ماذا جرى لألمانيا

ماذا جرى لألمانيا؟

ماذا جرى لألمانيا؟

 العرب اليوم -

ماذا جرى لألمانيا

بقلم : محمد أمين

لم أكن أتخيل أن دولة غربية كبرى مثل ألمانيا تتأثر بالحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى هذا الحد؟.. آخر الأخبار أن ألمانيا بدأت موسم جمع الحطب، استعدادا لموسم الشتاء القادم.. ومعناه أن الماكينات الألمانية قد تتوقف أيضا وتتأثر الصناعة فى العالم بغياب المنتجات الألمانية إلى حد كبير.. هل فقدت دول الغرب البديل الآمن لغاز روسيا وبدأت ترجع إلى عصر البداوة؟.

هل كان من المنطق أن تضع ألمانيا روحها فى يد روسيا وحدها على اعتبار أن الحروب انتهت؟.. ما هو الحل الآن؟.. وكيف يمكن أن يترك الغرب ألمانيا تحتضر بهذا الشكل وتودع الكهرباء وتطفئ أنوار قصر الرئيس وترجع إلى جمع الحطب؟.. كنا نظن أنها أمور تدخل فى إطار الدعايات الغربية ضد روسيا، حتى رأينا إعلان روسيا عن رغبتها فى فتح المجال أمام الأوروبيين مع إغراءات وحافز الغاز الرخيص والكهرباء الرخيصة والفوديكا والنساء الحسناوات!.

لو كانت أجهزة الإعلام فى روسيا هى التى أعلنت عن جمع الحطب للشتاء فى ألمانيا لما صدقت، وربما قلت دعاية سوداء أو هراء.. المفاجأة أن سكاى نيوز هى التى أعلنت الخبر.. قبلها كان مراسل صدى البلد فى بروكسل يشرح عن الدمار والخراب ولا نصدق.. معقول هذه الدول ليس لديها الخطة ب.. أو بلان بى كما يقولون.. كل هذا تبين أنه كلام نظرى مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح.

هل الحرب يمكن أن تحول أوروبا إلى دول من العالم الثالث، وهل يأتى الشتاء ويعودون لحياة الحطب والكهوف من جديد؟.

حرام أن تتوقف الماكينات والمصانع فى ألمانيا، وحرام أن تعود دولة كبرى لأنها فى الاتحاد الأوروبى والتحالف الغربى إلى دولة من العصور الوسطى.. كان عليها أن تدرس مواقفها أولا، وإما أن تختار الاتحاد الأوروبى أو تخرج منه.. ألمانيا الآن تضحى بمستقبلها، فما هو المقابل؟.. إن على ألمانيا أن تدعو خبراءها وأصحاب الرأى فيها لإنقاذها حتى لو أدى ذلك أن تخرج من الاتحاد الأوروبى، فهو محكوم عليه بالتفكك لأنه كان يدور فى فلك أمريكا ولم يحسب حسابا للزمن!.

من الأنانية أن تترك أمريكا ألمانيا تنهار أمام عينيها.. ومن الغباء أن تظل ألمانيا فى هذا المسار حتى لو انهارت وافتقرت وأظلمت وسكت صوت المكن والمصانع لتتحول من دولة كبرى إلى دولة من العصور الوسطى تجمع الحطب وترعى الغنم وتغلق المصانع وتعيش بلا كهرباء!.

منتهى القسوة أن تفعل روسيا ذلك بعيدا عن أى موازين قوى.. بالتأكيد ألمانيا لن تنسى مدى الحياة هذا الموقف.. وقد تنهض من جديد وهى لا تنسى تركيع روسيا لها.. اليابان نهضت من الصفر بعد ضربها بالقنبلة الذرية وألمانيا نفسها نهضت من الصفر بعد الحرب العالمية.. وستنهض ألمانيا بالطاقة الثامنة فى شعبها ولن تنسى ما فعلته روسيا فيها.. ولعلها تنوع مصادر الطاقة وتتعلم من الدرس هذه المرة!.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا جرى لألمانيا ماذا جرى لألمانيا



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab