وإبادة الحضارات

... وإبادة الحضارات

... وإبادة الحضارات

 العرب اليوم -

 وإبادة الحضارات

بقلم - سمير عطا الله

صدر كتاب «حروب الإبادة» للمؤرخ فيكتور ديفيد هانسن (جامعة ستانفورد) مبكراً قليلاً. يتحدث عن الدول التي محاها غزاة عن وجه الأرض. ولو انتظر قليلاً لأضاف إليها غزة وسفاحها. لكنه اكتفى بأربعة نماذج من التاريخ القديم: تدمير الإسكندر المقدوني لمدينة طيبة (الآن في تركيا) عام (335 ق.م)، وتدمير سيكيبيو إيميليانوس لقرطاج، عام 146 (ق.م)، وغزو السلطان محمد الثاني للقسطنطينية 1453 م، وأخيراً إبادة كورتس لإمبراطورية الآزتيك عام 1521.

السلام لا يثير أحداً. وقصة الإنسان من البداية عبارة عن ملحمة لا نهاية لها، من الحروب المستمرة والمتوالدة. لذلك، يغرقنا المؤرخون والكتّاب كل عام، بالمزيد من حكايات النصر والهزيمة، والمدن التي مُحيت، أو التي لم يبقَ منها سوى بعض الخراب، يذكرنا بأنها كانت هناك ذات يوم. يعيدنا هانسن إلى الإبادات الثقافية والحضارية تحت عنوان «نهاية كل شيء: كيف تنزلق الحروب إلى الإبادة». مقدماً لها بما قاله ونستون تشرشل عام 1924.

إن الحرب هي قصة الجنس البشري منذ بدايته. وذهب الفيلسوف اليوناني هرقليطس إلى أبعد من ذلك عندما قال: «الحرب هي أم كل الأشياء».

كلما غاص هانسن في أعماق التاريخ، تزايد يأسه من الخلاص. هذا كوكب مندفع إلى الخراب بلا توقف. طبعاً، يستند في ذلك إلى الشرق الأوسط، وإدمان القتل والخراب، لكنه يتوقف أيضاً عند آخر حروب الإبادات الثقافية بين الروس والأوكرانيين. حيث تتقاتل حضارتان ذات منبع واحد في كل طبقاته.

مثلنا جميعاً، عاديون أو أهل اختصاص مثله، فإن الخبير العسكري متشائم وخائف. فإذا كان العالم قد ارتكب أكبر مجازره بأسلحة قديمة خلال الحربين العالميتين، فماذا يحدث إذا توسع النزاع اليوم في الشرق الأوسط، أو إذا اندلعت الشرارة بين الصينيين. الصين الأم وتايوان.

عالم فائق الهشاشة، قديماً وحديثاً. ويجب ألا ننسى أن أبطاله من النوع الكاسح مثل الإسكندر، الذي كان قد سحق الأمم قبل أن يموت وهو في الثانية والثلاثين من العمر. أو نابليون، الذي أقام إمبراطورية، ودمّر إمبراطوريات، قبل أن يتوفى ذليلاً في منفاه.

الأفكار القديمة لا تزال معنا، يقول هانسن. ثمة من لا يزال يريد أن يدمّر طيبة، وأن يزيل قرطاج، ويبيد الآزتيك. ويعبرون عن نواياهم بكل اللغات.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وإبادة الحضارات  وإبادة الحضارات



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab