بقلم : محمد أمين
أستغرب أن الرئيس ترامب يعادى الجميع مرة واحدة، ويدخل فى معارك مع الجميع فى وقت واحد، دون أن يجعل معاركه بالتقسيط.. فمثلًا يعادى المهاجرين فى أمريكا، ويعادى حلفاءه فى الاتحاد الأوروبى وكندا ويدخل فى مشاكل مع المكسيك وبنما بدون دراسات ولا تخطيط، ويعادى الصين!.. ويوجه انتقامه للجميع، فيتحدث عن غزة وفلسطين والتهجير كأنه يملك العالم!.
المهم أن الصين ردّت عليه باللغة التى يعرفها ويفهمها كرجل أعمال قبل أن يكون رجل دولة ورئيسًا لأكبر دولة فى العالم.. فقد فرضت رسومًا على الواردات الأمريكية، وصنعت قائمة سوداء للشركات الأمريكية، وفرضت قيودًا على المعادن النادرة، وهى قرارات كفيلة بتركيع ترامب ودمار الاقتصاد الأمريكى!، وهو ما قد يجعله يتراجع عن القرارات المسيئة واحدة واحدة!.
الغريب أن ترامب لم يقترب من روسيا بأى كلام مسىء لأنه يعرف رد الفعل.. وإن كنت أتصور أنه لا يجر شكَل أحد ولا يريد، وإنما يريد أن يلقى بالونات اختبار فى كل اتجاه، وساعتها يمكن أن يتراجع.. حتى إنه اختبر الاتحاد الأوروبى ليرى آخره، ولكن أوروبا أشهرت قانون بازوكا فى مواجهته.. و«قانون بازوكا» أداة أوروبا فى حربها ضد ترامب حال فرض رسوم جمركية.. والاتحاد الأوروبى يستخدم أداة مكافحة الإكراه للرد على الرئيس الأمريكى.. وهو يستهدف قطاعات الخدمات الأمريكية، ومنها شركات التكنولوجيا الكبرى!.
وتبحث أوروبا عن المزيد من الحلول والخطط من أجل الوقوف صامدة أمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حال فرض رسوم جمركية، وكان آخرها «قانون بازوكا»، حيث تخطط المفوضية الأوروبية لاستخدام «أداة مكافحة الإكراه» فى مواجهة نزاع محتمل مع واشنطن!.
وتقود إسبانيا هذه المواجهة المحتملة مع أمريكا.. وإن كانت وسائل الإعلام تؤكد أن الاتحاد الأوروبى يريد أن يتجنب أى حرب تجارية مع أمريكا، ولكن لا مانع من استخدام قانون بازوكا، المعروف بقانون المنافسة الإلكترونية، وتقول رئيسة المفوضية الأوروبية إننا مستعدون للرد ولدينا الأدوات اللازمة!، وتضيف أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فى حال انتهاك القانون الدولى.. وهو كلام كفيل بتراجع حالة الجنون التى يعيشها ترامب!.
وبالمناسبة، فإن قانون بازوكا تم تطويره خلال رئاسة ترامب الأولى، وتم وضعه فى الدرج حتى إشعار آخر، وهو ما يعنى الاحتياط لأى عمل عدائى، حتى لو كانت هناك صداقة وتحالفات مع أمريكا.. والقانون من شأنه أن يسمح لأوروبا باتخاذ خطوات مثل إلغاء حماية حقوق الملكية الفكرية أو استخداماتها التجارية لأشياء مثل تنزيلات البرامج وخدمات البث!.
وباختصار، فإن بازوكا حزمة إجراءات وقيود يمكن اتخاذها ضد الشركات الأمريكية، فتجعل ترامب يتراجع عن أفكاره المجنونة التى تضر أمريكا أكثر مما تفيدها!.