دُوَار خبري

دُوَار خبري

دُوَار خبري

 العرب اليوم -

دُوَار خبري

بقلم : أمينة خيرى

أظن أننى لست وحدى التى أشعر بثقل كبير لدى مطالعة الأخبار اليومية. نصف ساعة صباح كل يوم أخصصها للاطلاع على ما جرى فى العالم، ومثلها مساءً، وربما دقائق متناثرة على مدار اليوم فى أوقات الشدة والأزمات، إنها الأوقات التى لا تطيق فيها الأحداث الانتظار لحين الاطلاع عليها فى مواعيد محددة.

أعطل عن عمد التطبيقات والخدمات التى تغذى المستخدم بالمستجدات على مدار الساعة، أو تدق بابه بصافرات إنذار المحمول المقيتة لتخبره أن حدثًا جللًا وقع، وأن عليه الاطلاع عليه. لم أعد أتحمل تسارع الأحداث وتشابكها وتعقدها. كما لم أعد قادرة على تلقى أنباء الفواجع، وتطورات المصائب. ويتضاعف حملى النفسى والعصبى مع المكون الثانى فى وجباتى الإخبارية والتحليلية، وهى تلك الأخبار والموضوعات والنقاشات المحلية التى يصيبنى الكثير منها بدُوَار خبرى يُفقدنى التوازن. وكيف يمكن لعاقل أن يحتفظ بتوازنه وهو يطالع كيف أن الذكاء الاصطناعى أصبح ضالعًا ومطبقًا فى بعض المناطق فى بريطانيا بحيث تُعطَى الأولوية لراكبى الدراجات والمشاة قبل السيارات، ولضمان قدر أوفر من السلامة والسلاسة لهم، مع المراقبة الصارمة لقائدى السيارات من قِبَل رادارات وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعى، ويتم تطبيق مخالفات فورية عليهم، ثم أطالع خبر مصرع سائق توك توك وراكبين كانا معه بعد ما قرر أن يعبر مزلقان القطار بسرعة فدهسهم جميعًا، أو مصرع سيدة كانت تعبر الطريق لأن سائق ميكروباص قرر أن يسير عكسيًّا فى شارع رئيسى؟.

وكيف يمكن لإنسان من دم ولحم أن يحافظ على توازنه النفسى وهو يتابع أعداد القتلى والمصابين فى غزة، ومعدلات الخراب والدمار التى لحقت ببنيتها التحتية والفوقية، وكذلك أعداد القتلى والمصابين والنازحين فى لبنان بعد تمدد الصراع إليه، وفى الوقت نفسه يقرأ تحليلًا لكاتب عربى كبير مقيم فى جزر المالديف أو يتجول بين نيس وباريس وكان، وهو يشرح كيف أن العملية التى تم تنفيذها قبل عام أنقذت القضية الفلسطينية من الضياع وأعادت تسليط الأضواء عليها، وهذا يكفى؟!. وكيف يمكن الحفاظ على قدر من الصفاء الذهنى وأنت تطالع موقع مؤسسة إعلامية غربية عريقة رصينة، فتجدها تتحدث بلسان العرب والمقاومة والحق الفلسطينى الأصيل فى موقعها العربى، ثم تفاجأ بأنها فى موقعها بالإنجليزية لسان حال حكومة بلادها المتنصلة عن دعم القضية أو حتى المطالبة بالالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الحقوقية الإنسانية التى تطبقها هنا ولا تطبقها هناك.
وتكون النتيجة أن رسالتها الموجهة إلى العرب تجعل الملايين يعتقدون أنها أفضل من كل حكومات المنطقة العربية وأنظمتها، فهى تناصر الحق والمظلوم، ولا تلتفت هذه الجماهير إلى زوايا مثل التسويق السياسى وترويج البضائع الراكدة فى سوق مهملة؟. يخبرنى الذكاء الاصطناعى أن متابعة الأخبار مفيدة للاطلاع، لكنها تؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تسبب التوتر والمرض الجسدى والذكريات المؤلمة والعزلة. وينصحنى بوضع حدود بينى وبين الأخبار، وأخذ فترات راحة منها، والتركيز على ما يمكننى التحكم فيه. شكرًا أيها الذكاء

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُوَار خبري دُوَار خبري



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab