ممنوعات فكرية

ممنوعات فكرية

ممنوعات فكرية

 العرب اليوم -

ممنوعات فكرية

بقلم:أمينة خيري

هذا مقال تخيلى بحت، وكل ما يرد فيه من أفكار أو تفاصيل هى من وحى الخيال، ولا علاقة لها بالواقع، وفى حال كانت لها علاقة بالواقع فهى مجرد صدفة بحتة، غير مدروسة أو مخططة. طبيعى ومتوقع ومطلوب أن يتم مسح الحقائب والبضائع والمنقولات التى تدخل البلاد للتأكد من خلوها من أى مواد أو مكونات تمثل خطورة، أو قد تؤدى إلى ما لا تُحمد عقباه صحيًا أو أمنيًا. يتم إخضاع السلع والبضائع وحتى حقائب المسافرين لهذا المسح، وكلما كان المسح دقيقًا وكفئًا ونافذًا نعم العباد بالأمن والبلاد بالأمان.

ولكن ماذا عن الأفكار والمعتقدات والأيديولوجيات وقوائم الأولويات التى يحملها القادمون؟ هل يمكن إخضاعها لعمليات المسح، وذلك للتأكد من خلوها من كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بنا وببلادنا؟ وفى حال كان هذا أمرًا واردًا، وهو ربما ما قد يتحقق بشكل كامل مع التطور السريع فى تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته وقدراته، فمن لديه القدرة على تحديد الصالح من الطالح فى الأفكار؟ ومن يمكن تكليفه بوضع قواعد حاكمة ونصوص شاملة لتنصيف الأفكار والمعتقدات، هذا جميل وحميد وأليف، وذلك قبيح وخبيث ومريع؟ وهل يمكن وضع مثل هذه القواعد الجامدة، لأنها مكتوبة ومنصوص عليها، الحاكمة بشكل يضمن العدل والمساواة وعدم التدخل فيما لا يعنينا أو يعنى آخرين من أفكار؟ وإذا سلمنا بإمكانية ذلك فهذا يعنى بالضرورة أيضًا أن الدول الأخرى ستطبق قواعدها الخاصة فى شأن المعتقدات والأفكار والأيديولوجيات، فتصل حضرتك إلى مطار أو ميناء دولة كذا، ويتم إخضاعك لعملية المسح الفكرى الخاص بهذه الدولة، فإن تم العثور على ممنوعات فكرية- بحسب القانون- يتم توقيفك وترحيلك فورًا من حيث جئت، لأنك تشكل خطرًا عليهم. وربما يتم توجيه اتهام ما لك، ويتم حبسك بتهمة حيازة ممنوعات. ويستمر الخيال فى الشطح والتحليق فى عوالم لا علاقة لها بأرض الواقع، ولو على سبيل الترفيه والتغيير، ونتساءل: هل يا ترى فى حال تعميم مبدأ الممنوعات الفكرية، أسوة بالممنوعات من مواد مخدرة ومتفجرات وغيرهما، هل يمكن للأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الأممية أن تتبنى المبدأ، بل وتُنشئ «منظمة الأمم المتحدة لشؤون الممنوعات الفكرية» مثلاً؟ أحيانًا يبدو الملياردير الأمريكى متعدد المواهب الحاذق فى الاختيارات السابقة عصرها وأوانها، وكأن نوعًا من الجنون يسيطر عليه، وهو الشعور الذى خالج البعض حين بدأ قبل عامين تقريبًا فى الحديث عن شريحة دماغية لديها القدرة على قراءة ما يجول فى دماغ مريض مصاب بشلل فى الأطراف، فترسل الشريحة أوامر لجهاز الكمبيوتر لتنفيذ ما يطلبه المريض. بدت الفكرة جنونية، لكنها على ما يبدو فى طريقها للتفعيل بشكل ما. فكرة ماسك تبدو إنسانية، لكن هل يمكن تطويرها وتطويعها لخدمة شرطة الممنوعات الفكرية مثلاً؟ الله أعلم

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممنوعات فكرية ممنوعات فكرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab