وَمَا الدَّهر

وَمَا الدَّهر...

وَمَا الدَّهر...

 العرب اليوم -

وَمَا الدَّهر

بقلم - سمير عطا الله

لا يزال سيد الشعراء جميعهم؛ مَن سبقه، ومَن عاصره، ومن أتى بعده. ولا يزال ساحرَ القوافي كيفما قرض، مادحاً أو غاضباً أو خائباً أو ناقماً. فالشعر بين يديه عودٌ يرسل الألحان ويسبق الأوتار، ويطلق الحزن مُغنّى... «بم التعلل ولا أهل ولا وطن»؟

مشكلته أنَّه كان يدرك كل ذلك منذ أن وطأ ساحة الأوزان أوائل عشرينياته. «أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي»، «الخيل والليل والبيداء تعرفني». أنا أمدح كافور، ثم أنا أبعثرهُ في التاريخ بقايا قصيدة هجائية تدرس لمن رام شيئاً من العلم في فنون وجنون الهجاء.قاعدة لا تتغير: المهم هو الشعر. الشعر الهاطل في الصحراء ندًى يغالب الفيافي والغبار. مدح 50 وهجا 50 واحرّ قلباه فقط، في عتاب سيف الدولة، أكثر من عرف أهمية شاعره. لن يعطيه أبو الطيب مجد العمر فحسب، بل سوف يجعله العنوان الأول في ديوانه دوام العصور.

طاعت له لعبة العظمة وطابت. وراح يسنّ السُّنن وهو ذاهب أو عائد من لَدُن «زعيم» ما: فالموت أعذر لي، والصبر أجمل بي، والبرُّ أوسع والدنيا لمن غلبا. ولم يعد أبو الطيب يكتفي بكرسيه في الشعر فراح يطلب الفروسية في السيف. وما اكتفى، فكان أن زيّن له ادِّعاء النبوة. وراح يطوف بنفسه من ديار إلى ديار كي ينسى الناس أن والد هذا الطيّب، كان فقيراً يبيع الماء في أسواق الكوفة:فلا تحسبنَّ المجد زقاً وقينة

فما المجد إلا السيف والفتنة البكر

وفوق كل ما أراد وما طلب، طلب الثورة مع القرامطة. وحاذر أن يتبذل فكتب أجمل الغزل من خلال المدائح. يوماً تراه في نجد يسأل: أطويلٌ طريقنا أم يطول؟ ويوماً تراه في الرملة بفلسطين أو في طبريا أو في بعلبك. ومن طلب العلا يا صاح، سهر الليالي.

لم يترك شيئاً أو فناً لم يكتب فيه. ولم يكتب شيئاً إلا وأدخل فيه الفخر والاعتزاز. وللذين كانوا يعيّرونه بالسَّقاء بائع المياه قال:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي

وبنفسي فخرت لا بجدودي

أليس هو القائل أيضاً: وما الدهر إلا من رواة قصائدي؟ طبعاً طبعاً وإلا ماذا كان الدهر لولا هذه المهمة؟ مجرد دهر لم يمرّ بأبي الطيّب، ولم يلتقِه يجوب الآفاق حاملاً عرشه على كتفيه بدل أن يرتاح إليه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وَمَا الدَّهر وَمَا الدَّهر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab