بقلم - سمير عطا الله
أوائل الستينات كنا وفداً صحافياً في قبرص. وقد أقام لنا سفير #لبنان
، شحادة الغصين، غداء تكريمياً. وكان في الحفل فتى في حوالى الثانية عشرة، في طقم كحلي، وربطة عنق، قدّمه لنا على أنه ابن شقيقته أمين. #أمين معلوف. وأضاف، بين التباهي والتواضع، أمين رشدي المعلوف. كان اسم الأب يومها علماً من أعلام لبنان. وكانت زاويته "مختصر مفيد" في "الجريدة" اولى الزوايا. يكتبها كما يدرّس الموسيقى الكلاسيكية في "الكلية الأهلية": سهل، فربوة، فهضبة، فذروة الموسيقى.بعد نحو عقد دخلتُ القسم الخارجي في "النهار" فوجدت خلف المكتب قبالتي فتى الثانية عشرة وربطة العنق، وصارت الغرفة، الى فؤاد مطر وعبد الكريم أبوالنصر، وأنا ونجل رشدي المعلوف، الذي اصبح في الثانية والعشرين، باسماً وحسيباً وقليل الكلام.تلك كانت بداية امين معلوف في الصحافة. أما والده، الذي اصدر يومية "الصفاء" في تلك الفترة، ثم اغلقها تحت ثقل الديون، فقد عاد كاتباً في "النهار" وفي الإذاعة اللبنانية، وحيثما تسنّى له تسديد الديون. حفظ امين من تجربة الأب أنها مغرية ومكّارة. مغرية، كاتباً وصاحب صحيفة. ومخادعة في الحالتين. وفي صمته وتهذيب الأب، سوف يمضي المرحلة الأولى في تدبير عملية الهرب الكبير من المهنة. ليس من الكتابة، بل من الصحافة.كنتُ...