«أسافين» التطرف

«أسافين» التطرف

«أسافين» التطرف

 العرب اليوم -

«أسافين» التطرف

بقلم:أمينة خيري

لو كنت من مسؤولى المؤسسات الدينية الرسمية لانزعجت وتضررت من أجواء «التدين الشعبى» السائدة. ولو كنت منهم لشكلت لجان أزمات، وأصدرت قرارات باستنفار كل الخبرات والجهود لوقف هذا الطوفان الهادر المتصاعد المتفاقم الذي لن يكتفى بالقضاء على القلة القليلة من الممسكة بتلابيب التدين الهادئ، والدين الوسطى، والتى لم تلغ عقولها بعد، بل ستصيب الجميع في مقتل فكرى واجتماعى.

لو كنت من المسؤولين الأجلاء للاحظت أن فئة عريضة من المجتمع تركض بسرعة رهيبة صوب نوع زاعق قاس غليظ من التدين، وكلما زادت غلظته، زاد فخرهم به، وزاد إعجاب المحيطين بهم!، ولأيقنت أن فضاء الـ«سوشيال ميديا» أصبح مرتعًا لناشرى هذه النسخة الأكثر سوءًا وخطورة من تلك التي غزت مصر في السبعينيات، وأدت إلى ما نحن فيه الآن من تشدد مظهرى وإغراق في هالات التدين على حساب جوهر والأخلاق. ولعرفت عبر الرصد والمتابعة أن جزءًا من هذه النسخة الجديدة التي تلقى هوى في قلوب وعقول الناس يساهم في نشرها وتجذيرها البعض ممن يفترض أنهم «علماء دين». هذا البعض نشأ هو الآخر وترعرع في كنف نسخة تدين السبعينيات، فأصبحت جزءًا من تكوينه، وأضيف إليه ما تعلمه في قاعات العلم الدينى والتى من المؤكد تأثرت هي الأخرى بموجات التشدد وأمراء التطرف، وكبر وتخرج من الجامعة ليساهم في دق المزيد من «أسافين» التطرف.

أجيال بأكملها ولدت وتربت وكبرت وهى تعتقد أن مصر كانت تعتنق هذا النوع من التدين على مر تاريخها. هذه الأجيال تعتبر الفن فسقًا، والموسيقى حرامًا، والتفكير خارج الحدود التي يسمح بها «الشيخ» كفرًا، والترحم على غير المسلم معصية، والقائمة تطول.


لو كنت من مسؤولى المؤسسات الدينية الرسمية لاستعنت بخبراء علم اجتماع ونفس وأنثروبولوجيا، لا بخبراء شريعة وفقه، وذلك احترامًا للتخصصات، لرصد وتحليل محتوى الـ«سوشيال ميديا» ذى النزعة الدينية، وكذلك تعليقات الناس على أخبار عادية، بل وعلى فيديوهات الطبخ والمسح وإزالة بقع السجاد التي يسجلها أصحابها مع خلفية موسيقى هادئة، فإذ بنتاج التدين الممسوخ يحذرونهم من الموسيقى، وينبهونهم إلى أن صوت المرأة حرام، وغيرها.

البعض، وأقول البعض، وليس الكل من المحتوى المقدم في منصات دينية «رسمية» لا يرسخ للتشدد والتطرف، ويعادى حرية الاختيار، ويصر على نشر فرضيات عن الدين صنعوها بأنفسهم، ويصرون عليها، وينشرونها ويكررونها حتى باتت جزءًا متجذرًا من الوعى الشعبى.

السؤال هو: هل كان علماء الأزهر الشريف بعيدين عن الدين وغير فاهمين له حتى الستينيات؟، هل كانوا يتحدثون عن دين مختلف؟.

أعى تمامًا أن هناك مقاومة عنيفة لأى دعوة لتطهير الدين مما لحق به، وتنقيحه مما أصابه، وذلك لاعتقاد البعض أن هذا هو الدين. ولكن هل في الإمكان فهم ما يجرى الآن من زوايا علمى الاجتماع والنفس، لعلنا نفهم سويًا ما يجرى؟!.

arabstoday

GMT 03:59 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ألمانيا تنزلق

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

حزب الله انتهى... إلا إذا

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هل سيدمر ترمب أميركا؟

GMT 03:50 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

التغريد المأمول في السرب العربي

GMT 03:47 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

دروس أردنية في واشنطن

GMT 03:43 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ماذا لو كان «حزب الله» خارج لبنان؟

GMT 03:40 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ليبيا... المبعوث العاشر وما زال الوفاق بعيداً!

GMT 03:37 2025 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

ترمب وتحالف «بريكس»؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أسافين» التطرف «أسافين» التطرف



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام

GMT 11:07 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

جنازة حسن نصرالله

GMT 00:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واتساب يحظر 8.4 مليون حساب في شهر واحد

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 18:43 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ياسر جلال يعلن رأيه في عمل جزء ثالث من "جودر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab