نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

 العرب اليوم -

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

بقلم: جميل مطر

أعترف أننى واحد من عرب كثيرين اهتموا بمتابعة أحدث حروب الأوروبيين، أقصد الحرب الدائرة على الأراضى الأوكرانية، حتى شغلهم هذا الاهتمام عن متابعة تفاصيل الثورة الناشبة فى هياكل وتفاعلات نظامنا الإقليمى العربى. لنا بعض العذر فما كشفت عنه هذه الحرب وما انكشف بعد طول معاناة وما تسببت فيه أذهلنا إلى حد جعل التفكير فى مستقبل البشرية وبخاصة فى الجزء الذى نسكنه يبدو كاللعب بالنار.

• • •
انكشف أمامنا ضعف القطب الروسى ومعه تعمق الشك فى استحقاقه الاحتفاظ فى المستقبل بالمميزات المرافقة لمكانة القطب الدولى. انكشفت أيضا الصعوبات التى تكتنف عملية صعود الصين حتى راح بعضنا يتساءل عن جواز سحب صفة الأسطورة التى رافقت هذا الصعود. صرنا شهودا على دلائل تعزز القناعة بأن انحدار أمريكا يقف، مع عوامل أخرى، وراء دفع أو استدراج كل من أوكرانيا والاتحاد الروسى ليتقاتلا فى حرب هى الأولى فى القارة الأوروبية بعد حوالى سبعة عقود من السلم. ثم تتأكد الدلائل وتزداد عددا عندما نرى ألمانيا تنفض عن نفسها عباءة السلم وتعود تتبنى منهجا فى التسلح كان الظن أن أحدا فى ألمانيا لن يجرؤ على تبنيه مرة أخرى. تبنته حكومة المستشار شولتس فتداعت على الفور مخاوف مبررة فى عواصم مختلف الدول المجاورة.
أوروبا، فى ظل الحرب الدائرة فيها، تتغير. الحلف الغربى يهدده فيروس التفكك. مرة أخرى يعود الحديث عن الفوارق الثقافية بين مجموعة دول جنوب أوروبا ومجموعة دول الشمال وفوارق أخرى بين مجموعة دول غرب أوروبا ومجموعة دول الشرق. بولندا غير المطمئنة إلى نوايا ألمانيا فى المستقبل ومرتعبة من روسيا التوسعية من ناحية أخرى، راحت تجس نبض جاراتها الصغيرات عسى أن تفلح فى تشكيل حلف خارج عن سيطرة الدول الكبرى. اهتزت فى كل أوروبا كما فى العالم النامى صورة الديموقراطية الأمريكية، هذه القوة الناعمة بامتياز. اهتزت الصورة كنتيجة، فى رأى البعض، لاجتماع عناصر انحدار هيكلية وسلوكية ليست قليلة. فى رأى بعض آخر ضعفت الديمقراطية الأمريكية فى حد ذاتها فاهتزت صورتها وصارت سببا من أسباب الانحدار وليس نتيجة له.
• • •
انشغلنا بالصراع بين الكبار والتحول المتوقع فى توازنات القوة فى النظام الدولى متجاهلين أو غافلين عن تطورات خطيرة تقع أو تتعمق فى أحوال النظام الإقليمى العربى. أختار فى السطور التالية بعض أهم هذه التطورات وبخاصة تلك التى يمكن لو استمرت أو تعمقت أن تؤدى إلى انفراط النظام أو على الأقل تآكله جزءا بعد جزء وهيكلا بعد هيكل ومبدأً بعد مبدأ. هناك أيضا من هذه التطورات تلك التى يمكن لو استمرت أو تعمقت أن تؤدى إلى أن يتحول النظام فى بعض أجزائه وأشكاله فتتغير بعض خصائصه ولكن يبقى محافظا على هويته الأصلية، أى عروبته. أو يتحول فى كلياته فيزول تماما أو تذوب هويته وبعض هياكله فى نظام إقليمى آخر مختلف جذريا عن النظام الإقليمى العربى.
أولا: بالمحافظة على حلف الأطلسى مكونا أساسيا من مكونات القوة الصلبة الأمريكية نجحت أمريكا فى استخدامه عند الحاجة لخدمة الدور المنوط بها فى قيادة النظام الدولى. هذا الوضع فى النظام الدولى لا يجد ما يقابله فى النظام الإقليمى العربى. إذ إنه حتى يومنا هذا لم تفلح الدولة القائد فى النظام العربى فى إقامة حلف تقوده لأغراض الدفاع عن النظام.
ثانيا: كل ما استطاعت أن تفعله هذه الدولة عند الحاجة هو أنها كانت تقيم حلفا فى قضية بعينها على أن ينفض الحلف بانقضاء الحاجة. كان هذا ما فعلته مصر فى مواجهاتها مع إسرائيل، العدو الأساسى للنظام منذ نشأته وحتى توقيع اتفاقيات التطبيع. فعلته أيضا المملكة السعودية عندما قررت بصفتها الدولة القائد فى النظام الفرعى للخليج العربى تشكيل حلف لشن حرب ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
ثالثا: يجرى حاليا ولفترة من الزمن تجميد الكثير من أنشطة العمل العربى المشترك فى انتظار أن تعود مصر لتنهض بمسئوليتها حسب الدور المخول نظريا للدولة القائد فى النظام الإقليمى العربى. طال أمد تجميد الأنشطة وفى ظنى أنه طال هذه المرة فى انتظار أن تظهر قيادة جديدة للنظام قادرة على النهوض بمسئوليتها حسب الدور المفترض أن يؤديه القائد الجديد للنظام. غير خاف، حسب رأى متخصصين فى بعض مراكز البحث الغربية، أن المملكة السعودية تستعد لتحمل هذه المسئولية فى حال لم تتقدم مصر وتعود لتنهض بالمسئولية. دليل هؤلاء على صدق تنبؤهم السعى الحثيث الذى تقوم به المملكة لإقامة ترسانتين فى وقت واحد، واحدة لعديد أنواع ومنتجات ومشروعات القوة الناعمة، وهذه جارٍ استيراد واستعارة الكثير منها من مصر ودول أخرى، أما الترسانة الثانية فمخصصة لعديد أنواع ومنتجات ومشروعات القوة الصلبة وفى صدارتها السلاح. هنا وبخصوص الترسانة الثانية لا أحد يستبعد احتمال الاستعداد المتنامى لحيازة القنابل النووية وبخاصة بعد أن صارت هذه الحيازة احتمالا ممكنا فى ألمانيا وأستراليا، ومؤجلا فى اليابان.
رابعا: لم ينشأ فى النظام الإقليمى العربى مؤسسات أو أجهزة لتسوية النزاعات التى تنشب بين الأعضاء. حاولت أمانة الجامعة العربية مرارا أداء هذا الدور وفشلت باستثناء مرات معدودة وبوسائل غير مؤسسية. فشلت أيضا فى البناء فوق إنجازات بسيطة حققتها فى مجالات أخرى. جانب كبير من هذا الفشل تعود المسئولية عنه إلى الانسحاب المتدرج عبر العقود الأخيرة لموقع هوية النظام وأقصد تحديدا عروبة النظام فى الخطاب السياسى. تراجع موقع الهوية متأثرا بخطاب العولمة وسياساتها. ومع ذلك ورغم تراجع العولمة فى السنوات الأخيرة استمر موقع الهوية العروبية يتراجع فى أجواء شعور بالعجز مخيم على المنطقة فى معظم نواحيها.
خامسا: بالفعل تعددت مواقع الفشل التى تسببت فى نشر الشعور بالعجز. ففى السودان وليبيا وفى اليمن وسوريا وفى لبنان وفلسطين وفى العراق أزمات حادة تستدعى تدخلا قويا من نظام إقليمى يتحمل إلى درجة غير بسيطة جانبا من مسئولية ما حدث. صارت حاجة هذه الدول ماسة لدور تضطلع به دولتان مرشحتان لدور إنقاذ النظام وإلا انفرط لغير عودة. لا بد من لقاءات مصارحة مع مختلف القادة العرب تقود الدعوة لعقدها ومتابعة أعمالها مصر والمملكة السعودية. ويا حبذا لو تستعد الدولتان لهذه الاجتماعات بفريق من المتخصصين والدبلوماسيين الخبراء فى شئون هذه الدول قبل أن يبدأ الغرب سباقا جديدا على أفريقيا والمنطقة العربية، فتذهب الدول المنهكة فريسة سهلة فى هجمة استعمارية جديدة. لدى الدولتين معا من الخبرة وأدوات الضغط والتشجيع ما يسمح لهما بإنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد النظام الإقليمى المهدد الآن بالانفراط أكثر من أى وقت مضى. أتصور أيضا أن إقامة مجلس أعلى لأمن واستقرار هذه العلاقة الاستراتيجية وحمايتها من دواعى أو تجاوزات المنافسة المشروعة بينهما اقتراح عاجل وجدير بالاهتمام.
أعتقد أن إسرائيل وأمريكا سوف ينتهزان فرصة الضعف الراهن فى النظام العربى لتصعيد حملة غرس النفوذ الإسرائيلى فى عديد الدول العربية إلى حد تتقطع عنده أواصر العلاقات العربية العربية. بعد قليل ينفرط النظام الإقليمى العربى.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab