الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

 العرب اليوم -

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

بقلم - سليمان جودة

كان الظن في بداية خروج طلاب جامعة هارڤارد الأمريكية في مظاهرات رافضة لاستمرار الحرب على قطاع غزة، أن الموضوع لن يتجاوز هارڤارد باعتبارها أعلى جامعات بلاد العم سام من حيث مستواها بين جامعات العالم. ولكن تبين أن هذا الظن خاطئ، لأن المظاهرات نفسها سرعان ما انتقلت إلى جامعة بنسلڤانيا.

 

وما إن خرج طلاب بنسلڤانيا في مظاهراتهم الرافضة لاستمرار الحرب، حتى كان طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك قد خرجوا هُم أيضاً.

وبدا الأمر وكأنه عدوى تنتشر بين الجامعات، وبدت الشرطة الأمريكية وهي تفض المظاهرات وتدعو أصحابها إلى الانخراط في دراستهم، وكأنها تحاصر حريقاً لا تكاد تطفئه في مكان حتى تكتشف أن ألسنته امتدت إلى مكان آخر.

وفي وقت من الأوقات وصل عدد الجامعات الأمريكية التي خرج طلابها إلى نحو الأربعين، وكانت هناك توقعات دائمة بأن تنضم جامعات أخرى، وألا يهدأ الطلاب حتى تتوقف الحرب، أو حتى تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن مد إسرائيل بالسلاح، في أقل القليل.

لاحظ هنا أن هؤلاء الطلاب ليسوا فلسطينيين في غالبيتهم الكبيرة، ولا هم عرب، ولا هم مسلمون، ولكنهم طلاب وفقط، وإذا شئت قلت إنهم بنو آدميين وفقط.. إنهم متعاطفون مع المدنيين والنساء والأطفال في غزة، لأن كل واحد فيهم إنسان، لا لأنه فلسطيني، ولا لأنه عربي، ولا بالطبع لأنه مسلم، وهذا ما جعل الرابطة بين الطلاب في الجامعات الغاضبة أقوى من أن تقف أمامها الشرطة في الولايات المتحدة.

منذ وقع هجوم 7 أكتوبر، وما تلاه من جنون وتوحش من جانب إسرائيل تجاه أبناء القطاع، وهناك دائماً رأي يقول إن تداعيات الهجوم السيئة على غزة وأهلها أكبر من كل فائدة له يمكن رصدها.. والحقيقة أن هذا صحيح على وجه من الوجوه، لأن غزة منذ عدوان إسرائيل عليها في أعقاب الهجوم لم تعد فيها طوبة فوق أخرى.

غير أن هذا المشهد في الجامعات الأمريكية الغاضبة يحمل بعضاً من العزاء لأهل فلسطين الذين داسهم العدوان الإسرائيلي في طريقه وسوى بهم الأرض.

لقد جاء علينا وقت في مرحلة ما قبل هجوم السابع من أكتوبر كنا نرى فيه أن قضية فلسطين لم تعد تصادف اهتماماً من أحد، وأنها تقريباً ماتت، وأنها بعد أن كانت على رأس جدول لقاء أي زعيمين لم تعد كذلك، وإنما صارت في ذيل قائمة الأولويات.

وكان هذا صحيحاً إلى مدى بعيد، لكن بعد هذا العدوان، استيقظت القضية كما لم تستيقظ من قبل، وتشكل وعي بها لم يكن له وجود من قبل، وكان خروج طلاب الجامعات الأمريكية هو ذروة هذا الوعي على المستوى الدولي لا الوطني هنا ولا الإقليمي من حولنا.

لم يتوقف الوعي عند حدود طلاب الجامعات وحدها، وإنما امتد إلى مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك.. كان ذلك عندما تقدمت الجزائر تطلب العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة، وقد جرى تقديم الطلب من جانب الجزائر باعتبارها العضو العربي في المجلس، وتم عقد جلسة للمجلس لمناقشته بالتوازي مع تنامي الوعي الطلابي من جامعة إلى أخرى، وكانت النتيجة أن دولة واحدة من الدول الأعضاء في المجلس هي التي استخدمت حق الڤيتو، وكانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة، وكان تصرفها طبيعياً ومتسقاً مع انحيازها طول الوقت مع إسرائيل.

من قبل كانت عدة دول لا دولة واحدة تستخدم حق الڤيتو ضد الموضوع، وبالتالي، فنحن أمام تطور في الوعي بالقضية وبضرورة طرح حل عادل لها.. وقد صار للوعي مستوياته المتعددة، وهذا في حد ذاته مكسب سياسي ضخم، ولكن الأهم منه أن يعرف أهل القضية في فلسطين وفي المنطقة كيف يمكن توظيفه بالبناء عليه.

arabstoday

GMT 00:44 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 00:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 00:36 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 08:40 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة
 العرب اليوم - منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

GMT 12:01 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

أرسنال يعلن عن وفاة نجمه السابق كامبل

GMT 03:57 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

قصف روسي على مدينة بولتافا الأوكرانية

GMT 02:49 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

جرائم ولا عقاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab