بقلم:فاروق جويدة
فى أيامه الأولى فى البيت الأبيض، أطلق الرئيس ترامب أكبر مفاجآته حين أعلن عن مشروعه بتهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر .. وهذا المشروع قُتِل بحثًا منذ سنوات، ودارت حوله مناقشات وحوارات كثيرة، وكان دائمًا يجد رفضًا كاملا من جميع الأطراف، خاصة الشعب الفلسطينى بكل فصائله وتوجهاته .. وكانت مصر دائمًا ترفض المشروع المشبوه وتعتبره إجهاضًا للقضية الفلسطينية .. ويبدو أن ما أعلنه الرئيس ترامب حول قضية التهجير استكمال لصفقة القرن التى بدأت فى عهده بالقدس ونقل السفارة الأمريكية إليها ، وكان ذلك اعترافًا بحق إسرائيل فى القدس .. ويبدو أن ترامب يريد أن يكمل الصفقة ، فقد أعطى إسرائيل الضوء الأخضر باقتحام الضفة، وما يحدث فى جنين الآن يؤكد أن ترامب أطلق يد إسرائيل فى إكمال مشروع صفقة القرن ما بين غزة والضفة، وأن مؤامرة التهجير آخر ما بقى من الصفقة..
إن مشروع التهجير ليس جديدًا، فقد كان دائمًا مطروحًا للبحث والحوار، ولكنه كان مرفوضًا عربيًا وفلسطينيًا، وكانت مصر ترفض مجرد الحديث عنه.. إن الذى شجع ترامب على أن يلقى الآن هذا المشروع هو الدمار الذى لحق بغزة، واليمين الصهيونى الذى يسعى لذلك، وقناعات راسخة لدى ترامب بأن إسرائيل دولة صغيرة ومن الضرورى توسيع مساحتها، وليس أمامها غير الأردن وسيناء..
إن تصريحات ترامب أدخلت المنطقة كلها فى صراعات لا أحد يعرف مداها، ولن تكون حرب غزة آخر المعارك، ولكن هناك جولات أخرى إذا رفض العرب صفقة القرن، وأصر الشعب الفلسطينى على أن يموت على أرضه.
الشعب الذى مات على أرضه لن يخرج منها، ولن يفرط فى شبر من ترابها.