بقلم : محمد أمين
فى كل عام نذهب إلى الإسماعيلية فى موسم المانجو.. و«نا» الجماعة هنا تعود على دفعة إعلام ٨٣.. فمنذ أن تكونت الدفعة بشكلها الحالى على يد محمد سطوحى ولمياء محمود ونحن نلتقى كل شهر، فيما يُعرف بلقاء الشهر، وربما قبل ذلك لو كان هناك أمر ضرورى من الضرورات الحياتية.. سواء لزيارة زميل مريض أو الاحتفال بعيد ميلاد أحد الزملاء.. وأصبحت تحركات الدفعة مرتبطة بالأحداث العامة أو الخاصة!.
خطفنا يومًا على السريع لزيارة الإسماعيلية، وهى من أجمل المدن المصرية التى يمكن أن تزورها فى أى وقت من العام دون ترتيب.. فهى عروس القناة الجاهزة دائمًا لاستقبال ضيوفها.. لها بهجتها وجمالها بما فيها من زهور وأشجار، منذ أيام المحافظ عبدالمنعم عمارة.. وتتميز الإسماعيلية بنقاء جوها وصفاء سمائها وخلوها من عوامل التلوث.. فهى مصحة من المصحات التى يصفها الأطباء لمَن يريد الاستشفاء!.
ولا يمكن أن تزور الإسماعيلية دون أن تمر بهيئة قناة السويس، وبهذه المناسبة تلقينا دعوة كريمة من الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، بزيارة متحف قناة السويس، فرحبنا على الفور!.
اصطحبنا فى الرحلة رجل الإعلام المحترف، خالد طه.. واستقبلنا على باب المتحف رجل الآثار القدير، يوسف بدير، الذى يشرح بشياكة وهدوء قصة القناة منذ كانت فكرة فى عصور سابقة، وتفقدنا المتحف التاريخى لهيئة قناة السويس، الذى أبهرنا بقاعات العرض المتحفية والأثرية، التى حافظت على طبيعة المبنى المخصص لإنشاء القناة، وتم بناؤه على الطراز الفرنسى!.
ويضم المتحف مقتنيات وتمثال ديليسبس وفستان الإمبراطورة أوجينى وعربتى قطار من أقدم عربات القطارات فى العالم، وشاهدناهما كأنهما عربتان جديدتان، وشاهدنا قاعة العربات الملكية، وهى نسخة مصغرة لمتحف العربات الملكية الموجود فى بولاق.. توقفنا أمام النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر، وتأملنا آلاف القطع الأثرية التى كانت تمر عبر طريق الحرير، من ملابس حريرية وأدوات معيشة وخزف وغيرها.. شىء بديع ومبهر، والمتحف إجمالًا منارة حضارية وتاريخية، وهو مفتوح خلال فترة التشغيل التجريبى، تزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر!.
كل شىء يؤكد حرص الهيئة على تأكيد قيم الولاء والانتماء وتوثيق قصة القناة بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة.. وهناك أماكن للعرض بالهولوجرام.. وقد بذلت الهيئة كل ما يمكن كى تقدم المتحف بشكل رائع وكى تحافظ على المبنى كمقر للشركة العالمية لقناة السويس.. وحاولت الرد على كل الأسئلة التى شغلت الرأى العام على مدى تاريخ القناة.. يرجع تاريخ المبنى إلى ما يزيد على ١٦٠ عامًا، حيث شُيد عام ١٨٦٢ ليكون المقر الإدارى الأول للشركة العالمية لقناة السويس البحرية، والذى تمت من خلاله إدارة عملية حفر القناة التى استمرت ١٠ أعوام كاملة من عام ١٨٥٩ حتى عام ١٨٦٩ م.
وأخيرًا يشرح المتحف تفاصيل كثيرة وصولًا إلى قصة شحوط إيفر جيفين والحفار الصغير، وانتهت الجولة، وكنا لا نريدها أن تنتهى، وعدنا مرة أخرى إلى شط القناة نحكى عن عظمة أجدادنا، ونتذكر تاريخ مصر. ونحرس القناة كأننا فى مهمة رسمية!.