فى نقد ومحبة التطوير

فى نقد ومحبة التطوير

فى نقد ومحبة التطوير

 العرب اليوم -

فى نقد ومحبة التطوير

بقلم : أمينة خيري

العقلاء فقط يدعمون التطوير والتحديث. ربما يعارض البعض مظاهر التغيير من باب مقاومة فطرية لما لا نعرفه، من منطلق «اللى تعرفه أفضل مما لا تعرفه». لكن انتقاد التطوير الذي لا ينظر بعين الاعتبار إلى طبيعة المكان وخصوصية البشر- أو التحديث الذي يأتى بحديث يفوقه القديم جمالًا وكفاءة، والتحسين غير المدروس على المديين المتوسط والطويل- هو انتقاد بغرض تعظيم حجم الاستفادة من الجهود المبذولة بأفضل شكل ممكن. مثلًا صاحب شقة قديمة جميلة ذات أرضيات بلاط أو باركيه لا تُعوَّض يقرر أن ينزعها ويستبدلها بسيراميك فرز ثانٍ أو ثالث يجعلها أشبه بمحل عصير القصب، أو مَن يمتلك بيتًا فيه حديقة صغيرة أو كبيرة، ويوم قرر أن يجددها ما كان منه إلا أن بلّط الحديقة ونزع عنها رداءها الأخضر الطبيعى الجميل. ولا أحد ينكر كم البناء والتشييد والتطوير في بنى مصر التحتية وشوارعها وميادينها. لكن علينا أن ننظر أيضًا بعين الاعتبار إلى الجوانب الجمالية والبيئية وكذلك العناصر المعمارية والتراثية والثقافية التي تميز بلدانًا ومدنًا وشوارع وأحياء. وإذا كنا نتكلم عن معركة الوعى، والحاجة الماسّة إلى إعادة بناء المواطن المصرى من حيث الفكر والثقافة والتكوين المعرفى، فإن الطابع المعمارى والجوانب الجمالية والبيئية ينبغى لا أن تؤخذ في الحسبان فقط، بل تكون لها أولوية ضمن الأولويات.

أعلم تمامًا أن التطوير في مدن مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية وغيرها على ما أصبحت عليه على مدار عقود من الفساد والإهمال أمر بالغ الصعوبة، ولكن بذل قدر أكبر من وضع الهوية والجمال والثقافة في حسبان التخطيط ليس مستحيلًا. الكم المُزرِى من البناء المخالف والتخطيط العشوائى والتهاون والتواكل والفساد في التوسع على مدار عقود أسفر عن قبح معمارى بالغ طال كل الأحياء دون استثناء. والبناء أسهل ألف مرة من إصلاح البناء، ما يعنى أن ما يجرى من تطوير وإصلاح أمر بالغ الصعوبة، وأغلبنا يعنى ذلك ويُثمِّنه. لكن في الوقت نفسه، فإن قلوبنا تنفطر في كل مرة يتم فيها تجريف حديقة لتغليب كفة مقاهٍ رديئة وكراسى بلاستيكية رخيصة وبلاط قبيح على حساب المساحات الخضراء. صحيح أن المساحات الخضراء كانت مهملة، لكن حلها ليس قتلها. تغليب الخرسانة الرمادية على الأخضر الزرعى يمعن في تجذير ثقافة القبح التي نعانى منها جميعًا. كما أن الكبارى العظيمة التي حلت الجانب الأكبر من مشكلات القاهرة من حيث السيولة المرورية مثلًا ينقص بعضها مراعاة ما تيسّر من قواعد جمالية. النجيلة الخضراء الصناعية في رأيى أقبح اختراعات القرن العشرين. وليس هناك أقبح منها من الإسراع بغرس أشجار ومزروعات يعلم غارسها تمامًا أنها ستذبل وتموت بعد الغرس والافتتاح بساعات لأن قواعد استدامتها من رى وشمس وتهوية غير متوافرة. والجمال والنقد البَنّاء ومعركة الوعى من وراء القصد

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى نقد ومحبة التطوير فى نقد ومحبة التطوير



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab