«ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا»
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

«ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا»

«ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا»

 العرب اليوم -

«ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا»

بقلم - إنعام كجه جي

مع نهاية كل عام، تستعرض قنوات التلفزيون الأجنبية مقاطع من المشكلات والهفوات التي وقعت أثناء تسجيل البرامج، أو عند تقديم نشرات الأخبار مباشرة على الهواء. يمكن لنوبة سعال أن تعترض كلام المذيع. أن تخطئ مقدمة البرنامج في اسم ضيفها وتخاطبه باسم مختلف. أن تثورَ ضيفةٌ وتشتم المذيعَ وتغادر الأستوديو. وتبقى أمتع المواقف تلك التي يسيطر فيها الضحك على واحدة من المذيعات دون أن يعرف المتفرج السبب. والمثل عندنا يقول إنَّ الضحك بلا سبب من قلّة الأدب. لكن مفهوم الأدب فضفاض ويتبع ثقافات الشعوب.

مثل النوم، الضحك سلطان. لا فرار منه إذا أطبق عليك. حالة يفقد فيها المرء سيطرتَه على عضلات وجهه فيستمر فيها دون توقف. يحاول أن ينضبطَ ويلتزمَ هيئة وقوراً. لكنَّ القهقهةَ تعاوده حتى يغصّ وتدمع عيناه. نوبات يسمّيها الفرنسيون «الضحكات المجنونة». ويقول قدماؤنا إنَّ فلاناً: ضحكَ حتى استلقَى على قفاه.

لا يذكر، صاحبنا، أنَّه تمادى في الضحك حدّ الاستلقاء على القفا. ولا متى كانت آخر مرة «فرفحت» فيها روحه حتى وصلت أصداؤها إلى الجيران. لكنه لا ينسى حلقة الأصدقاء الذين اعتاد أن يشاركهم جلسات المرح والبهجة الصافية. «ساعات مسروقة من عمر الزمن». وليس الزمن هو ما ضاع، بل تلك الصحبة التي تفرّق شملها في القارات، فوق الأرض وتحت الأرض.

فحصته الطبيبة الفرنسية باهتمام. قاست الوزن والضغط ومرّت بالسمّاعة على قلبه وظهره. قالت له إنَّ سبب الضيق الذي يشعر به هو خطأ في التنفس. أنت لا تسحب الشهيق بشكل كامل ولا تزفره كما يجب. أوصته بجلسات للتدريب على التنفّس الصحيح. يبتسم بأسى ويكاد يعترف لها بكلّ العادات الخطأ التي يعاقرها. جئناكم بعللنا التي لم تخطر على بال نطاسيّ منكم. كانت أنفاسنا، في تلك البلاد، محسوبة علينا حتى احتبس الشهيق واختنق الزفير.

تحدّثه الطبيبة، أيضاً، عن العلاج بالضحك. تكتب له عنوان حلقات تمارس هذه الرياضة المفيدة. يقصد أفرادها الحدائق العامة ويقهقهون بملء رئاتهم في الهواء الطلق. لا يهم أن تكون مسروراً بالفعل أو منكمشاً محزوناً. إن الضحك عدوى. ترى الآخرين يمارسونه فتجاريهم بضحكة مصطنعة فاترة، سرعان ما تتحوّل إلى حقيقية. تنسى التوتّر ووطأة العمر. «وضحكنا ضحك طفلين معاً». نصف ساعة تكفي لأن ست الحبايب كانت تتوجس إذا داهمها الضحك مع جاراتها. تمسح وجهها وتقول: «ربّ اجعله خيراً». ليس أكثر مدعاة للحزن من أن يكون الفرح شبهة. يتذكّر أيضاً أن دجّالاً في سوق البلدة اخترع حبوباً للسعادة. أوهم البسطاء بأن حبة قبل الطعام تزيل الغمّ وتجعل الدنيا ورديّة. واليوم تباع تلك الحبوب في الصيدليات أو عبر «أمازون»، ويسمونها مضادات الكآبة. وفي الأخبار أن المنطقة العربية تستهلك النسبة الأعلى منها. ألهذا السبب بتنا نحتاج وزارات للسعادة؟

رمى العنوان حال مغادرته عيادة الطبيبة. إن القوم هنا مدلّلون. لديهم حلقات علاجيّة تعليمية لأتفه الأعراض والأغراض. هناك، مثلاً، دروس لتعلّم طريقة تفريش الأسنان. ودورات لكيفية التعامل مع إفرازات الكلاب الأليفة. وحصص لطرق تغليف الهدايا. وهو لن يلتحق بحلقات الضحك لأنه لا يرى نفسه من القوم المدلّلين. سيمشي في الحديقة التي منع اللئام التدخين فيها ويقرأ بصوت خافت محفوظاته من القصائد التي يحبّ. تلك وحدها ما يعينه على استعادة هدأته.

يقول الجواهري:

هنا الخيالُ كصافي الجوِّ منطلقٌ

صافي المُلاءَةِ ضحّاكُ الأساريرِ

... على أمل أن يستقرّ العام الجديد على برّ أمان.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا» «ولكنّهُ ضَحِكٌ كالبُكا»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 01:59 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

من وحي تهنئة رئاسية

GMT 14:40 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مصطفى كامل يرد على تصريحات حميد الشاعري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab