بقلم : محمد أمين
الورطة التي يعيشها الرئيس الأمريكى جو بايدن لا تقل عن الورطة التي واجهت الرئيس السابق دونالد ترامب بخصوص بعض الوثائق السرية.. الصحافة الأمريكية تعاملت مع القضية على أنها فضيحة قد تودى بالرئيس، وكتب محرر الشؤون الأمريكية في التليجراف مقالًا تناول فيه قضية العثور على بعض الوثائق المصنفة على أنها سرية، والتى تتعلق بالفترة التي كان يشغل فيها جو بايدن منصب نائب الرئيس الأمريكى!.
ويربط الكاتب بين هذه القضية وأخرى مماثلة متعلقة بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يخضع لتحقيق بسبب نقله وثائق سرية إلى فلوريدا بعد انتهاء ولايته الرئاسية.. ويذكر أن وزير العدل عين مدعيًا خاصًا للتحقيق في القضية!.
والقضية تكشف حدة الصراع بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وتكشف أنها قضية موجودة هنا وهناك.. ويبدو أن الوثائق السرية لم تعد فضيحة بهذا المعنى، ولكنها وثائق كانت في يد الرئيس، وهو يستعملها في إدارة الحكم، ومعناها أن ترامب ليس مذنبًا ولا متورطًا، وأن بايدن قبله كان يخفى بعض هذه الوثائق في مكتب خاص، أيام كان نائبًا للرئيس!.
وهو ما يجعل ترامب غير منزعج مما حدث في قضية الوثائق وقد ينقلها من قضية وفضيحة يتابعها العالم إلى قضية تتعلق بإدارته للحكم، ولا تأثير لها في مستقبله السياسى، ولا تؤثر عليه إن كان يفكر في الترشح في الفترة الرئاسية المقبلة للبلاد!.
واعتبر الكاتب أنه «فى بعض النواحى، قد يكون سوء التعامل الواضح لجو بايدن مع الوثائق السرية أسوأ حتى من تعامل دونالد ترامب» مع قضيته.. ويرى «نيك ألان» أن الوضع خطير للغاية بالنسبة لكلا الرجلين، حيث يمكن أن يكون كل منهما قد ارتكب جرائم بموجب قانون السجلات الرئاسية وقانون التجسس إذا كانا قد تصرفا «بإهمال جسيم!».. وبينما تم العثور على مئات الوثائق السرية بحوزة ترامب، عثر حتى الآن على نحو عُشر هذه الكمية لدى بايدن.
ومع ذلك، احتفظ ترامب بالوثائق في غرفة تخزين وفى مكتبه في منتجعه الخاص- مار إيه لاغو- بولاية فلوريدا، حيث استمر في العيش والعمل بعد مغادرة البيت الأبيض.. وفى حالة بايدن، تم العثور على الدفعة الأولى من المواد السرية في خزانة مقفلة في مركز أبحاث بواشنطن، حيث كان يحتفظ بمكتب خاص.. وتشير المصادر إلى توقف بايدن عن استخدام هذا المكتب عندما أطلق حملته الرئاسية في إبريل من عام 2019.
ومع ذلك، كانت الوثائق لا تزال موجودة بعد أكثر من ثلاث سنوات، وتم العثور عليها في الثانى من نوفمبر الماضى، وترك ذلك الباب مفتوحًا أمام السؤال، حول من كان بإمكانه الوصول إلى تلك الوثائق خلال تلك السنوات الثلاث!.
وأخيرًا لا أحد أفضل من الثانى.. كلاهما تورط، وبهذا تصبح القضية فرش حصير كما يقولون عندنا.. أسرار الأمة أصبحت ضائعة بين بايدن وترامب، وكلاهما لا أمان له، وبالتالى فإن بايدن ليس أفضل من ترامب على الإطلاق!.