين يأتى الدلو بهذا الكم المذهل وبالغ التناقض والمفرط فى حمل السموم، فإنه يتحول من حرية تعبير إلى حرية هبد.

وفى الهبد ما يستحق النظر. فالهبد -سواء كان بغرض رفع أحدهم سابع سماء أو الخسف به سابع أرض- يعنى أن عنصر المبالغة متوفر ويفيض. وأبرز مثالين على ذلك لاعبنا الدولى محمد صلاح ومطربتنا العظيمة نجاة، اللذان نالهما من الهبد السلبى والإيجابى كم وفير غير مسبوق.

مرة أخرى، من حق الجميع الإعجاب بلاعب أو انتقاده. ومن حق الكل الثناء على موقف فنانة أو لومها. ولكن حين تتم صناعة إله من العجوة لشخص نُجِله ونبجله ونضعه فى مكانة «ممنوع اللمس» اليوم، ثم نرفع عليه مطاوى الألسنة المسنونة ونكيل له الاتهامات المريعة غداً، فهذا أمر عجيب غريب مريب، إن دل على شىء، فيدل على خلل عاطفى أو اعتلال عصبى.

العصبية الزائدة وتغير المزاج الحاد والإفراط فى حب أو كراهية الشخصيات العامة أمور جديرة بأن يفكر صاحبها فى كيفية علاجها. اليوم محمد صلاح أعظم من أنجبت مصر، غداً محمد صلاح هو سبب خيبتنا وإخفاقنا وهزيمتنا. اليوم الفنانة نجاة من أعظم الأصوات المصرية وأكثرها احتراماً لنفسها وجمهورها، غداً الفنانة نجاة عادية وليست فذة ولم تحترم جمهورها ومكانتها، وهلم جرا.

هذه التقلبات الحادة ليست حكراً على «ترندات» و«هبدات» و«هبات» مثل محمد صلاح ونجاة، ولكنها سمة. وما زلت أتذكر كابتن حسن شحاتة وقت كان مدرباً للمنتخب المصرى. فاز المنتخب بالبطولة، فطالب البعض بأن يترشح لرئاسة مصر. خسر المنتخب، فصاح البعض وصرخ بضرورة إقالته ومحاكمته، وربما كان هناك من تمنى نفيه إلى جزيرة مالطة أو سرنديب!

الغضب شعور إنسانى، وكذلك الفرح. لكن الإفراط فى كليهما بهذا الشكل الهستيرى يستحق منا وقفة، لا لشىء إلا لصحتنا وصحة الآخرين النفسية. وأضيف أن لاعب الكرة الرائع لن يكون رئيس جمهورية عظيماً بالضرورة، والفنان الجميل الموهوب ليس قديساً أو «غاندى» آخر. خلط المشاعر الشخصية، بالوطنية، بالغضب من الوضع الاقتصادى، بالعاطفة، بسعر الدولار، بالفتاوى، يعكس حاجة ماسة لنغمض أعيينا، ونعد من واحد لعشرة، ونأخذ نفساً عميقاً قبل أن نشن «هبدة» جديدة.

فى هذا الوقت، وعلى أرض الواقع، أخبرنى سائق التاكسى أن ما يجرى فى الإقليم من حولنا، ووضعية الكماشة التى نجد فيها أنفسنا، بين ما يجرى على حدودنا مع غزة، وكذلك مع السودان وليبيا، وأيضاً استهداف الحوثيين للسفن، وضربات أمريكا هنا وهناك، وصواريخ حزب الله، وحرب غزة، وما يجرى فى الجولان، وغيرها، لا علاقة لها بمصر.

أكد لى سائق التاكسى أن هذه نقرة وتلك أخرى. والحقيقة أننى على غير عادتى لم أبذل جهداً ضارياً كى أشرح «وجهة نظر» مغايرة، وأن ما يجرى حول أية دولة يؤثر عليها شاءت أو أبت، إلخ، لسببين.

الأول أن مثل هذا الحديث فيه شبهة واضحة، ألا وهى محاولة إلقاء لوم الأوضاع الاقتصادية الصعبة على الحروب والصراعات التى تبدو بالعين المجردة وكأنها لا تحدث فى شارعنا، وبالتالى لا علاقة لنا بها.

والثانى أن الوعى الرقمى الذى أشرت إليه أعلاه لا يختلف كثيراً عن الوعى المعرفى، كلاهما عملية مستمرة تراكمية، لا تحدث بين هبدة رقمية وأخرى، ولا تتحقق بحديث عابر فى تاكسى.

أخيراً وليس آخراً، أهنئ مصر والمصريين بعيد الشرطة وذكرى ثورة يناير، أو بذكرى ثورة يناير وعيد الشرطة، وذلك لإرضاء الجميع.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير «بُمب» العيد والمزاج الحاد و25 يناير



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab