بقلم : محمد أمين
أود أن أهمس في أذن الطلاب وأولياء الأمور أن الثانوية العامة مجرد محطة فقط في مشوار الحياة.. فلا تنظروا إليها على أنها نهاية المطاف ولا على أنها الطريق إلى الجنة.. هناك طرق أخرى بالتأكيد لتحقيق الأحلام.. والدليل أن الذين تسربوا من الإعدادية للتعليم الفنى قد انفتحت لهم طاقة القدر ودخلوا الثانوى الفنى ومنه إلى الكلية ثم أصبحوا أساتذة جامعة، ولا شىء في هذا.. نقطة أخرى وهى أنه ليس كل الطلاب سيدخلون الطب والهندسة، فلا تقسوا على أبنائكم وتحملوهم فوق طاقتهم.. التعليم شىء وسوق العمل شىء تانى!
يحكى الدكتور حسام موافى أنه في مدرسة الأورمان كان ينادى على طلاب الثانوية العامة الناجحين في الميكروفون.. وكانت النتيجة تذاع في الإذاعة.. وعندما كان في الثانوية أذيعت النتيجة وقيل الأخير فلان.. المهم أنه دخل كلية التجارة وأصبح رئيسًا لمجلس إدارة إحدى الشركات العالمية الكبرى، وجاء يوم لقاء الدفعة بسيارة فاخرة، بينما الدكتور حسام يقود سيارة أستاذ جامعة عادية أو متوسطة.. وسأله المدير: إزاى حالك؟ قال له: ماشية.. وسأله الدكتور حسام: عملت إيه وروحت فين؟
قال صاحبنا: كنت رئيسًا لمجلس إدارة شركة كذا.. وأعطونى مكافأة نهاية خدمة خمسة ملايين دولار!
طب وانت.. حصل إيه؟.. قال له: خرجت معاش وأخدت ١٠٠ ألف جنيه، يقول الدكتور موافى إنه تمطع وضرب الرقم في ٢ حفظًا لماء الوجه!
الحكمة أن التعليم لا علاقة له بالرزق ولا الوظيفة ولا سوق العمل، وكلٌّ ميسر لما خلق له.. فالتفوق لا يعنى السعادة في الحياة، ولكن الأرزاق بيد الله.
ولا يعنى هذا التواكل، وإنما لابد من السعى والتنافس والجرى على لقمة العيش لأننا لا نعرف الغيب!
ولست مع الذين يقرعون أبناءهم على الإخفاق.. هؤلاء يضرونهم وقد يدفعونهم إلى الانتحار فيخسرون أبناءهم ولا يفيدهم ذلك في شىء.. فمن الممكن أن تكون الثانوية مرحلة تغيير مسار أو بداية حياة جديدة.. اتركوا أموركم لله.. ولا تعلقوا الأرزاق في الحياة على كلية هنا أو كلية هناك!.