زيارة قصر مارد بدومة الجندل

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

 العرب اليوم -

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

بقلم:زاهي حواس

عندما تقوم بزيارة أي موقع أثري في أي بلد بالعالم، فإنك تعتمد على ما تعرفه مسبقاً عن الموقع الذي ستقوم بزيارته ربما عن طريق ما قرأته أو شاهدته أو حتى سمعته عن الموقع. ومن المحتمل كذلك ألا تكون على علم بأي شيء عن المكان الذي ستزوره؛ معتمداً على ما ستجده عند زيارتك للمكان من معلومات مكتوبة في كتيبات تعريف بالموقع، أو على لوحات إرشادية بالمكان. وفي كل حال من أحوال الزيارة، لا شك أنك ستستمتع برؤية شيء جديد ومعرفة معلومات جديدة حتى ولو كانت من خلال مشاهداتك وتجولك في الموقع الأثري أو المكان التاريخي. على أي حال تختلف المتعة من شخص لآخر حسب درجة الشغف بالآثار وبزيارة الأماكن التاريخية، كذلك بدرجة خيال كل إنسان! فهناك من يملكون الخيال الواسع الذي يساعدهم على بناء ما حطمته الطبيعة بفعل القدم، وبالتالي يكون قادراً على تخيل نفسه وهو يسير بين طرقات وشوارع مدينة من آلاف السنين بين أهلها بملابسهم وعاداتهم وحتى لغتهم ومعتقداتهم. هذه النوعية من الناس من أصحاب الخيال هم أكثر المستمتعين بزيارة المواقع التراثية من دون غيرهم ممن لا يستوعب أهمية بقاء تلك الأطلال من الماضي ويظل يسأل نفسه ومن حوله عن جدوى كل هذا الاهتمام بتلك الأطلال والصرف عليها للحفاظ على بقائها؟!

كان من أجمل الأماكن التي زرتها خلال وجودي بالمملكة العربية السعودية منذ أشهر قليلة، موقع قصر مارد بدومة الجندل. ولحسن حظي كان يرافقني وفد علمي من هيئة التراث السعودية برئاسة الدكتور عبد الله الزهراني. ويقع القصر على هضبة مرتفعة تشرف على موقع دومة الجندل، الذي يعد واحداً من أهم مواقع الاستيطان البشري بالمملكة؛ به قامت ممالك ودول متعاقبة. ويبدو من الوثائق التاريخية أن دومة الجندل كانت من المحطات التجارية المهمة في العالم القديم، ربما بداية من العصر الآشوري أو حتى قبله. وقد ورد ذكر دومة الجندل في نصوص القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وكذلك تم ذكرها في نصوص القرن الثالث الميلادي في عصر الملكة الشهيرة زنوبيا.
وقد ذكرت التقارير الأثرية أن أقدم القطع الأثرية التي تم كشفها خلال أعمال التنقيب تشير إلى وجود مستوطنات سابقة لظهور الإسلام، التي ما زالت تحت الكشف حالياً. ويذكر كذلك وجود حصن عسكري مكان دومة الجندل في المصادر النبطية، ولكن ليس من المعروف بالتأكيد من قام بتشييده. وقد ذكر عالم الجغرافيا ياقوت الحموي نقلاً عن أبي سعد السكوني أن الملك أكيدر بن عبد الملك كان يمتلك قصر مارد بدومة الجندل.
لقد وصف العديد من الرحالة قصر مارد، غير أن تاريخ بنائه ظل غامضاً، ثم قام مؤخراً عالم الآثار المعيقل بتحديد خمس مراحل في تشييد القصر على أساس طرق البناء المختلفة، حيث تظهر أقدم الجدران طريقة بناء «أيسودومية» تتميز بدقة فائقة في ضبط البناء تعود إلى القرن الأول الميلادي.
يضم القصر وحدتين رئيسيتين؛ الأولى هي القلعة وتخطيطها بيضاوي، وقد بنيت على مساحة 42 متراً في 487 متراً. وتحتوي على أربعة أبراج في زواياها، وقد استعمل الحجر في بناء الأجزاء السفلى بينما الطوب اللبن في استكمال الأجزاء العليا. مدخل القلعة يوجد في الجنوب الغربي ويفضي إلى ساحة تؤدي عبر ممرات إلى أبراج القلعة، وكذلك إلى بئر مياه في الجنوب الشرقي. ووجود البئر هو ما سمح للأهالي بالصمود داخل القلعة أثناء الحصار. وقد هدم القصر عدة مرات عبر التاريخ وأعيد بناؤه أكثر من مرة.
أما الوحدة الثانية، فتضم سلسلة حديثة من التحصينات على طول الجانب الجنوبي من المبنى الرئيسي، وتضم جداراً وأبراجاً وساحة مفتوحة ومسجداً. ولا تزال أعمال الكشف عن أسرار قصر مارد قائمة وستحل في المستقبل كثيراً من الغموض والأسرار التي لا تزال تكتنفه.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة قصر مارد بدومة الجندل زيارة قصر مارد بدومة الجندل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab