التطرف ملة واحدة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

التطرف ملة واحدة!

التطرف ملة واحدة!

 العرب اليوم -

التطرف ملة واحدة

بقلم - سليمان جودة

ما أشبه ما يقوله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب هذه الأيام، بما كان الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي يقوله، عندما كان مرشحاً في السباق الرئاسي ينتظر النتيجة!
كان ذلك في صيف 2012، وكانت الانتخابات الرئاسية قد جرت في جولتها الأولى بين سبعة مرشحين، ثم انطلقت الجولة الثانية بين مرشحين اثنين، هما الفريق أحمد شفيق، المرشح المستقل، والدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة «الإخوان».
ومن مؤشرات الجولة الأولى كان واضحاً أن الأصوات في الجولة الثانية بين شفيق ومرسي سوف تتقارب، وأن الكفة الراجحة ستكون في الغالب من نصيب الفريق شفيق، أو هكذا بدت الصورة من خلال تفاصيلها المنشورة أمام كثيرين.
وكانت الفترة السابقة على إعلان النتيجة مدهشة حقاً، وكان أغرب ما فيها موقف الولايات المتحدة المعلن على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون.
فالسيدة كلينتون كانت تستعجل إعلان النتيجة، وكانت خلال اليومين السابقين على إعلانها تترقب وتنتظر، وكان الترقب على قسمات وجهها وفي تصريحاتها من نوع فريد تماماً كانتظارها، وكان ذلك يظهر في عباراتها الداعية إلى سرعة الإعلان عن الفائز بأي طريقة، ولم يكن من الصعب على الذين تابعوا تصريحاتها في وقتها، أن يلحظوا ميلها الواضح إلى طرف دون طرف في السباق الذي جرى.
وقد بلغ بها الانحياز إلى مرشح الجماعة الإخوانية، حد أنها كادت تطلب من الجهة التي ستعلن النتيجة، الإعلان عن فوز مرسي بالذات!
كان هذا واضحاً جداً فيما كانت تقوله وتصرّح به ساعة من بعد ساعة، ولولا الحرج السياسي لكانت قد دعت إلى الإعلان عن فوز محمد مرسي صراحة ومن دون مواربة، ولم يكن هذا غريباً على كل حال لمن كان يتابع الأمور من بداياتها، ولا كان غريباً على إدارة الرئيس باراك أوباما، التي كانت منذ بداية ما يسمى الربيع العربي تميل إلى جانب الجماعة ولا تخفي انحيازها لها!
ولكن الأغرب حقاً هو موقف مرسي نفسه، الذي التقى المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم في البلاد وقت إجراء الانتخابات.
جانب من اللقاء أُذيع بالصوت والصورة في مشهد من مسلسل «الاختيار» الذي أذاعته القنوات المصرية في رمضان هذه السنة، ولأنه مشهد طبيعي لا تمثيل فيه، فلقد كان موحياً بكل ما في الإيحاء من قوة، وبكل ما كان فيه من مفاجأة بالنسبة لكثيرين من المشاهدين الذين تابعوا المسلسل.
كان مرسي يحذر المشير خلال اللقاء بينهما، من أن عدم فوز مرشح لـ«الإخوان» في السباق سيسبب مشاكل كبيرة في البلد، وكان المشير لا يكاد يصدق ما يسمعه، ولأنه لم يكن يصدق ما يسمعه كمسؤول عن البلد وقتها، فإنه كان يسترجع مرسي الذي كان يعود فيقول المعنى ذاته من جديد ولكن في عبارات مختلفة، وبشكل كان يحمل في طياته تحذيراً من عنف سيقع، لو أنه لم يكن هو الفائز، ولو أن شفيق كان هو الفائز!
وكان هذا هو التطرف السياسي بعينه في أعلى معانيه، وإلا، فما هو التطرف من هذا النوع، إذا كان مرشح «الإخوان» يرى نفسه الفائز الوحيد في السباق الرئاسي ولا يرى سواه، وإذا كان يتصرف على طريقة إما أن أفوز، وإما أن يكون العنف في مواجهة الناس هو البديل؟!
وكان المعنى أن الجماعة لم تكن تعترف بفكرة المنافسة في الانتخابات ولا كانت تقرّ بها، وكانت تخوضها مع مرشح منافس على سبيل الشكل لا أكثر.
وقد كان هذا التطرف هو الذي قاد حكم الجماعة إلى السقوط، ولكن سقوطها قصة أخرى ليست موضوعنا في هذه السطور، وما يهمنا هنا هو ما كان مرشحها يردده عن يقين في داخله، من دون أن ينتبه إلى أن المجلس العسكري الذي كان يحكم، لم يكن هو الجهة المشرفة على الانتخابات، ولا كان هو الجهة التي سيكون عليها أن تعلن ما تقوله أوراق الصناديق أمامها!
شيء من هذا تجده بالضبط في حالة الرئيس ترمب، الذي يقف في انتظار ما سوف تكشف عنه التحقيقات فيما وجدوه داخل مقر إقامته من أوراق رسمية.
إننا نعرف أن قوات من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي داهمت المقر في ولاية فلوريدا، وخرجت منه بعدد من الصناديق التي تحوي 11 ألف وثيقة كان هو يحتفظ بها، ومن التحقيقات الأولية تبين أن من بينها 48 وثيقة رسمية سرية!
ولكن الرئيس ترمب لا يزال يجادل في أهمية المضبوطات، ويرى أنه إذا كان قد مر بالبيت الأبيض رئيساً فإن هذا يمنحه حصانة ضد الملاحقة!
ولو كان يرى ذلك على مستواه الشخصي وفقط، ما كان في الأمر مشكلة، ولكان من السهل التعامل معه باعتباره رئيساً سابقاً ضمن رؤساء أميركيين سابقين مثله لا يزالون مثله على قيد الحياة.
ولكن المشكلة هي أنصار له ليسوا أقل تطرفاً في تصورهم لطبيعة العمل السياسي، وهو لا يجعل مناسبة تمر إلا ويلوّح فيها بهؤلاء الأنصار، الذين كانوا وقوداً سياسياً يوم تسلق بعضهم جدار الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) قبل الماضي.
وقبل أيام خرج الرئيس ترمب يصرح للإعلام بما لم يكن يصرح به في السابق، فقال، إن إدانته في قضية مضبوطات مقر إقامته سوف تسبب مشكلات للبلاد لا مثيل لها!
ورغم أنه لم يعاصر حكم مرسي وجماعته، ولم يكن في البيت الأبيض وقتها، فإنه يردد ما كان مرشح «الإخوان» يردده بالضبط، ولو أنت رفعت اسم ترمب من هذه العبارة التي يتحدث فيها عن عواقب إدانته، ثم وضعت اسم مرسي في مكانه، فسوف لا يختلف الحال، وسوف يلتبس عليك الأمر، وسوف لا تعرف ما إذا كان المتحدث هو ترمب في واشنطن هذه اللحظة، أم أنه مرسي في القاهرة قبل عقد من الزمان.
ففي وقت مرشح الجماعة، كان المشير يسمع كلامه الذي يهدد فيه بعواقب عدم فوزه، ثم يتساءل لا بد بينه وبين نفسه عما ستفعله لجنة إعلان النتيجة، إذا ما كان الفائز أمامها هو شفيق بالفعل لا مرسي؟!
وفي وقت ترمب يتساءل المدعي العام الأميركي بالضرورة وهو يتولى التحقيق في القضية، عما سيفعله إذا كانت التحقيقات ستنتهي بالفعل إلى إدانة الرئيس السابق، من دون أن تكون الإدانة منطوية على ظلم له، ولا على أي درجة من التجني عليه.
التطرف السياسي في الحالتين ملة واحدة، ويكاد يكون صورة متطابقة بالكربون، رغم أن بين الحالتين عشر سنوات من عمر الزمان!
ولا فرق بين أن يكون المتطرف والحال هكذا، هو ترمب الذي قضى سنوات أربعاً في البيت الأبيض، أو أن يكون هو مرسي الذي عاش في القصر سنة واحدة!

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطرف ملة واحدة التطرف ملة واحدة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab