احتلال جديد أم استعمار معاصر

احتلال جديد أم استعمار معاصر؟!

احتلال جديد أم استعمار معاصر؟!

 العرب اليوم -

احتلال جديد أم استعمار معاصر

بقلم - فاروق جويدة

ينتابنى إحساس غريب أن المؤامرة اكبر مما نرى، منذ سنوات بعيدة حصلت الدول العربية على استقلالها من الاحتلال والاستعمار الأجنبى وخاضت الشعوب العربية معارك طويلة حتى حررت أراضيها واستعادت إرادتها .. كلنا يذكر تلك الأيام حتى لو أسقطها البعض من صفحات التاريخ واستبدل بها القصص والشعارات ورغم ذلك مازالت رموز الأمة تعيش فى وجدانها.

ـــــــ لم تنس مصر عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول ولم تنس الجزائر عبدالقادر الجزائرى وجميلة بوحيريد والمقاومة الجزائرية .. ولم تنس ليبيا عمر المختار والسنوسى.. لقد كانت هذه الرموز علامات فى تاريخ شعوبها وكانت مواكب التحرير التى تجسدت فى ظهور زعامات جديدة فى معظم الدول العربية، وفى هذا المناخ أطلت علينا أحلام الوحدة والقومية العربية وعاشت الشعوب العربية فترة من أزهى فترات التقارب والانتماء، فكانت مشروعات الوحدة وإن تعثرت وكانت نهضة التعليم بكوادر مصرية فى معظم الدول العربية، وكانت ثورة التعريب فى دول شمال إفريقيا .. وهنا شهد العالم العربى ثورة البترول وكانت اكبر تحول فى تاريخ الشعوب العربية ورغم كل ايجابياتها فإنها كانت سببا فى عودة حشود الغرب التى تدفقت على الدول العربية تحت ستار البحث والتنقيب والاستثمار .. وشهدت الدول العربية أضخم ما عرفت من الأموال .. ومع حشود الغرب التى عادت مرة أخرى تحت شعارات واتفاقيات كان ظهور أكبر كارثة زرعها الغرب فى قلب العالم العربى وهى إسرائيل وما حملته معها من الأهداف والمشروعات والأطماع والمخاوف ..

ـــــــ إن الغريب فى الأمر أن هذا الكيان الضخم الذى يسمى الأمة العربية شهد مراحل انهيار وانقسام وتشتت وصلت به إلى واقع من غياب الرؤى واختلال الموازين وهنا أتوقف عند نقاط محددة:

> أولاً: حين أنظر الآن إلى خريطة العالم العربى وأقارن ما بين معارك الاستقلال والحرية وما نراه الآن من مظاهر السقوط وما يتجسد من إعادة احتلال أجزاء من دول عربية كانت مستقلة يحزن الإنسان من وجود قوات أمريكية فى قواعد عربية .. إن هناك أكثر من دولة عربية توجد فيها الآن قوات وجيوش وقواعد أمريكية .. إن فى العراق قواعد منذ احتلاله فى ٢٠٠٣ وفى سوريا قواعد أمريكية وإيرانية وروسية، وفى السودان حربا أهلية، وتوجد جماعات دينية مثل حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن، وحزب الله فى العراق وسوريا، وهناك قوات أجنبية فى دول أخرى فى صورة قواعد عسكرية.

> ثانياً: إن البترول وهو أعظم وأكبر ثروات العصر تحول إلى وسيلة لفرض الوصاية وتأكيد التبعية ورغم الإنجازات التى حققتها بعض الدول العربية من ثمار البترول فإنه تحول فى أحيان كثيرة إلى وسيلة ضغط ووصاية.

> ثالثاً : إن إسرائيل التى زرعها الغرب فى قلب العالم العربى تحولت إلى وسيلة إرهاب وتخويف ومطامع وكان امتلاكها وهى الكيان الصغير السلاح النووى اكبر عملية ترويع للشعوب العربية، وما حدث فى حرب غزة أخيرا من القتل والدمار أكبر دليل على وحشية هذا الكيان، خاصة أن إسرائيل تحدت العالم كله وارتكبت جرائمها دون حساب لأى شيء..

> رابعاً : كانت حشود القوات الأجنبية التى تدفقت إلى الدول العربية خاصة أمريكا التى جاءت وشاركت فى دمار غزة ثم أعلنت الحرب على الحوثيين فى اليمن مع قوات إنجليزية ثم قامت بتشكيل قوة عسكرية لحماية البحر الأحمر وباب المندب ،ثم كان العدوان على سوريا والعراق أخيرا.. كان ذلك يمثل استخفافا بالشعوب العربية صاحبة الأرض والمكان وكأنه نوع من الوصاية أمام عالم غربى محتل ومغتصب..

> خامساً : لقد اقتصرت المشاركات العربية فى كل ما جرى من الأحداث على وقف القتال فى غزه وإطلاق سراح الرهائن وهى فى الحقيقة تخدم إسرائيل التى خسرت الحرب أما العالم العربى فبقى مقسما لا يملك من أمره شيئا..

> سادساً : من حيث المبدأ فإننى لا أتصور أن توجد قوات أجنبية فى أى أرض عربية حتى لو حملت شعارات التعاون والصداقة والحماية لأن ما فعلته أمريكا وشركاؤها بجانب إسرائيل فى الشعب الفلسطينى يتعارض مع كل ثوابت الصداقة والتعاون وهو حرب معلنة .. وكان ينبغى أن يكون العدوان على غزة بهذه الوحشية وقفة للعالم العربى مع مصالح أمريكا والغرب وهى بلا حدود .. إن عودة الاحتلال بوجهه البغيض إهانة للتاريخ والعروبة وكرامة الشعوب..

> سابعاً : لا أتصور بعد أن تتوقف حرب غزة ألا تكون هناك وقفة عربية شعوبا وحكومات مع أمريكا وحلفائها فى لحظة حساب تتم فيها مراجعة المواقف والأحداث، بحيث يقرر العالم العربى انسحاب القوات الأجنبية من الدول العربية المحتلة، وأن توقف الدول العربية كل مشروعات التطبيع كشرط لإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وان تتقدم أمريكا ومعها إسرائيل والاتحاد الأوروبى بمشروع لإعادة بناء ما خربته الحرب فى غزة أسوة بمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية، وقبل هذا كله تعويض ضحايا غزة من المدنيين الأبرياء من حق الدول العربية بل من واجبها أن تراجع حساباتها مع أمريكا وحلفاءها فيما حدث فى غزة وتهميش الدول العربية فى كل ما جرى..

ـــــــ إن أمريكا حتى الآن هى التى تدير الحرب على غزة وهى التى قدمت التكنولوجيا الحديثة إلى إسرائيل لكى تستخدمها فى قتل المدنيين من النساء والأطفال، وهى التى تصر على الإفراج عن الرهائن مع الاستمرار فى الحرب، وهى التى تقدم كل ألوان الدعم لإسرائيل وبعد ذلك كله مازالت تتحدث عن مصالحها فى الدول العربية وضرورة التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج حتى لو لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقه فى الأرض والوطن ..

ـــــــ إن أمريكا تمارس الاحتلال بصورة عصرية تختلف عن عصور الاحتلال القديم إنها تسيطر على منابع البترول وتجوب فى المياه العربية بلا حساب وهى تجد فى إسرائيل وريثتها الشرعية فى الوحشية وامتهان حقوق الإنسان ألا يتطلب ذلك وقفة من العالم العربى شعوبا وحكومات من أجل استعادة القرار العربى والكرامة العربية؟!.. إن الجيوش الأجنبية التى عادت تتجول فى الأرض العربية امتهان للكرامة واستخفاف بالإرادة وعودة لعصور من التبعية ودعتها الشعوب العربية منذ زمن بعيد وأصبحت فى حاجة إلى أن تطالب باستقلالها وسيادتها.

..ويبقى الشعر

الليلةَ أجلسُ يا قلبِى خلفَ الأبوابْ

أتأمَّلُ وجهِى كالأغرابْ

يتلوَّن وَجهى ِلا أدْري

هلْ ألمحُ وجْهى أم هذَا.. وجهٌ كذابْ؟

مِدفأتِى تنكرُ ماضينَا

والدفُّء سرابْ

تيار النورِ يحاوِرُني

يهرب منْ عينى أحيانًا

ويعودُ يدَغدغُ أعصَابي

والخوفُ عذابْ

أشعُرُ ببرودةِ أيَّامي

مِرآتِى تعكِس ألوانـًا

لونٌ يتَعثرُ فى ألوانْ

والليلُ طويلٌ والأحزانْ

وقفتْ تتثاءَبُ فِى مَللٍ

وتدُورُ وتضْحكُ فِى وجْهِي

وتُقهقهُ تعلُو ضحْكتُها بينَ الجُدرانْ

>>>

الصَّمتُ العَاصِفُ يحمِلُنى خلفَ الأبوابْ

فأرى الأيامَ بلا مَعنَى

وأرَى الأشْياءَ.. بلاَ أسْبابْ

خوفٌ وضياعٌ فِى الطُّرقاتْ

مَا أسْوأَ أنْ تبقَى حيًا..

والأرضُ بقايا أمواتْ

الليلُ يحاصِرُ أيامِى..

ويدُورُ.. ويعبثُ فِى الحُجُراتْ

فالليلةَ ما زلتُ وحِيدًا

أتَسكَّع فِى صَمتِى حينًا

تَحملُنِى الذكرَى للنسيَانْ

أنتَشِلُ الحَاضِرَ فِى مللٍ

أتذكرُ وجْهَ الأرضِ.. ولونَ النَّاسِ

همومَ الوحدةِ.. والسَّجَّانْ

>>>

سأمُوتُ وحِيدًا

قَالتْ عرَّافةُ قريتنَا: ستُموتُ وحِيدًا

قد أُشعلُ يومًا مِدْفأتي

فتثورُ النارُ.. وتحرِقنِي

قد أفتحُ شبَّاكِى خوفـًا

فيجيءُ ظلامٌ يُغْرقنِي

قد أفتحُ بَابِى مهمُومًا

كيْ يدخل لصُّ يخنْقنِي

أو يدْخل حارسُ قريتِنا

يحمِلُ أحكَامًا وقضَايا

يُخطئ فى فهم الأحكامْ

يُطلِقُ فِى صَدْرِى النيرانْ

ويعُودُ يلملمُ أشلاَئى,

ويَظلُّ يَصيحُ على قبرِي:

أخطَأتُ وربَّى فِى الُعنوانْ

>>>

الليلةَ أجلسُ يا قلبْى.. والضَّوء شَحيحْ

وسَتائُر بيتِى أوراقٌ مزَّقها الرَّيحْ

الشاشةُ ضوءُ وظِلالٌ

و الوجهُ قبيحْ

الخوفُ يكبلُ أجْفانِى فيضيعُ النومْ

والبردُ يزلزلُ أعماقِى مثلَ البُركانْ

أفتحُ شـُباكى فِى صمتٍ

يتَسللُ خوْفِى يُغلِقُه

فأرَى الأشباحَ بكلَّ مكَانْ

أتناثرُ وَحْدِى فى الأركانْ

>>>

الليلةَ عدْنَا أغرابًا والعُمْر شتاءْ

فالشَّمسُ توارتْ فى سأمٍ ٍ

والبدرُ يجيءُ بغيرِ ضِياءْ..

أعرفُ عينيك ِوإنْ صرْنا بعضَ الأشلاءْ

طالتْ أيامِى أم قَصرتْ فالأمرُ سواءْ

قدْ جئتُ وحيدًا للدُّنيا

وسأرحَلُ مثلَ الغُرباءْ

قدْ أخْطئُ فهمَ الأشْياءْ

لكنى أعرفُ عينيكِ

فى الحـُزن سأعرفُ عينيكِ

فى الخَوفِ سأعرفُ عينيكِ

فى الموتِ سأعرفُ عينيكِ

عيناكِ تدورُ فأرصدُها بينَ الأطيافْ

أحملُ أيامَكِ فى صَـدْرِي

بين الأنقاضِ.. وحينَ أخافْ

أنثرُها سطراً.. فسُطورًا

أرسُمُها زمنـًا.. أزمانـًا

قدْ يقسُو الموجُ فيـُلقينِى فوقَ المجدَافْ

قد يغدُو العُمرُ بلا ضوءٍ

ويصيرُ البحرُ بلا أصدافْ

لكنى أحملُ عينيكِ

قالتْ عرافةُ قريتنَا

أبحرْ ما شئتَ بعينَيها لَا تخشَ الموتْ

تعويذة ُعمْرِى عَينَاكِ

>>>

يتسللُ عطرُك خَلفَ البابْ

أشعرُ بيديكِ على صدْري

ألمحٌ عينيكِ على وجْهِي

أنفاسـُك تحضنُ أنفاسِى والليل ظلامْ

الدفء يُحَاصِرُ مدفأتى وتدُورُ النارْ

أغلـِقُ شبَّاكى فى صمتٍ.. وأعود أنامْ

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتلال جديد أم استعمار معاصر احتلال جديد أم استعمار معاصر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab