المساومة …

المساومة …!

المساومة …!

 العرب اليوم -

المساومة …

بقلم - عبد المنعم سعيد

 كثيرا ما يستهجن تعبير «المساومة» فى المفاوضات بين أطراف متحاربة باعتباره مفهوما نفعيا أقل شرفا من الأهداف السامية التى يجرى القتال بشأنها، والتى فيها من السمو ما يجعل الإنسان على استعداد للتضحية بحياته. ولكن المفهوم تسلل إلى علم السياسة من خلال الاستعارة من علم الاقتصاد مع انتشار وتعميق العولمة التى وجدت من المساومة Bargaining أداة نافعة لتوسيع «الكعكة» فتسهل قسمتها. أسوأ ما يحدث للمتحاربين أن تكون الحرب بينهما معادلة صفرية إذا كسب فيها طرف يخسر الطرف الآخر؛ وتكون أكثر سوءا عندما تكون الأهداف مطلقة مثل الشرف والكرامة يصعب اقتسامها.

ما يمكن اقتسامه يجعل كل طرف منتصرا لأنه حصل على بعض من الكعكة؛ ولذلك كان التقسيم إحدى أدوات حل صراعات كبرى فى الهند التى انتهت إلى دولة الهند والأخرى باكستان؛ وفيتنام جرت قسمتها بين الجنوب والشمال، وكذلك كان الحال فى كوريا التى لا تزال مقسمة. ولكن العكس تماما يحدث إذا ما كانت الشكوك قائمة فى عدالة القسمة؛ وذلك حادث فى كشمير الهندية الباكستانية، وقامت حرب فيتنام للتوحيد؛ أما كوريا فتنتظر نتائج تحول كوريا الشمالية إلى دولة نووية.

«المساومة» عادة ما تبدأ قبل المفاوضات حول بدئها من عدمه؛ وإذا ما بدأت فإن جدول أعمالها يجرى الخلاف عليه من اللحظة الأولى طالما أن أولويات كل طرف هى تعريف بسبب الصراع الجوهري. فى حرب غزة الخامسة بدأت الحرب بالنسبة لإسرائيل منذ ٧ أكتوبر الماضي، وبالنسبة للعرب والفلسطينيين منذ عام ١٩٤٨؛ لذلك فإنه بالنسبة للأطراف الثالثة أو الوسطاء فإن المساومة تبدأ من الوضع الراهن، وتصب فى المستقبل.

المعضلة فى مثل هذه الحالة أن «الوضع الراهن» يعكس توازن القوى القائم؛ والمستقبل بالنسبة للأقوى يجعله يتخوف من خسران ما كسبه الآن، وللأضعف فإنه غامض ومنذر والأفضل دائما انتظار تصحيح الموازين. فى الحرب العالمية الثانية وحدها لم تكن هناك مساومة لأن ألمانيا وحلفاءها استسلموا دون قيد أو شرط.

arabstoday

GMT 03:12 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

لا بديل في الحالتين

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

العالم في ثلاثة من النمسا

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

التجربة الكندية

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

الكويت: بين المشروع وإعادة النظر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساومة … المساومة …



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 10:10 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عدسات لاصقة "ذكية" لكشف أمراض العيون
 العرب اليوم - عدسات لاصقة  "ذكية"  لكشف أمراض العيون

GMT 22:29 2024 السبت ,11 أيار / مايو

نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab