غزو المفردات الإنجليزية نمانعه أم نسايره

غزو المفردات الإنجليزية... نمانعه أم نسايره؟

غزو المفردات الإنجليزية... نمانعه أم نسايره؟

 العرب اليوم -

غزو المفردات الإنجليزية نمانعه أم نسايره

بقلم - حمد الماجد

نَزَلْتُ ذات مرة ومعي عائلتي في مطار باريس، عابراً إلى مطار نيويورك (كدتُ أكتبُ «ترانزيت» بدل «عابراً»، فتذكرتُ أنني أكتب مقالاً مرافعةً ودفاعاً عن لغة الضاد)، المهم أنني تهتُ في أزقة المطار، فلمحتُ مكتباً صغيراً فيه موظف، فسألته باللغة الإنجليزية عن البوابة التي أبحث عنها، فرطن بالفرنسية بكل تدفق وطلاقة، كأنه يخاطب «ماكرون»!! قلت له بالإنجليزية: أنا لا أتحدث الفرنسية على الإطلاق، فرد بالفرنسية شارحاً، فألححت بالسؤال وتوسلته أن يحدثني بالإنجليزية حتى لا تفوتني الطائرة، فما غيَّرَ ولا بدَّل، فتركته مغضباً، فناداني وأرشدني بالإنجليزية عن مكانها، ومن المؤكد أن بعضكم واجه الموقف ذاته، وهو ما أخبرني به بعض الأصدقاء.

بطبيعة الحال، واضح من إصرار هذا الموظف الفرنسي اعتزازه بلغته وغيرته عليها من اكتساح الإنجليزية للعالم، واستفرادها بلقبها اللامع «لغة كوكب الأرض»، قارنوا هذا بما يحصل في عالمنا العربي المنهزم أمام وهج لغة المنتصر حضارياً وتنموياً وتقنياً، تخيلوا أن بعض الندوات والمؤتمرات العربية في عدد من الدول العربية وورش العمل سوادها الأعظم عرب أقحاح ومعهم قلة من الأجانب، ومع ذلك «يرطنون» فيما بينهم بالإنجليزية، بل إننا معشر بني يعرب نفوت فرصة الآلاف من الغربيين الذين يعملون في الدول العربية لكسبهم متحدثين بلغتنا المفخرة، قابلت العشرات من الغربيين ممن عاشوا عقوداً في عدد من الدول العربية، وإذا سألتهم: هل تتحدث العربية؟ ردوا بالكلمة الشهيرة «شوي شوي»، وكلهم يكاد يُجمع على أن السبب العرب المستضيفون، الذين «كلما خاطبناهم بلغتهم العربية ردوا علينا بلغتنا الإنجليزية»، يا للبون الشاسع والفرق الصارخ بين موقف هؤلاء، وموظف مطار باريس المعتز بهويته ولغته.

والتحدي الآخر الذي تواجهه لغة الضاد هو الغزو المكثف لمفردات الإنجليزية، ومن كل جبهات اللغة العربية، وهو على نوعين؛ الأول غزو اكتساح تصعب مقاومته كمفردات «التواصل الاجتماعي»، مثل «هاشتاغ ويهشتغ» (وسم)، و«شير ويشير» (مشاركة) ، و«منشن ويمنشن» (يعلق)، و«بلوك ويبلك» (يحظر)، فهذه مع وجود البديل العربي، إلا أنها خرجت عن السيطرة، وأصبح غزو المفردات الكاسح فوق طاقة جيش الدفاع اللغوي بقيادة هيئة أركان مجمعات اللغة العربية، وجيش المتطوعين المتحمسين من أكاديميين ومثقفين وعروبيين، محافظين وليبراليين، للذود عن حياض اللغة العربية وسيادتها.

النوع الثاني من الغزو المكثف لمفردات الإنجليزية، هو في تسمية عدد من الشركات والمؤسسات السياحية بمفردات إنجليزية، وهذه من وجهة نظر شريحة أخرى خصوصاً من الشباب، نوع من الرقي والذوق العالي يضفي لمسة حضارية لافتة، ويحتجون بأن التمازج اللغوي العربي - الإنجليزي سيل جارف لا يسده عباءة التقليديين الرهيفة، خصوصاً مع قوة دافعة أخرى؛ وهي العولمة، وأما من وجهة نظر حماة حصن اللغة العربية، فإن هذا التراخي يحدث ثقوباً في حصن العربية يتعاظم خطره مع كثرة الثقوب، وتخاذل جنود الحصن وقلة التحصين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزو المفردات الإنجليزية نمانعه أم نسايره غزو المفردات الإنجليزية نمانعه أم نسايره



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab