شو الأخبار

شو الأخبار

شو الأخبار

 العرب اليوم -

شو الأخبار

بقلم : سمير عطا الله

 

مثلما لكل شيخ طريقة، لكل طبيب طريقة أيضاً. وعندما تتعرف إلى طبيب جديد لا بد من زيارته أكثر من مرة كي تتعرف إلى طريقته، وتعرف، مثلاً، إذا كان يطلب منك أخذ علاج معين، أو يستشيرك في الأمر.

لم يكن لديّ أي شك في مهارة الطبيب الجديد، أو في اهتمامه وحرصه، لكن المشكلة أنه يطرح كل شيء في صيغة السؤال، وكأن الطبيب جنابُك وليس علومه: «أنت طبعاً بتحب الكيوي مع العسل عالصبح، مش هيك».

يطرح السؤال وهو يتطلع من النافذة كأن الجواب سوف يأتي من الخارج. أو يؤنبك وهو يوجه الحديث إلى الممرضة: «ليش الناس بتهمل حالها هالقد. مش لازم. مش لازم. على كل حال أعطي الأستاذ موعداً سريعاً. ما بيصير هيك. ما بيصير».

من يخاطب الحكيم؟ ليس في العيادة سوى هو، والممرضة، ومريضهما. ومع ذلك يوجه الكلام إلى شخص رابع. وبكل عناية، وبعد أن يقرأ تقريراً أمامه على الكمبيوتر، تبدو على وجهه معالم أكثر جديّة.

يزيح «اللاب توب» جانباً، ويستأنف الحديث مع الممرضة: «مش مظبوط هيك. مش مظبوط. وشو عليه إذا الواحد حمل عكاز؟ عيب الواحد يستعمل عكاز؟ شو فيها؟ وحتى (الووكر) مش عيب». ثم يتأمل «اللاب توب» مرة أخرى، ويقرر هذه المرة أن يتحدث إلى المريض مباشرة: «على الأستاذ أن يجري الفحوصات التالية، والصور التالية، والمنظار التالي. تأملت الممرضة أستجدي منها نظرة عطف، فأدارت ظهرها، وتصنعت بأنها تمسح المكتب».

الطبيب من أمامكم والجدران من حولكم. سألت الحكيم في صوت متهدج: هل سوف يستغرق ذلك وقتاً طويلاً؟ من دون أن يلتفت إلي، قال وهو يخاطب نفسه: وما هو الذي يستغرق وقتاً طويلاً؟ قلت العكاز والووكر و«الأستاذ» متكئ مرة على هذا ومرة على ذلك. قال: أنتَ وجهدك، حاول. شكرته وقمت أسدد الفاتورة، فرفض تماماً. لكنه يريد أن يعرف مني عما يحصل. قال: «ما سألناك شو الأخبار»؟ قلت، وقد أصبحت عند الباب: «أخبار»؟ أي أخبار؟ عدم رائحة بارود في كل مكان...!

arabstoday

GMT 18:16 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

‎لحظة الفطام من المعونة الأمريكية

GMT 18:14 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

أحلام أجيال الأهلى مشروعات عملاقة

GMT 08:57 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

شكسبير وعيد الحب

GMT 08:53 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

“شركة لتطوير المحافظات”.. والمدينة الجديدة!

GMT 06:32 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

فَكُنْ أَنْتَ الَّذِي يَتَأَخَّرُ

GMT 06:30 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

ترمب... حاطبُ ليل أم الريح تحطّب له؟

GMT 06:29 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

ذئب ميونيخ... وتعدد الأسباب

GMT 06:28 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

يا مال الشام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شو الأخبار شو الأخبار



GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab