أيديولوجيا ودين وسياسة

أيديولوجيا ودين وسياسة

أيديولوجيا ودين وسياسة

 العرب اليوم -

أيديولوجيا ودين وسياسة

بقلم:أمينة خيري

المرحلة الثانية من حرب غزة (وتوابعها فى لبنان) بدأت بشائرها. ولمن كان يعتقد أو يتمنى أن تكون عملية السابع من أكتوبر هى فى حد ذاتها النصر العظيم، عليه فقط أن يتابع ما يجرى فى الإقليم ببعض الهدوء والتروى، دون شتم أو سب أو تخوين، وحبذا بقليل من المنطق حتى يعرف أن ما جرى كان إشعالًا لحظيًا فجر المنطقة، ويؤدى إلى إعادة هيكلتها.

«المواجهة» – إذا صحت التسمية- بين إيران وإسرائيل مادة تعليمية ثرية. فى مصلحة إسرائيل الاستمرار فى عملياتها العسكرية الأشبه برشاش المياه الذى يستخدم فى الحدائق الصغيرة، يتم فتحه ساعتين صباحًا ومثلهما مساءً، وإذا لوحظ جدب أو جفاف ركن من الأركان يتم نقل الرشاش إليها لساعة أو اثنتين، وهكذا.

هذا ما تفعله إسرائيل فى المنطقة. اقتصادها يتضرر؟، نعم. الرأى العام الإسرائيلى يتأرجح بين تأييد الحرب والمطالبة بإيقافها، أو بين دعم نتنياهو ومعارضته؟، نعم. لكن تأرجح الرأى العام الإسرائيلى الذى يفسره البعض عندنا بأنه دعم لفلسطين، أو تعاطفًا مع أهل غزة، أو تراحمًا مع شعب لبنان، هو تأرجح يضع الصالح الإسرائيلى العام على رأس الأولويات. وهذا يعنى تحقيق المصالح الإسرائيلية التى يرى البعض هناك أن الحرب لا تحققها بالقدر الكافى. أما دعم نتنياهو من عدمه فلا يعنى شيئًا بالنسبة لنا. بمعنى آخر، انخفاض شعبيته، أو حتى المطالبة باستقالته لا تعنى أن الرأى العام الإسرائيلى استيقظ يوم الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ على يقين بأهمية حل الدولتين أو رد الحقوق، ولكن يعنى عدم الرضا على سياسات الرجل فى تحقيق أهداف الإسرائيليين.

بناء الأحكام والتصورات بناء على عناوين الأخبار، أو بناء على توجه المنصة التى تقدم لنا عناوين الأخبار، أو بحسب مفاهيم وموروثات تعتمد على قوة الخيال لا حقيقة الأمر الواقع، هو بناء قصور وفيلات وشقق فاخرة على رمال متحركة.

وتصور أن رد هذا الطرف الغارق فى الحنجورية، أو المفرط فى التهديد، أو المفعم بارتعاد الأوصال وانتفاخ العروق، هو دليل دامغ على القوة والإقدام والجسارة والشجاعة، هو عين الإخلاص وصميم العزة والمادة الخام للقوة والنخوة والبسالة، أمر يحتاج المراجعة.

كما أن تلويح ذاك الطرف بأنه سيدك الطرف الآخر دكًا، ويمحوه محوًا، ويضربه ضربًا لا يمكنه من القيام مجددًا، يجب أن يؤخذ مأخذ الكوميديا لا التراجيديا، لا سيما إن المسألة برمتها درامية بحتة.

المرحلة التالية تتشكل. يخبرنا الـ«سكريبت» بأنه حين تفرغ إيران من المرحلة الآنية، مرحلة الرد والرد المضاد، سننتقل إلى «الجزء الثانى» فى رسم الملامح الجديدة للإقليم. هذه الملامح لا تتعلق كثيرًا بسكان غزة، أو مصير أهل الضفة، أو حتى مآل «حماس»، أو الشكل الجديد لـ«حزب الله»، أو دور الحوثيين، أو تحركات الجماعات المسلحة فى العراق وغيرها.

إنه الجزء المتعلق بالتفاعل الاستراتيجى بين الدين والأيديولوجيا والسياسة فى خريطة الشرق الأوسط الجديد.

.. وللحديث بقية.

arabstoday

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:20 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ساعات عصيبة على لبنان... وربَّما على المنطقة

GMT 07:07 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

الانفتاح الأميركي على روسيا ومآلاته

GMT 07:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حسابات الزعيم البريطاني ستارمر تبدو ضعيفة

GMT 06:57 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

مستر «إكس»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيديولوجيا ودين وسياسة أيديولوجيا ودين وسياسة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 18:35 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

حماس تعلق على مستقبل تبادل الأسرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab