ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة

ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة

ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة

 العرب اليوم -

ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة

بقلم - أمينة خيري

ها هى الملامح الجديدة للإقليم يجرى تشكيلها. كنا نود إعادة رسم معالم المنطقة، ولكن فى ظروف أخرى ودون «اضطرار».

حرب القطاع فى غزة، وما فجرها، وما سينتج عنها تضطر الجميع -تحديداً الدول المتضررة وإسرائيل ليست بين المتضررين بالمناسبة- لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ملامح المنطقة.

مصر فى القلب من أى تطور أو تغيير سلبى أو إيجابى. هى كذلك بفعل التاريخ والجغرافيا والمنطق والعقل والقلب، وليتنا نعى مهما كنا غارقين فى الغضب أو محمّلين بالمشكلات والأعباء، أن الحلول المستدامة والمعالجات الحقيقية لا تتحقق بالمناطحات فقط أو تأتى بالمصادمات وحدها.مصير المنطقة الذى كانت حرب غزة سبباً مباشراً فى تسريع تحديده يضع مصر كما هو متوقع تماماً، ورغم أنف محاولات إقصائها أو تحجيمها، فى عين الأحداث وقلبها.

وعين الأحداث وقلبها لن يحددهما الجهاد عبر «فيسبوك»، أو المقاومة من خلال «إكس» (تويتر)، أو وضع الخطط الحربية والتكتيكية على منصتى «إنستجرام» و«تيك توك» وغيرهما.

كل الاحترام للقوة الكامنة فى تطبيقات الـ«سوشيال ميديا»، وكامل الاعتراف بقدراتها الفائقة على تمكين الجميع معلوماتياً، لمن يبحث عن المعلومة، ومعرفياً لمن يبحث عن المعرفة، وقيادة لمن يبحث عن الزعامة.

تجدر الإشارة إلى أن الزعامة الافتراضية المبنية على شرعية ملايين المتابعين، وأرضية الهبد العنكبوتى، وشعار «ماتنساش تفعّل الجرس» وتدوس «لايك» لا تختلف فقط حين يتم تحويلها إلى أرض الواقع، بل بعضها يتحول مسخاً لا يُحتَمَل.

أستعير جملة كتبها الصديق مصطفى النحال على صفحاته الخاصة تقول: «كل التطبيل والدعايات للحرب، كل الصراخ والكذب والكراهية، تأتى ممن لن يذهبوا إلى الحرب»، وأختار لها «هاشتاج» «مجاهدى الميديا».

الجملة منقولة بتصرف يناسب متطلبات العصر وسماته عن الكاتب العبقرى جورج أورويل: «كل الدعاية الحربية، كل الصراخ والأكاذيب والكراهية، تأتى دائماً من أشخاص لا يقاتلون».

ومن قتال «فيسبوك» والمنصات الافتراضية الذى لا يمتُّ بِصلة للقتال على الأرض ومنصات الدبابات والمسيرات والصواريخ والقذائف إلى قتال بين عالمين مختلفين وإن كانا معاصرين لبعضهما، متزامنين فى الوجود والحضور، ولهما تأثير كبير على مريدى ومتابعى وكذلك صانعى كل منهما.

عالم يتبدى عبر عناوين لا تهم الكثيرين مثل: علماء يطورون تطبيق دردشة شخصى الهدف منه إجراء حوار بين المستخدم ونفسه حين يبلغ سن الـ60.

لماذا؟ حتى يساعده على عمل الاختيارات الحكيمة الخاصة بصحته وعمله وماله!

ولدينا أيضاً علماء يطورون تقنية ذكاء اصطناعى قادرة على اكتشاف فشل القلب قبل حدوثه فعلياً، وكذلك فإن أمريكا تسابق الزمن لتطوير طائرات مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعى وبدون نظام «جى بى إس» لتتفوق على الصين.

وأيضاً تطبيق ذكاء اصطناعى جديد قادر على كشف حدوث نوبات صرع من نوع نادر جداً.

هذا عالم، أما العالم الآخر، فلديه عناوين أخاذة جداً كذلك، على سبيل المثال لا الحصر: داعية يوضح أنواع الجن وأطعمتهم المفضلة.

وأيضاً: الجن الحرامى سرق المال وأكل الطعام من الثلاجة. فنانة شهيرة: الجن يعيش معى فى البيت ولا يؤذينى.

ما حكم تسخير الجن فى أعمال البناء والمضاربة فى البورصة؟ فلان الفلانى يكشف عن دعاء دخول الامتحان والوصول للحل الصحيح بسرعة.

هل النزول للسجود باليدين قبل الركبتين يبطل الصلاة؟العالمان لا يعنيان أن الذكاء الاصطناعى جيد ومنزّه عن الخطأ من ألفه إلى يائه، أو أن الفتوى والدعاء غير مطلوبين، ولا مانع أو عائق يحول دون مزج العالمين: قاعدة من العلم وروحانيات إيمانية، ذكاء اصطناعى مع قلب عامر بالإيمان، قدرة على الابتكار والإبداع مع قيم أخلاقية فى إطار دينى. هذا لا ينفى ذاك، وذاك لا يحول دون هذا، لكن أن تكون غارقاً فى واحد منهما، ورافضاً تماماً أن تدخل العالم الآخر أو تنظر إليه بعين الاعتبار، فهذا يفسر الكثير من حال الغارقين فى أحد العالمين منكراً وجود العالم الآخر.

وفى عالم ثالث، تدور أقاويل وتكهنات وكذلك دعابات خاصة بالحكومة الجديدة.

أقول إن توقعات أو آمال أو أحلام الناس هذه المرة هى الأكثر واقعية، فالغالبية باتت على علم بحقيقة الأوضاع، سواء الاقتصادية أو السياسية، وكلتاهما وثيقة الصلة بالأخرى.

لكن يجب الإشارة إلى أن العلم بحقيقة الأوضاع لا ينفى صعوبتها، كما أن انتقال الآمال والأمنيات من خانة الأحلام واقترابها من الأرض لا يعنى أيضاً وضع شكاوى الغالبية، ومعاناتها -عدة طبقات وليس الأكثر احتياجاً أو فقراً فقط- فى خانة المؤجلات أو النثريات، لذلك مطلوب من الحكومة الجديدة حد أدنى من التخفيف عن كاهل الغالبية.

كلمة أخيرة: ذكّرتنى الإجراءات المتخذة لإلغاء تراخيص شركات «أوبر» و«كريم» بسبب «مخالفتهما شروط التراخيص الصادرة بعد تزايد معدل جرائم خطف الإناث»، بمن يقاضى مصانع إنتاج الشركات ويطالب بإغلاقها لأن أحدهم قاد سيارته بجنون، وضرب عرض الحائط بقواعد السير، ولم يتعرض للتوقيف أو المعاقبة أو المساءلة، لأنه يعرّض نفسه والآخرين لخطر جنون القيادة، فتقرر وقف تصنيع السيارات.

المشكلة فى التحرش وقلة الأدب وانعدام التربية والخطاب الثقافى والدينى المحقِّر للمرأة، وليست فى تطبيقات النقل.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة ملامح الإقليم ومجاهدو الميديا والحكومة الجديدة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab