منطقة المغرب العربي وفوهة بركان

منطقة المغرب العربي وفوهة بركان

منطقة المغرب العربي وفوهة بركان

 العرب اليوم -

منطقة المغرب العربي وفوهة بركان

بقلم - د. آمال موسى

لطالما استأثرت منطقة الشرق الأوسط بكل الاهتمام السياسي للعرب جميعاً، وللعالم أيضاً. فهي منطقة توتر دائم بسبب مركزية القضية الفلسطينية وتفرعها وارتباطها بتفاعلات وموازين تهم بلدان المنطقة.
الواضح أن منطقة الشرق الأوسط لم تعد تمثل مشكلة عويصة كما كانت بالنسبة إلى دولة إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة، ذلك أن منذ تاريخ حرب الخليج الأولى والأحداث المتعاقبة وتداعياتها أدت إلى مراجعات سريعة لموازين القوى بشكل يمكن الحديث اليوم عن شرق أوسط جديد بلغ مستويات من التغيير والتحول فاقت توقعات أطراف النزاع العربي الإسرائيلي أنفسهم.
وبناء عليه فإننا نلاحظ أن منطقة المغرب العربي أصبحت وجهة سياسيّة ذات أولوية في الوقت الرّاهن، أي أنّه قد حان دور المغرب العربي ليكون وفق التغييرات الدولية الجديدة، وهي تغييرات ذات صلة بوزن إسرائيل ومكاسبها الدولية من القوة والدعم، وأيضاً بالعلاقة مع الولايات المتحدة وبترتيب الدول الإقليمية الجديد.
من يقوم بتجميع الأحداث ومسارها منذ تاريخ الثورة التونسية في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 إلى الآن يستنتج أن هناك أيادي واضحة وأخرى غامضة تدير المنطقة وتعيد رسم علاقاتها الدولية وتمهد الشروط اللازمة لذلك.
لم يكن ذلك في البداية واضحاً، ولم تكن هناك أدلة على ما يروّج من معلومات وقراءات. انشغل المراقبون في العشريّة الأخيرة بمتابعة الانتقال الديمقراطي في تونس ورصد مخاضاته وأوجاعه وانحرافاته، كما استأثرت ليبيا بالاهتمام أيضاً، خاصة أنها تحولت إلى فضاء تتنازع عليه دول أجنبية محاولة الاستيلاء على ثروات البلاد وتحقيق علاقات تبعية جديدة تقطع مع ليبيا زمن العقيد القذافي.
هكذا كان المشهد المغاربي في ظاهره موزعاً بين تونس وليبيا والأحداث التي نراها من دون انتباه واع إلى الأطراف التي تحرك هذه الأحداث من وراء الستار.
لا شك في أن النزاع في ليبيا وخطورته وأهميته جعل غالبية الأطراف تظهر للعيان، لأن الصراع الإقليمي كان حاداً، وبناء التحالفات تطلب الصراع على المكشوف. وأول ما تم فهمه هو أن الهرولة نحو ليبيا كان من بين أهدافها ضرب منطقة المغرب العربي، لأن ليبيا دولة ذات وزن في المنطقة ورقم في سوق النفط والثروات الطبيعية، علاوة على أن حاجة تونس الاقتصادية لليبيا تمثل أيضاً مدخلاً للضغط على تونس في ملفات معينة وفي لحظات عالية الحرج السياسي والاقتصادي.
لنأتِ الآن إلى الحدث المباشر، الذي أشار صراحة إلى أن المغرب العربي بصدد التعرض إلى خلط الأوراق بغية تحقيق أهداف وتعبيد الطريق المساعد على ذلك.
إنه حدث تطبيع المغرب مع إسرائيل. طبعاً قد لا يكون ذلك حدثاً في حد ذاته، ولكن ما يجعل من هذه الخطوة المغربية حدثاً متعدد الدلالات والرسائل السياسية النقاط التالية: أولاً في شهر أغسطس (آب) عندما أعلنت دولة الإمارات العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل أعلنت الدولة المغربية على لسان وزير خارجيتها موقفها إزاءه. غير أن ما حصل هو أنه بعد ثلاثة أشهر من إعلان هذا الموقف نجد أن المغرب يتبنى التطبيع سلوكاً وممارسة رسمية معلنة.
النقطة الثانية التي أضفت طابع الحدث الناري هو اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما يجعلنا أمام صفقة سياسية مباشرة العرض والطلب. وكما نعلم فإن قضية الصحراء الغربية تتسم بوجهتي نظر مختلفتين لدى كل من المغرب والجزائر.
وها أن هذه المشكلة التي ظل فيها الموقف الدولي مدافعاً عن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره قطعت شوطاً باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب عليها مع ما يعنيه هذا الاعتراف من تَبنٍ ودعم.
ولكن لا نعتقد أن الولايات المتحدة يفوتها تداعيات اعترافها على المنطقة. وهنا نطرح تساؤلات عدة؛ أولها إلى أي حد يمثل دعم المغرب في قضية الصحراء الغربية أمراً مغايراً لوجهة نظر الجزائر بسبب استثنائية علاقاتها مع الجانب الفرنسي ناهيك عن تصلبها في الموقف من القضية الفلسطينية؟
يبدو للمراقب أن الجزائرمصممة على موقفها من قضية الصحراء الغربية، وهو ما يعني أنه بعد الاعتراف الأميركي لصالح المغرب، فإن التوتر ربما يزداد، الأمر الذي قد يربك الوضع في المنطقة أكثر ويخلط الأوراق ببعضها البعض، فلا أحد كان يتوقع أن يتم ربط الموقف من قضية الصحراء الغربية بمسألة التطبيع مع إسرائيل، وواضح أن ملف التطبيع في المغرب العربي له مفاتيحه المغاربية المحضة.
يبدو أن اللعبة السياسية في المنطقة المغاربية في اللحظة الراهنة متعددة الأطراف والمصالح والضغوطات والمواقف المختلفة، وهو ما قد يجرها من وجهة نظر البعض - لا قدر الله - إلى المواجهات.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة المغرب العربي وفوهة بركان منطقة المغرب العربي وفوهة بركان



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab