بقلم : محمد أمين
واحد من نجوم الصحافة فى الثمانينيات والتسعينيات، وكان أحد الصنايعية الكبار، عمل فى الأحرار والجمهورية والوفد، وأسس العديد من الصحف، ومن بينها مجلة الشرطة، وهى التى أُخذت عليه بعد الثورة.. وكانت سخرية الصحفيين: كيف يفعلها رئيس تحرير أكبر صحيفة معارضة؟.. لكنه فعلها خدمة للصحافة والصحفيين، وكان همزة الوصل بين الصحافة والشرطة.. لكننى لا أدرى من كسب ومن خسر من هذه العلاقة!
فى مكالمة خاصة مع الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة، تحدثنا عن الأستاذ إبراهيم سعدة، فقال: ده الصنايعى، قال ذلك بفخر، معرفًا أى هو الصنايعى عندما تتحدث عن صنايعية المهنة.. ويومها فتح الباب للكلام عن كل الصنايعية، ومنهم سعيد عبدالخالق.. كان الأخير يبدأ يومه فى الصباح الباكر على ترابيزة الديسك المركزى، فيعقد الاجتماعات مع الأقسام من مكانه، ويعقد اجتماع الديسك من نفس الكرسى، وكانت حركته ثقيلة، وأظن أنها هى التى أضرته فى السنوات الأخيرة!
كان «سعيد» خريج كلية الآداب، مثل الثلاثى المؤسس لصحيفة الوفد (الأساتذة مصطفى شردى، وجمال بدوى، وعباس الطرابيلى)، وحتى الأستاذ سلامة.. وأظن أن معظم جيل الكبار كان من خريجى كلية الآداب، قسم صحافة وتاريخ وفلسفة وعلم نفس.. وكان محترفًا فى صناعة المانشيتات، وكان محترفًا فى صناعة الصحف.. وكان يصنع من الفسيخ شربات!
وهو بالمناسبة ناظر مدرسة الخبر الصحفى بعد مصطفى شردى، وله تلاميذ كثر موجودون فى كل المؤسسات الصحفية، وهو مدير المطبخ وصاحب باب «العصفورة» الذى حرره بغض النظر عن صاحب براءة الاختراع.. تقول سعاد أبوالنصر إنها صاحبة الاسم وحصلت عنه على مكافأة فورية من الباشا.. كان ذلك فى مرحلة الإعداد لإصدار الصحيفة، فاقترحت إطلاق اسم العصفورة على الأخبار غير الكاملة!
ومن الصحف التى ترأس تحريرها أيضًا جريدة الميدان المستقلة، وله منها تلاميذ كثر، وقد كنت مديرًا لتحريرها معه فى بداية الألفينات، وكنت على ذمة الوفد، ولكنه ظل فى هذا المنفى حتى حريق الوفد ومغادرة الدكتور نعمان جمعة، الذى عزله فى بداية توليه رئاسة الحزب عام 2000، فسعى البعض لاستعادته للوفد من جديد.. وعاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الوفد فى 2009، وظل رئيسًا لتحريرها منفردًا حتى وافته المنية!
فقد تأثرت الصحيفة بكل خلافات المتنافسين على إدارة الحزب، وخسرنا جميعًا صحيفة كانت فى القمة، ونزلت بها الخلافات والانقسامات إلى القاع!
وكان اسم سعيد عبدالخالق فى تلك الفترة جاذبًا لكل الذين يبحثون عن صنايعى لتأسيس الصحف، فقد كان معروفًا فى الوسط الصحفى ووسط رجال الأعمال، لكنه لم يكن سهلًا للعمل مع أى أحد، فكان البعض يصاحبه ولكن يتحاشاه رحمه الله!.