بقلم:فاروق جويدة
ما حدث في الساعات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل يشكل بداية جديدة لمواجهة أوسع.. أكثر من 300 صاروخ أطلقها حزب الله، معظمها على تل أبيب.. وأعلنت قيادات الحزب أن ضرب بيروت يعني ضرب تل أبيب، وقد حدث ذلك.
كانت هناك مفاجأة أكبر عندما أعلنت إيران أن كل الأسلحة التي تستخدمها قوات حزب الله الآن من إنتاج الحزب، وأنها لا تقدم أسلحة لحزب الله. ونقلت الشاشات صور مصانع الأسلحة والصواريخ الضخمة التابعة لحزب الله .. هذا يعني أن الحرب قد تمتد، خاصة بعد أن وصلت مفاوضات وقف المعارك إلى طريق مسدود بين بيروت وتل أبيب بوساطة أمريكية.. إن امتلاك حزب الله إمكانات إنتاج الصواريخ، خاصة البعيدة المدى، سوف يغير الكثير من الحسابات، خاصة أن إسرائيل أفرطت كثيرًا في استخدام سلاح الطيران لتدمير المباني والمنشآت في كل المدن والقرى اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت.. إن إطلاق هذا العدد من الصواريخ على تل أبيب للمرة الأولى يؤكد أن المعارك دخلت مرحلة أخرى ، مما دفع أربعة ملايين إسرائيلي للهروب إلى الملاجئ أمام فشل المفاوضات وتغير الموازين ، وإصرار أمريكا على حسم المعارك لمصلحة إسرائيل.
مع دمار غزة ، يبدو أن الموقف سوف يزداد سوءًا وقد يشتعل أكثر إذا قررت إسرائيل، بدعم أمريكي، توسيع المواجهة لتشمل دخول إيران في الحرب. لقد أصبحت فرص وقف الحرب في لبنان وغزة ضئيلة أمام فشل المفاوضات، وربما يكون القادم أسوأ.
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تخوض فيها إسرائيل حربًا بهذه الضراوة؛ لأنها أقرب لحرب العصابات، وهو شيء جديد على الحروب الحديثة.