«سوق الملح»

«سوق الملح»

«سوق الملح»

 العرب اليوم -

«سوق الملح»

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

لليمَن سحر على الكتّاب وله - لسبب ما - سحر شديد على الكاتبات. أوائل القرن الماضي، جاءت إلى الجنوب الرحّالة البريطانية فريا ستارك ولم تعد إلى لندن إلا بعدما تركت أجمل الآثار الوصفية والأدبية لتلك الجبال والصحاري والشواطئ. اليوم جاءته مهندسة معمارية من دمشق تعيد اكتشاف تاريخه المذهل وعاداته الباقية. إنها الدكتورة ريم عبد الغني، قرينة الرئيس اليمني السابق، علي ناصر محمد. يتقاسمان معاً، كل على طريقته، إحياء التاريخ الجميل. وقد تحوّلت دارهما إلى دار نشر تصدر الكتاب بعد الآخر دون كلل أو ملل. الفارق بين رحلات ومشاهدات فريا ستارك وبين إقامة ريم عبد الغني، هو طبعاً فارق الزمن. لكن المهندسة السورية تتميّز بالقدرة على التنقل بين الماضي والحاضر، ويمكّنها ذلك من مقارنات ساحرة «في ظلال بلقيس» كما هو عنوان إحدى دراساتها الممتعة من صنعاء إلى عدن إلى حضرموت إلى شبوة إلى سائر القاموس اليمني بعماراته المطرّزة وحصونه العالية وقلاعه الملوّنة. إليك هذا النموذج:

«وصنعاء القديمة - التي كانت محطة أساسية على طريق التوابل بين عدن ومكة الذي حل محل طريق (اللبان) شرق اليمن والمشهور منذ عصور ما قبل الميلاد - طالما اشتهرت بأسواقها... وفيها اليوم 48 سوقاً متخصصاً تضمّ أكثر من 1700 محل تجاري. ولكل حرفة أو بضاعة هامة، سوق خاص بها، فهناك سوق البزّ أو القماش، وسوق الحرير، سوق المبساطة أو القملة (الملابس القديمة) سوق اللقمة، سوق الخريف (الفواكه) سوق العنب وسوق الزبيب، سوق القات، وسوق العلف، وسوق البقر، وسوق الحبّ، وسوق الفتلة، وسوق الفضّة، وسوق النحاس، سوق الجنابي (الخناجر)، وسوق العِسوَب (الأغمدة)، سوق المخلاص، سوق النظارة، سوق الجديد، وسوق الخياطة، وسوق الكوافي (أغطية الرأس)، سوق الحنّاء، سوق المصاون (البراقع والأقنعة)، وسوق العطارة، وسوق الجصّ (الجبس) والمفرقعات، ومن أشهرها وأقدمها على الإطلاق سوق الملح وهو أبهر قلب صنعاء».

ولكن ما هو «سوق الملح»؟ لا شك أنها السوق التي تُباع فيها الأملاح. أو هكذا يُخيّل إلينا كقرّاء عاديين. غير أن الباحثين لا يتوقفون عند الانطباع السطحي. تقول الدكتورة عبد الغني: «ربما أتى الاسم من شهرة السوق بتجارة التوابل والبهارات. ولكنني عرفت لاحقاً أنّ المؤرّخ أبو محمد الحسن الهمداني في كتابه (الإكليل) أورد أن التسمية كانت في الأصل سوق المُلَح (بضمّ الميم وفتح اللام) أي سوق كل ما هو جميل ومليح، وصُحّفت التسمية لاحقاً وصارت سوق المِلح (بكسر الميم وتسكين اللام)».

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سوق الملح» «سوق الملح»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 10:21 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

حمادة هلال يمازح شياطين مسلسله في رمضان

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 09:50 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

تعليق غريب من محمد فؤاد حول حفله بالكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab