بقلم : محمد أمين
العناية بكبار السن مشكلة تؤرق العالم، وفى إيطاليا أصبح كبار السن مشكلة كبرى يبحثون لها عن حل. والسؤال الذي يشغلهم هناك: مَن سيعتنى بكبار السن؟.. في الغرب الإيطالى يواجه السكان المتقدمون في السن أزمة على صعيد الرعاية، مما دفع البعض إلى الاستعانة بـ«يد عون» بلاستيكية!.
قرأت تفاصيل هذا الموضوع في صحيفة «الشرق الأوسط».. تقول القصة الإخبارية إن سيدة مُسِنّة طلبت الاستماع إلى قصة، فأجابها روبوت صغير «اختيار ممتاز».. وطلب منها أن تضع جبينها على رأسه البلاستيكى الأملس، وشرع الروبوت يحكى لها حكايات قصيرة.. ليس هذا فقط، ولكنه راح يناقشها في التفاصيل، ويسألها عن طبيعة عمل بطل القصة!.
ربما يقول البعض إيه الكلام ده؟.. لكن هناك مَن راح يرى حسنات هذا الروبوت في ملء الفراغ وإشاعة جو من الألفة والحكايات والتدريبات الصغيرة لجعل كبار السن في حالة يقظة ذهنية وبدنية وعدم الاستسلام للنوم أو الخلاص من أنفسهم!.
من الجائز أن هذا النوع الإلكترونى من الرعاية لا يناسب مجتمعاتنا، ولكنه قد يكون مناسبًا عند انشغال الأبناء، وهو أفضل من ترك الآباء كبار السن في دُور المُسِنين.. وهناك في المؤسسات المعنية بكبار السن يقولون: «ينبغى الاستفادة من كل الحلول الممكنة»، والروبوت يقدم معلومات بسيطة من أرض الواقع، وقد يقدم حلولًا لبعض المشكلات، خاصة أن الأبناء قد يَضِيقون بأسئلة آبائهم المُسِنين!.
ولا ننسى القصة الشهيرة المتداولة لرجل مُسِنّ وابنه الشاب عندما جلسا في الحديقة، وسأله الأب عن عصفور عدة مرات، فنهر الشاب والده، وقال له: «عصفور، بصوت مرتفع».. فقام الأب، وأتى بمذكراته التي كتبها عن حالة مماثلة مع ابنه عندما كان طفلًا، وسأله السؤال نفسه، فرد عليه 21 مرة دون أن يشعر بالملل، بل كان يضحك ويجرى معه في الحديقة!.
الروبوت لا يشعر بالملل ولا بالضيق، ولكنه يرد دون تردد بمجرد الضغط على الزر، بينما الابن يشعر بالضيق عندما يرد أكثر من مرة، وقد تخفف الروبوتات عن كاهل الأسر الإيطالية في حال انشغال الأسرة ووجود أحد الآباء كبار السن!.
أثبتت الروبوتات مهارة عالية في التعامل مع كبار السن وتفاعلًا كبيرًا في تقديم القصص والحكايات من الواقع.. حدث هذا في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وجرَت الاستعانة بها في دُور الرعاية، خاصة أن الإيطاليين يحبون الإبقاء على المُسِنين داخل منازلهم وعدم التخلى عنهم، وهم أقرب إلينا في هذه النقطة!.
ويفخر الإيطاليون بأنهم يجتمعون أيام الآحاد، كأبناء لعدة أجيال حول مائدة الطعام، ويعيشون بسعادة تحت سقف واحد (الجد والأب والأبناء).. وهذه الصورة الكلاسيكية مُهدَّدة الآن تحت تأثير التكنولوجيا الحديثة واستخدام الروبوتات!.
الغالبية العظمى من الإيطاليين تبحث عن سبل متاحة لإبقاء كبار السن معهم في المنزل تحت سقف واحد، ولا تُفضل دُور المُسِنين.. السؤال: إلى أي مدى يمكن الاستعانة بالروبوت في مصر؟، وهل يقبل الأبناء إيداع كبار السن في دُور رعاية؟، وهل الحل هو استخدام الروبوت؟!.