ليس لسواد عيونه

ليس لسواد عيونه

ليس لسواد عيونه

 العرب اليوم -

ليس لسواد عيونه

بقلم - سليمان جودة

من المهم أن نتابع ما يجرى بشأن النيجر هذه الأيام، ليس فقط لأنها دولة قريبة منا بحكم موقعها جنوب ليبيا، ولا حتى لأنها تشاركنا الانتماء إلى القارة السمراء، ولكن لأنها تحولت فجأة من كونها إحدى دول الساحل والصحراء الخمس، إلى أهم دولة في القارة كلها تقريبًا.

وبالطبع.. فإن وجود اليورانيوم في باطن أرضها بكميات كبيرة، يمنحها أهمية لا شك فيها، لأن مفاعلات توليد الطاقة نوويًا في فرنسا تعمل على اليورانيوم، ولهذا، فإن باريس قد أصيبت بما يشبه الجنون، عندما عرفت بنبأ الانقلاب الذي وقع هناك ضد الرئيس محمد بازوم يوم ٢٦ يوليو.

وكان بازوم يوصف في العادة بأنه رجل فرنسا في بلاده، وعندما تكون هذه إحدى صفاته التي كان الوسط السياسى الفرنسى يتداولها، فمعنى ذلك أنه كان صاحب توجه سياسى غربى في سياساته، وأنه كان أقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفائهما منه إلى روسيا.

والمشكلة أن الرجل الذي تولى السلطة من بعده كشف عن توجه سياسى معاكس، وكان من علامات هذا التوجه أن الذين تظاهروا معه من مواطنيه رفعوا أعلام النيجر وروسيا معًا.. ولم يكن هذا من الحكمة السياسية في شىء، لأن الكشف عن التوجه نحو الروس قد أكسبه عداء الغرب كله، ولأن رفع الأعلام الروسية قد استفز واشنطون لأقصى حد، فلم يعد لها همّ إلا الإفراج الفورى عن بازوم المحددة إقامته، وإلا العودة إلى المسار الدستورى السابق على مجىء عبدالرحمن تيانى، رئيس المجلس العسكرى الحاكم، الذي حل في محل الرئيس بازوم.

ومع كل صباح يشعر هذا المجلس بأن الخناق يضيق حول رقبته أكثر، لأن دول غرب إفريقيا التي يضمها تجمع «إيكواس» والتى يصل عددها إلى ١٥ دولة إفريقية، صارت تشارك الولايات المتحدة والغرب عمومًا رغبته في إعادة بازوم، ولم يتوقف «إيكواس» عند هذا الحد، ولكنه عقد اجتماعًا في نيجيريا بكامل أعضائه وطرح حلًا سياسيًا للأزمة، ولم يستبعد التدخل لإعادة الرئيس السابق بالقوة، وأعلن عن البدء في تحريك قوة الاحتياطى التي يملكها.

ولم تشأ واشنطون أن تخفى دعمها لـ «إيكواس»، فأعلنت ذلك صراحةً على لسان وزير خارجيتها أنتونى بلينكن.

ولو أن السلطة الجديدة لم تعلن عن قربها من موسكو، ما كانت الولايات المتحدة قد تحركت، وما كان الجنون قد أصاب فرنسا، وما كان بازوم قد اكتسب هذا الوزن السياسى لدى كل هذه الأطراف التي تقاتل لإعادته، ليس لسواد عيونه بالتأكيد، ولكن لأن الأطراف الغربية كلها ومعها دول «إيكواس»، لا تطيق رؤية الروس في النيجر، ولا تحتمل وجودهم هناك.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس لسواد عيونه ليس لسواد عيونه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab