زلازل وأعاصير ومكلومون

زلازل وأعاصير ومكلومون

زلازل وأعاصير ومكلومون

 العرب اليوم -

زلازل وأعاصير ومكلومون

بقلم - أمينة خيري

فرق كبير بين الإيمان بالله والإيمان بالخرافة. وإذا كانت جهود رهيبة بُذِلت لإبقاء جانب غير قليل من المؤمنين أسرى الخرافة التى ترتدى عباءة الدين على مدار عقود، بل قرون، فإن البعض نجح فى فك أسره وتحرر من هذا التشابك، فوجد نفسه يتعلم علمًا مفيدًا وينهض بمجتمعه فى مجال علمه وعمله دون خلط بين التخصصات المختلفة، وربما كان مؤمنًا أيضًا إيمانًا جميلًا يحتفظ به لنفسه دون أن يرفرف بأجنحته الملائكية على رؤوس الجميع وحيواتهم ومصائرهم وقراراتهم. لكن المكسب الأكبر يظل تحرير الدين من الخرافة، وترك الأخيرة تذهب لحال سبيلها، وربما يتلقفها آخرون يجدون فى الخرافة مُسكنًا لآلامهم أو عوضًا عن قصورهم أو مخرجًا لقلة حيلتهم أو وسيلة لأكل العيش أو «تقليب الرزق»، ولا سيما أن «أكل العيش يحب الخفية»، وليست هناك خفة كالخرافة. تخيل حضرتك - لا قدر الله - طالع من تحت ركام زلزال أو خراب إعصار أو غضب بركان وبقية أهلك لا تعرف عنهم شيئًا، ويا عالم إن كانوا أمواتًا أو أحياءً، وإن كانوا أحياء ما من سبيل للتأكد من إمكانية إنقاذهم، ولو تم إنقاذهم، فإن مصيرك ومصيرهم ومصير حياتك وأسرتك ومسكنك وحياتك معلقة فى ضبابية تراجيدية بحتة.. وإذا بأحدهم يحدثك أو يتحدث عما تكابده فاتحًا باب النقاش حول ما إذا كانت مأساتك التى ضربتك وستظل تضربك طيلة حياتك عقابًا لك على ذنوب من المؤكد أنك اقترفتها أو أنها مكافأة لك عبر خيار الابتلاء. وحتى لو كان هناك احتمال لأىٍّ من الخيارين السابقين، هل هذا هو التناول المناسب لهذا الحدث الجلل فى الوقت المناسب؟.

تخيل حضرتك بينما القاصى والدانى إما يتطوع لنبش الركام، لعل يكون هناك من مازال يتنفس تحت هذه الأطنان المرعبة، أو يهرع لجمع المواد الغذائية والخيام للناجين، أو يضع خططًا سريعة لإيواء من بقوا على قيد الحياة فى ظل هزات ارتدادية متوقعة، ربما يكون بعضها أعنف من الزلزال الأصلى أو رياح أعتى من الإعصار الأول، تجد نفسك غارقًا تمامًا ولا تنام الليل وأنت تبحث وتنبش لا عن أحياء أو سبل لدفن الأموات دون أن تتسبب جثامينهم فى مشكلات بيئية ضارية، بل فى معرفة خانات ديانة الضحايا والمكلومين والمشردين أو فى انتماءاتهم الفكرية أو فى توجهاتهم الأيديولوجية أو فى هوية من يؤيدون من حكام أو أنظمة أو ملابس نسائهم حتى تحدد إن كان ما أصابهم بلاء لمعاقبتهم أم ابتلاء لأعمالهم الحسنة!.. أمر غريب حقًا.

فرق غريب بين أن تخفف عن آخرين مصابهم الجلل عبر الدعاء والتخفيف النفسى عنهم، وبين القول بأن من يفعل كذا أو من يردد دعاء كذا أثناء وقوع الزلزال أو الإعصار أو البركان فإنه سينجو. الدعاء مطلوب والإيمان منشود، ولكن التعقل أيضًا ليس ضارًا بالصحة ولا هو كفر والعياذ بالله

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلازل وأعاصير ومكلومون زلازل وأعاصير ومكلومون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab