بقلم - عبد المنعم سعيد
منذ ذهبت إلي الولايات المتحدة للدراسة إلا وهناك موضوع يتحدث عنه الأمريكيون، أحيانا من باب اليقين، وأحيانا أخري من نافذة الشك، وثالثة من زاوية السخرية. لفترة كان جهلي بمعنى UFO المتداول يجعلني انزوي خجلا. قبل أن ينتهي عقد السبعينيات من القرن الماضي جاء الهجوم من أفلام فضائية فيها حرب النجوم ولكن فيها أيضا اللقاء القريب مع مخلوقات فضائية. أخيرا عرفت أن الحروف الثلاثة هي الأولي من مفهوم «الأجسام الطائرة غير المعروفة أو Unidentified Flying Objects». صار الموضوع مستقرا بين الأحاديث الشعبية والأخبار المستمرة عن ظهور المخلوقات التي لم تكن تزيد في الصور عن بقع ضوئية والحيرة بشأنها. مؤخرا تردد أنه من الجائز أن ظهور هذه الأجسام بمثل هذه الكثافة، وفي الولايات المتحدة دون غيرها، ربما يعكس أجساما صينية يجري تجربتها للتجسس مثلما حدث مع البالونات التي قالت الصين إنها انحرفت في طيرانها حتى وصلت إلي السماوات الأمريكية عبر بحار ومحيطات. الغريب، وفي حدود ما أعلم، لم يصدر تقرير يقول للأمريكيين وبقية سكان الكوكب عن حقيقة هذا الموضوع.
ما طرح الموضوع مجددا وبجدية هذه المرة أن الموضوع برمته بات معروضا علي إحدى لجان الكونجرس الأمريكي التي أقرت أولا أن هناك أجساما فضائية غير معلومة؛ وثانيا أنها طلبت من المسئولين في الوكالات الأمريكية المختلفة أن ينشروا مزيدا من المعلومات والتفاصيل عن هذه الأجسام غير المعروفة. ضابط سابق في السلاح الجوي الأمريكي كشف عن اكتشافات بيولوجية غير بشرية تخلفت عن هذه الأجسام. مثل هذا كثيرا ما جاء على لسان شهود مختلفين في الأصل والمهنة. ما يحير في الموضوع أنه لا يوجد ما يماثل ذلك في بلدان أخري، أو أن البلدان الأخري لا تذيع ذلك باعتباره من الأسرار العليا؛ وبالنسبة لي فإنني لا أفهم لماذا تتجنبنا هذه الأجسام الطائرة، أو أنها موجودة ونحن نتجاهلها رغم أننا بلد الحضارة والعجب!.