هل الإسكندر تجليطة

هل الإسكندر تجليطة؟

هل الإسكندر تجليطة؟

 العرب اليوم -

هل الإسكندر تجليطة

بقلم - سمير عطا الله

التقينا مرة في بيروت، المفكر الليبي عبد المنعم الهوني والزميل رؤوف قبيسي، وأنا. ولما كان الغداء على البحر، وحكايات البحر مثله لا نهاية لها، كان لا بد من الوصول إلى الإسكندر المقدوني، نجل الملك فيليب، الذي من مقدونيا، وتلميذ أرسطو، أبي الفلسفة، الملقب «ذو القرنين» لأنه غزا الشرق والغرب.
وبدأ الدكتور الهوني الإشارة إلى الإسكندر بوصفه الأقرب بيننا إليه. فليس بين ليبيا وبلاد الأغارقة سوى مشرق شمس. وكان أهل كريت، خصوصاً شاعرهم العظيم كازانتزاكيس، يسمون المتوسط في ليبيا «البحر الليبي»، لكنّ القبيسي سارع إلى مقاطعته، وبالطريقة القاطعة نفسها: هل تصدق أنت أيضاً هذه «التجليطة»، الخرافة؟ وسألتُ بدوري: أيُّ تجليطة؟ قال ساخراً: تجليطة الإسكندر. هل تصدق أنت أيضاً أن هناك شيئا يُدعى الإسكندر؟
قلت، بالكثير من الاعتذار، إنني للأسف مضطر إلى ذلك. فكل ما قرأت من كتب وشاهدت من أفلام، تحكي عن أصغر فاتح سناً وأوسع الفتوحات مساحات. وكيف يمكن أن يُنسب كل ذلك إلى رجل لا وجود له؟ إن التجليطة عادةً يضعها رجل أو اثنان أو أربعة، أما أن يشارك العالم القديم برمّته في ذلك من أجل تأكيد نظرية الزميل رؤوف، فقضية لا نهاية لها، لأن شكوكه في التجليطات لا نهاية لها.
صدر أخيراً كتاب فائق المتعة للمؤرخ بعنوان «طرق الحرير» يغرد فيه فصلاً للتجليطة الإسكندرانية أحببت أن أشارك فيها الزميل العزيز ولو باختصار.
بعد أن أطاح الإسكندر المقدوني حكّام مصر الفارسيين بضربة صاعقة في العام 331 ق.م، انطلق بكامل زخمه لاجتياح الإمبراطورية بأكملها. والمعركة الحاسمة وقعت لاحقاً في العام نفسه في السهول قرب مدينة أربيل اليوم في كردستان العراق، حيث أنزل هزيمة مذهلة بالجيش الفارسي المتفوق للغاية، والذي كان تحت قيادة داريوس الثالث. ولعلّ ذلك النصر كان بفضل انتعاش الإسكندر بعد ليلة من النوم العميق؛ فحسب المؤرخ بلوتوقراط، أصرّ الإسكندر على أن يرتاح قبل ملاقاة العدو، فنام بعمقٍ كبير لدرجة أن قوّاده القلقين اضطروا إلى إيقاظه بالقوّة من سباته. ومن ثمّ، ارتدى حلّته المفضلة، واعتمر خوذة فاخرة، ملمّعة، واتخذ سيفاً موثوقاً بيده اليمنى، واقتاد جنوده إلى انتصارٍ طاحن شرّع أبواب إمبراطوريّة بأكملها.
متتلمذاً على يد أرسطو، ترعرع الإسكندر وعلى كتفيه آمالٌ كبيرة، لم يخيّبها. فبعد أن هزم الجيوش الفارسيّة في غواتيمالا، تقدم شرقاً. وأخذت المدن تستسلم له الواحدة تلو الأخرى، فيما سيطر على سائر الأراضي التي كانت تحت حكم خصومه المهزومين. أماكن أحجامه هائلة، وغنى عظيمٌ وجمال، كلّها سقطت عند قدمَي الشاب: بابل استسلمت إليه، وغطّى سكانها الطرقات المؤديّة إلى المدينة العظيمة بالأزهار والأكاليل، ونصبوا المذابح على جانبيها وزوّدوها بالعطر واللبان. وأتوا بأقفاص من الأسود والفهود وقدّموها هدايا للملك. وسرعان ما أصبحت كل النقاط التي تربط مدن بلاد فارس طوال الطريق الملكيّ، وكل شبكة المواصلات التي كانت تربط ساحل آسيا الصغرى بآسيا الوسطى، تحت حكم الإسكندر ورجاله.
إلى اللقاء...

arabstoday

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

من هو (موسيقار الأجيال الحقيقي)؟!

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هل من نجاة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الإسكندر تجليطة هل الإسكندر تجليطة



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 18:08 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

حزب الله يدخل أسلحة جديدة في معركته ضد إسرائيل

GMT 23:54 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

آسر ياسين يكشف تفاصيل أعماله الجديدة

GMT 02:34 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

انتهاء ظاهرة النينيو المناخية بشكل رسمي

GMT 02:59 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

استهداف 3 منازل في غزة وسقوط شهداء بينهم أطفال

GMT 11:16 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

وفاة السيناريست السوري فؤاد حميرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab