بقلم: سليمان جودة
ماذا يجمع بين هذه الأسماء الخمسة: بيل جيتس، وارين باڤيت، ستيڤ جوبز، مارك زوكر بيرج، ثم إيلون ماسك؟.
جميعهم أمريكيون نشأوا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كان بينهم أحد غير أمريكى فهو حاصل على الجنسية الأمريكية ويتحرك بها فى أنحاء العالم.. إن ستيڤ جوبز مثلًا ذو أصل سورى، وأبوه من مدينة حمص السورية، ولكنه عاش ومات أمريكيًّا.. كما أن إيلون ماسك كندى الأصل، ولكن جنسيته الأمريكية حاضرة تلازمه فى كل مكان.. ولكن ليس هذا هو الموضوع.. فهل الموضوع أنهم مختلفون فى أعمارهم اختلاف الليل عن النهار؟.. لا.. ليس هذا هو الموضوع، رغم أن مارك زوكر بيرج فى الأربعين، بينما وارين باڤيت فى الرابعة والتسعين.
الموضوع أنهم مؤثرون فى العالم إلى درجة يراها كل واحد منّا بالعين المجردة ويلمسها بيده.. والموضوع الأهم أن تأثيرهم فى حياة المليارات من البشر على اتساع الأرض ليس راجعًا إلى أنهم أصحاب مناصب خطيرة أو كبيرة فى بلاد العم سام.. فليس من بينهم رئيس، ولا وزير، ولا صاحب منصب فى الأمن القومى مثل هنرى كيسنجر على سبيل المثال.. إنهم جميعًا أصحاب أعمال حُرة، وهى ليست أى أعمال، ولكنها أعمال تكنولوجية فى الغالب.. ولأنها ولأنهم كذلك، فإنها وإنهم متماشون مع طبيعة العصر، ويؤثرون فى الناس كما لا يؤثر أكبر سياسى فى العالم.
قد يكون باڤيت اشتهر بأعمال الخير التى يتبرع لها فى أركان الأرض، وفى القارة السمراء بالذات، وقد يكون اشتهر بأنه يشارك بيل جيتس فى هذا الاتجاه، وقد تكون ميلندا زوجة جيتس قد شاركتهما الأعمال نفسها.. ولكن ليس هذا هو موضوع جيتس الأساسى لأن موضوعه هو شركة مايكروسوفت بكل مساحتها التى تحتلها فى القلب من تكنولوجيا العصر.
وقد يكون ماسك قد طلب ذات يوم أن يبارز مارك ليرى المتابعون أيهما سوف يغلب ويفوز، ولكن المبارزة التى لم تتم بينهما ليست هى موضوعنا ولا موضوعهما الأساسى، وإنما الموضوع أن الأول صاحب منصة إكس التى كانت تويتر فى السابق.. أما الثانى فهو صاحب فيسبوك، الذى لا يكاد يوجد إنسان خارج قبضته!.
لسان حال الخمسة يقول إن السياسة ليست هى الحاكمة الحقيقية فى العالم.. أو إنها لم تعد كذلك.. وإذا شئت فراجع حظ كل واحد فيهم من الحضور فى حياة الناس