البحث العلمي هو الحل

البحث العلمي هو الحل

البحث العلمي هو الحل

 العرب اليوم -

البحث العلمي هو الحل

بقلم - آمال موسى

موضوعياً، فإنَّ نصيبَ البحث العلمي في بلداننا من الميزانيات والاهتمام يتراوح بين الضعيف والمتواضع. ورغم ذلك فإنَّ ذكاء مجتمعاتنا والحد الأدنى من الإمكانات المتوفرة في مجال البحث العلمي قد أثمرا إنتاجَ بحوثٍ علمية متميزة وبروز قامات ذات صيت دولي في مجال العلم.

ومن المهم الاعتراف أنه لسنوات طويلة سادت فكرة أنَّ البحثَ العلمي ترفٌ وشأن خاص بالدول الغنية والكبرى. طبعاً وجود هذه الفكرة له ما يبرره، وعلى رأس هذه المبررات أن البحث العلمي يحتاج إلى المال وإمكانات كبيرة، وهو أمر تقدر عليه الدول الغنية.

هكذا هي المقاربة ولم نطرح السؤال المفصلي حسب اعتقادنا: إلى أي حد أسهم البحث العلمي في جعل البلدان غنية وكبرى ومتقدمة؟

نظنُّ أن هذه المقاربة الواضحة هي التي نحتاجها اليوم من أجل التأسيس لبيئة علمية ولمناخ يشجع على البحث العلمي ويراكمه ويدعمه. فالأمر ليس ترفاً بقدر ما هو استراتيجي وأساسي.

من جهة ثانية، فإنَّ مقاربة البحث العلمي من بوابة الترف كان يمكن تفهمها والتسامح معها في فترة تاريخية معينة، ولكن اليوم، وبحكم ما بات يعرفه سكان الأرض من تغيرات مناخ، ومن حراك عالمي لا يكاد يهدأ، ومن هيمنة غير المتوقع على اهتمامات العالم، ووضع رزنامات تدخل في الأزمات المستجدة؛ فالوجود على كوكب الأرض اليوم بات مرتبطاً بالحلول التي يمكن أن يقدمها البحث العلمي للبشرية. ولم يعد بالإمكان اليوم في ظل وتيرة التغيرات السريعة أن تنتظر شعوب منتجات البحث العلمي للبلدان الغنية عقوداً حتى تستفيد منها؛ لذلك فإن الحل من أجل ضمان الوجود أصلاً الاستثمار في الرأسمال البشري وفي العقل الإنساني وفي العلم من أجل إيجاد الحلول.

من هذا المنطلق، فإنَّ الفقراء هم الأكثر حاجة اليوم للبحث العلمي؛ لأن لا شيء مثل حلول العلماء وابتكارهم قادر على تحسين وضعهم، وخاصة أن الابتكارات المذهلة في مجال الصحة والفلاحة ستنقل الفقراء إلى أفق مختلف كلياً، وهذا لا يشمل الأشخاص والشعوب فقط، بل أيضاً الدول؛ ذلك أنَّ الدول ذات الميزانيات المحدودة والتي لا تمتلك الموارد للتوريد ولتوفير التجهيزات الباهظة والضخمة هي المستفيدة من تشجيعها للبحث العلمي، ومهما كانت الأموال التي ستصرفها على البحث العلمي والذكاء الاصطناعي، فإنها تعد لا شيء عندما يدخل الابتكار حيز التنفيذ. ومن ثمة فإن البحث العلمي يسهم في التخفيض من نفقات الدول والمجتمعات، علاوة على أنه يوفر حلولاً لمشكلات لا يمكن مجابهتها بشكل يفتقر إلى الرهان على العلم.

وكي يكون طرحنا أكثر وضوحاً نطرح مجموعة من الأسئلة: كيف سنحل اليوم مشكلة الشح المائي؟ وما الذي يمكن أن يجنيه قطاع الصحة من الذكاء الاصطناعي، خاصة مع صعوبة توفير التجهيزات الطبية الغالية جداً؟ وكيف السبيل إلى الطاقة بالنسبة إلى البلدان متواضعة الثروات الطبيعية؟ بل ما البديل للطاقات التي ستنفد يوماً ما؟

إن البحث العلمي هو فعلاً ضالة الشعوب المتواضعة في إمكاناتها، وهو أيضاً الضامن لاستمرار ثراء الدول الغنية المتقدمة، بل إن الدخول إلى نادي الدول المتقدمة لا يكون إلا بالبحث العلمي والرهان عليه وتبجيله، حتى ولو كانت إمكانات الدولة ضعيفة؛ لأن الحل والعلاج في الرهان على البحث العلمي لتجاوز الضعف ومظاهر الفقر. ولا يفوتنا أنَّ الانخراط في مجال حقوق الإنسان نفسه يفرض الرهان على البحث العلمي، باعتبار أن حقوقاً عدة تعجز بعض الدول عن تلبيتها لأنها مكلفة، كالحق في الصحة والحق في الغذاء والحق في النقل والحق في التعليم الجيد... والبحث العلمي اليوم بآفاقه الرحبة يقدم حلولاً غير مكلفة ويمكّن من تعميم هذه الحقوق.

أيضاً ظاهرة هجرة الأدمغة والتفريط في علمائنا للعالم المتقدم من الظواهر التي يجب الانتباه إليها أكثر، ووضع إجراءات تساعد على استقرار الباحث الواعد في بلده، مع توفير بيئة علمية ينمو فيها البحث العلمي ويزدهر.

نعتقد أنه من المهم أن نشتغل على الترويج لفكرة أن البحث العلمي قارب نجاة الدول التي تبحث عن القضاء على الفقر والجوع والمساواة وتكافؤ الفرص؛ ذلك أن ميزة البحث العلمي الإبهار بحلول لم تكن موجودة، ولكن العقل البشري يجعل منها حقيقة تفعل فعلها في تحسين واقع المرضى والعلاجات من الأمراض المزمنة، وتستبدل بالتجهيزات المكلفة ما هو متاح وفي متناول الفقير قبل الغني.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث العلمي هو الحل البحث العلمي هو الحل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab