لوجه الله والكهرباء

لوجه الله والكهرباء

لوجه الله والكهرباء

 العرب اليوم -

لوجه الله والكهرباء

بقلم:أمينة خيري

كلمتان لوجه الله ومصر والمصريين.. الغضب الكبير والخطير بين الناس ليس سببه الكهرباء، ليس سببه الكهرباء.. فقط. هو القشة التى تكاد تقصم ظهر البعير. وكل ما نقوله حول درجات الحرارة القائظة، وتغير المناخ، وثقب الأوزون، والناس التى وقف بها المصعد، والطلاب الذين لجأوا للمقاهى، والمريض الذى بات ليلته فى تكييف السيارة، والسيدة التى صعدت عشرة أدوار، والرجل الذى نزل ٣٠ دورًا، ومريض الجهاز التنفسى الذى يعانى الأمرين.. وغيرها من قصص وحكايات أغلبها حقيقى لا يمكن اعتبارها سبب الغضب. للغضب أسباب كثيرة لم تظهر حين تعامدت الشمس على مدار السرطان، ولم تتفجر حين كشر المناخ عن أنيابه، ولم يجمع بين كثيرين حين اقترضت «مدام أسماء» شمعة من «مدام شيماء» لتنير السلم لأبنائها لدى عودتهم من التمرين. إنها تراكمات، ومضافة إليها حرارة الجو الخانقة التى تؤثر على الحالة النفسية والجسدية للبشر. وهى التراكمات التى أطلقت العنان للمخاوف ومكامن القلق لكثيرين ليجاهروا بها. هذا ليس تقليلًا من فداحة أزمة الكهرباء أو ثقلها أو خطورتها على كثيرين، لا سيما المرضى وكبار السن والأطفال وغيرهم، لكن ما أقوله هو أن انقطاع الكهرباء، أو بلغة العصر «تخفيف الأحمال» ليس السبب الوحيد.. بمعنى ثالث، الناس فى حاجة إلى تغيير شامل وكامل وكلى وتام فى طريقة التعامل والإخبار، وبالطبع فى طريقة التعامل مع الاقتصاد والأسعار والتجار وفوضى الشارع والمقال لا يتسع لسرد ما ينبغى سرده. وقد ثبت بالحجة والبرهان أن الغالبية المطلقة من المصريين على أتم الاستعداد للصبر والتحمل والتكيف مع أصعب الظروف والأحوال، شرط أن ترى ضوءًا ما فى نهاية النفق، ويُفضل ألا يكون ضوء شمعة أو كشاف.. نريده ضوءًا مستمدًا من محطة كهرباء تعمل بكفاءة. وحتى فى حال عدم توافر هذا الضوء، فليخبرنا أحد بالأسباب الحقيقية ويمدنا بالتوقيتات المتوقعة والمبنية على أساس معرفة وعلم وحقائق وأرقام بعودة الأمور إلى طبيعتها.

تقلقنى درجة حرارة الشارع. الأرصاد تقول إن درجات الحرارة فى مصر تتراوح بين ٣٨ و٤٦ بحسب المحافظة.. لكن درجة حرارة الشارع يصعب قياسها، إلا أنه يسهل استشعارها. وليس خفيًا على إحدى نظريات المؤامرة التى يتم الترويج لها فى أجواء مهيأة للتعلق بقشة، ولو كانت على سبيل «فش الغل». حتى الغضب والانتقاد اللذين يجاهر بهما هذه الأيام إعلاميون يعملون فى وسائل إعلام مصرية خالصة، يهرع البعض لتفسيره فى ضوء نظريات التآمر. مفهوم تمامًا أن بيئة الـ«سوشيال ميديا» حاضنة للهبد ومرحبة بالرزع ومصممة بشكل يسمح لكل من له غرض أو مأرب، سواء كان ساميًا راقيًا أو مسمومًا دنيئًا أن ينثره وينشره ويجنى ثماره.. لكن مفهوم أيضًا أن مواجهة هذه البيئة تأتى بتوفير المعلومة، مع عدم الاستهانة بالأوجاع، ناهيك عن عدم الاستفزاز. حتى لو كانت البنى الأساسية لقطاع الكهرباء شهدت إنجازات غير مسبوقة، هذا ليس الوقت المناسب لعرضها.

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوجه الله والكهرباء لوجه الله والكهرباء



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:29 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

قصف تركي عنيف علي محافظة أربيل العراقية

GMT 12:19 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

الحيل التي تتبعها أصالة لإبراز خصرها النحيل

GMT 11:58 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

جولة على أبرز أحياء العاصمة باريس

GMT 11:47 2024 الخميس ,25 تموز / يوليو

كارول سماحة بإطلالات راقية وجذّابة

GMT 11:32 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

أوكرانيا تعلن قصف مطار عسكري روسي في القرم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab