بقلم : محمد أمين
ليست رانيا فريد شوقى وحدها التي اشتاقت إلى أبيها، وليست رانيا وحدها التي لا تجد ممثلًا قادرًا على تجسيد شخصية والدها الراحل الكبير فريد شوقى على الشاشة.. كلنا اشتقنا لفريد شوقى وكل نجوم الزمن الجميل.. وأنا أتفق معها فيما قالت في حواراتها الأخيرة!.
وهنا أُثنى عليها أيضًا حينما تحدثت عن هدى سلطان، وكانت تناديها بـ«ماما».. وعندما احتفلت بعيد ميلادها واشترت لها تورتة.. وكانت هدى سلطان تعاملها كابنتها فعلًا.. وهى الروح التي افتقدناها في حياتنا المعاصرة.. كانت كل أسرة فنية تعرف أن الجمهور يقلدها وكانت تعرف أن عليها مسؤولية اجتماعية!.
السؤال: هل ستعثر أسرة فريد شوقى على نجم يقوم بتمثيل قصة حياته وتقديم سيرته في عمل درامى؟.. لا أعرف على وجه التحديد ماذا سيحدث في المستقبل.. ولكن مهم تخليد مسيرة ملك الترسو.. فقد كان فريد شوقى قيمة كبرى في حياتنا بما قدمه من أفلام ودراما وبما تركه في حياتنا من قيم، عبر مشواره الطويل سواء فيما قدمه من إنتاج للغير أو ما قدمه من إنتاجه هو من أعمال، ستبقى في ذاكرة السينما والوطن!.
فريد شوقى يستحق الاحتفاء به، وهذا المقال جزء من الاحتفاء الشخصى به في ذكراه الـ25، فلست من الذين يكتبون في الفن، ولكن اسم فريد شوقى عابر لكل الأجيال والثقافات والكتاب.. وقد أتاحت لى ظروف الكورونا أن أبقى وقتًا أطول على «يوتيوب» لأشاهد أعماله من جديد!.
وقد شاهدت أفلامًا كثيرة لفريد شوقى، أهمها عنترة بن شداد.. وقد لاحظت أنه توحّد مع الشخصية، لدرجة أننى كان من الصعب علىَّ أن أتذكر فريد شوقى أثناء الفيلم، كنت أراه عنترة في كل تفصيلة من تفاصيل الفيلم.. وقد شاهدته عشرات المرات، كان ملك الترسو هو أبوالفوارس!.
لذلك من الصعب أن تجد ممثلًا يُشعرك بأنه وحش الشاشة.. وهو نفسه سيخاف ويتردد مهما كانت قدرته على التمثيل والتوحد مع الشخصية.. ربما بعد سنوات حين يكون الجيل غير الجيل، ويكون الناس غير الناس.. فكلنا شهود على حياة فريد شوقى وعلى بطولاته السينمائية الفريدة، التي أكسبته مكانة خاصة عند الجمهور!.
يميز «رانيا» عن سائر بنات الفنانين وسائر الفنانين الجدد أنها تتكلم بشياكة واحترام ووقار، يكشف عن كونها تربّت في بيت ملك وليس ممثلًا، فهى أميرة بنت ملك فعلًا حين تتحدث عن أبيها أو أمها أو هدى سلطان كزوجة لأبيها، فهى في كل ذلك تقدم لنا أسرة فنية راقية كانت من وسط الشعب فأحبها الجمهور وأحب أسرتها!.
باختصار.. «رانيا» فنانة من الجيل الجديد، ولكنها من رائحة الزمن الجميل شكلًا ومضمونًا، تجعلنى أنضم إليها في مطالبها البسيطة من وزارة الثقافة لتكريم والدها الفنان الراحل الكبير!.